الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
309 -
عَنْ أبِي جُحَيْفَةَ رضي الله عنه:
أنَّهُ رَأى بِلَالاً يُؤَذِّنُ فَجَعَلْتُ اتُتَبَّعُ فَاهُ هَاهُنَا وَهَاهُنَا بالْأذَانَ.
263 - " بَابُ قَوْلِ الرَّجُل فَاتتْنَا الصَّلَاةُ
"
310 -
عَنْ أبي قَتَادَةَ رضي الله عنه قَالَ:
بَيْنَمَا نَحْنُ نُصَلِّي مَعَ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم إذْ سَمِعَ جَلَبَةَ الرِّجَالِ فَلمَّا صَلَّى
ــ
" حي على الصلاة " وشمالاً عند قوله: " حيَّ على الفلاح ".
309 -
معنى الحديث: يحدثنا أبو جحيفة رضي الله عنه: " أنه رأى بلالاً يؤذن فجعلت أتتبع فاه ها هنا وها هنا بالأذان " أي أنه رأى بلالاً في أثناء أذانه، ولا حظ حركات وجهه، فوجده يوجه فمه يميناً عند قوله:" حيَّ على الصلاة " وشمالاً عند قوله: " حيَّ على الفلاح " كما جاء موضحاً في رواية سفيان حيث قال: " فجعلت أتتبع فاه ها هنا وها هنا يميناً وشمالاً، يقول: حي على الصلاة، حي على الفلاح "(1) أخرجه مسلم.
ويستفاد منه: استحباب الالتفات في الأذان عند الحيعلتين بأن يتوجه المؤذن بفمه يميناً عند قوله: " حي على الصلاة " وشمالاً عند قوله: " حي على الفلاح " من غير تحويل صدره أو قدميه عن القبلة، وفائدته تعميم الناس (2) بالإِسماع. الحديث: أخرجه الشيخان. والمطابقة: في قوله: " أتتبع فاه ها هنا وها هنا بالأذان ".
263 -
" باب قول الرجل فاتتنا الصلاة "
310 -
معنى الحديث: يقول أبو قتادة رضي الله عنه "بينما نحن
(1)" شرح العيني " ج 5.
(2)
" شرح القسطلاني " ج 2.
قَالَ: " مَا شَأنُكُمْ؟ " قَالُوا: اسْتَعْجَلْنَا إلى الصَّلَاةَ، قَالَ: فلا تَفْعَلُوا إِذَا أتَيْتُمْ الصَّلَاةَ فَعَلَيْكُمْ بالسَّكِينَةِ، فمَا أدْرَكْتُمْ فَصَلوا، وَما فَاتَكُمْ فَأتِمُّوا ".
ــ
نصلي مع النبي صلى الله عليه وسلم" صلاة الجماعة " إذ سمع جلبة الرجال " أي سمع أصواتاً عالية، وهي أصوات أقدام الناس، وهم يسرعون إلى الصلاة " فلما صلّى قال: ما شأنكم؟ " يعني مما سبب هذه الضجة التي سمعتها في أثناء الصلاة " قالوا: استعجلنا " أي أسرعنا في مشينا إلى الصلاة " قال: فلا تفعلوا " أي لا تسرعوا في أثناء سيركم إلى الصلاة " إذا أتيتم الصلاة فعليكم بالسكينة " أي إذا جئتم إلى الصلاة فحافظوا على الهدوء في أثناء مشيكم إليها، وسيروا سيراً عادياً " فما أدركتم فصلوا " الفاء واقعة في جواب الشرط كما قال الحافظ: أي إذا فعلتم ما أمرتكم به، فما حصلتم عليه من الركعات فصلوا مع الإِمام، وتابعوه متابعة كاملة. " وما فاتكم فأتموا " أي وما فاتكم من الصلاة مع الإِمام، فأتموه بعد السلام. الحديث: أخرجه الشيخان.
ويستفاد منه ما يأتي: أولاً: أن المسبوق -وهو الذي فاتته مع الإمام بعض الصلاة- يجب عليه أن يتم ما فاته بعد سلام الإمام، لقوله صلى الله عليه وسلم:" وما فاتكم فأتموا ". واختلفوا كيف يتم صلاته، هل يتمها بناءً فيجعل ما أدرَكه أول صلاته، أو يتمها قضاءً، فيجعل ما أدركه آخر صلاته فقال الشافعي وأحمد في رواية يتم ما فاته بناءً ويبني في الأقوال والأفعال معاً، فيجعل ما أْدركه أوّل صلاته، وما فاته آخر صلاته. لقوله صلى الله عليه وسلم في حديث علي رضي الله عنه:" ما أدركت فهو أوّل صلاتك " أخرجه البيهقي، فإذا أدرك ركعة من الظهر مع الإمام، فإنه يقوم بعد السلام فيأتي بركعة واحدة بالفاتحة والسورة ويجلس للتشهد الأول، ثم يقوم فيأتي بالركعتين الباقيتين بالفاتحة فقط