الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ما فِي التَهْجِير لاستَبَقُوا إِلَيْهِ، وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِي الْعَتَمَةِ وَالصبُّحِ لأتَوْهُمَا، ولَوْ حَبْواً".
256 - " بَابُ أذَانِ الأَعْمَى إِذَا كَانَ لَهُ مَنْ يُخبِرُهُ
"
302 -
عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما:
أَنَّ رَسُولَ اللهَ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِنَّ بِلَالاً يُؤَدِّنُ بِلَيْلٍ فَكُلُوا واشْرَبُوا حتَّى
ــ
وقتها " لاستبقوا إليه " أي لحرصوا على ذلك أشد الحرص. " ولو يعلمون ما في العتمة والصبح " أي ما في صلاة العشاء والصبح مع الجماعة " لأتوهما ولو حبواً " أي ولو في أشد حالات الضعف الذي يضطرهم إلى الإِتيان إليها حبواً على اليدين والرجلين. الحديث: أخرجه الشيخان والترمذي والنسائي.
ويستفاد منه ما يأتي: أولاً: بيان فضل الأذان وثوابه، لأن الناس لا يقترعون إلا على أنفس الأشياء وأعظمها قدراً، وهو ما ترجم له البخاري.
ثانياً: فضل الصف الأول، لأن النبي صلى الله عليه وسلم أخبرنا في هذا الحديث أن الناس لو علموا قدر الصلاة في الصف الأول لتنافسوا عليه، حتى لا يصل إليه أحدهم إلّا بالقرعة. ثالثاً: فضل المبادرة إلى الصلاة في وقتها وأنه من الأمور التي ينبغي الحرص عليها. رابعاً: أنه ينبغي الحرص على حضور العشاء والصبح مع الجماعة ولو في أسوأ الأحوال. والمطابقة: في قوله: " لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول ثم لم يجدوا إلاّ أن يستهموا عليه - لاستهموا عليه ".
256 -
" باب أذان الأعمى إذا كان له من يخبره "
302 -
معنى الحديث: يحدثنا ابن عمر رضي الله عنهما "أن رسول
الله صلى الله عليه وسلم قال: إن بلالاً يؤذن بليل فكلوا واشربوا حتى ينادي ابن أمِّ
يُنَادِيَ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ"، وَكَانَ رَجُلاً أعْمى، لا يُنَادِي حَتَّى يُقَالَ: أصْبَحْتَ أصْبَحْتَ.
ــ
مكتوم" أي إنّ بلالاً يؤذن في آخر الليل قبل طلوع الفجر، فلا تنقطعوا عن طعامكم وشرابكم، ولا تبدءوا صيامكم حتى يؤذن ابن أمّ مكتوم، لأنه هو الذي يؤذن بعد طلوع الفجر " وكان رجلاً أعمى لا ينادي حتى يقال: أصبحت أصبحت " أي لا يؤذن لصلاة الصبح حتى يتحقق طلوع الفجر وينادي عليه الناس دخلت في الصباح، أو طلع الصباح. الحديث: أخرجه الشيخان والترمذي. والمطابقة: في قوله: " حتى ينادي ابن أم مكتوم " وقد كان رجلاً أعمى.
ويستفاد منه ما يأتي: أولاً: جواز أذان الأعمى إذا وجد من يخبره، بدخول الوقت، لأن ابن (1) أم مكتوم كان يؤذن للنبي صلى الله عليه وسلم وهو أعمى.
ثانياًً: مشروعية الأذان الأول في آخر الليل لِإيقاظ النائمين لتناول سحورهم، وتنبيه القائمين إلى اقتراب طلوع الفجر ليأخذوا حظهم من الراحة استعداداً لصلاة الصبح، كما كان بلال يؤذن في آخر الليل فإنه كما قال النبي صلى الله عليه وسلم:" يؤذن بليل ليرجع قائمكم ولينبه نائمكم " أخرجه الشيخان وأبو داود والنسائي.
…
(1) أي لأن ابن مكتوم مؤذن النبي صلى الله عليه وسلم كان أعمى.