الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ، ولَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيءٍ قَدِير، اللَّهُمَّ لا مَانِعَ لِمَا أعْطَيْتَ، ولا مُعْطِيَ لِمَا مَنَعْتَ، ولا يَنْفَعُ ذَا الْجَدِّ مِنْكَ الْجَدُّ".
325 - " بَابٌ يَسْتَقْبِلُ الإِمَامُ النَّاسَ إِذَا سَلَّمَ
"
384 -
عَنْ سَمُرَةَْ بْنِ جُنْدُبَ رضي الله عنه قَالَ:
" كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إذَا صَلَّى صَلَاةً أقبَلَ عَلَيْنَا بِوَجْهِهِ ".
ــ
الأرزاق بين يديك تعطي وتمنع كما تشاء، " ولا ينفع ذا الجد (1) منك الجد " أي ولا يمنع الغني ماله من عذابك يوم القيامة، ولا يدفع عنه عقابك إن كان عاصياً. الحديث: أخرجه الشيخان وأبو داود والنسائي.
ويستفاد من الحديثين مما يأتي: أولاً: استحباب الذكر بعد الصلوات المكتوبة بالتسبيح والتحميد والتكبير ثلاثاً وثلاثين مرة، لأنّ ثوابه يعدل ثواب الصدقة والحج والعمرة. ثانياًً: أن من الأذكار المسنونة بعد الصلاة أن تقول لا إله إلاّ الله وحده، لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير. اللهم لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد. ثالثاً: فضل الغني الشاكر على الفقير الصابر إذا تساويا في العبادات البدنية. مطابقة الحديثين للترجمة: في قوله: " تسبحون وتحمدون وتكبرون خلف كل صلاة ثلاثاً وثلاثين مرة " وقوله: " كان صلى الله عليه وسلم يقول في دبر كل صلاة: لا إله إلا الله وحده لا شريك له
…
إلخ ".
325 -
" باب يستقبل الإمام الناس إذا سلم "
384 -
معنى الحديث: يقول سمرة بن جندب رضي الله عنه:
(1) وهو الغنى والمال الكثير.
385 -
عَنْ زَيْد بْنِ خَالِدٍ الجُهَنِي (1) رضي الله عنه:
أنَّه قَالَ: صَلَّى لَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم صَلَاةَ الصبحِ بالْحُدَيْبِيَةِ علَى أثْر سَمَاءٍ كَانَتْ مِنَ اللَّيْلِ، فَلَمَّا انْصَرَفَ أقْبَلَ عَلَى النَّاس، فَقَالَ: هَلْ تَدْرُونَ مَاذَا قالَ رَبُّكُمْ عز وجل؟ قَالُوا: اللهُ وَرَسُولُهُ أعْلَمُ! قَالَ: "أصْبَحَ مِنْ عِبَادِيَ مُؤْمِن بِي وَكَافِر، فَأمَّا مَنْ قَالَ: مُطِرْنَا بِفَضْلِ اللهِ وَرَحْمَتِهِ، فَذَلِكَ
ــ
" كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلّى صلاة أقبل علينا بوجهه " أي كان إذا صلّى صلاة مكتوبة، وفرغ منها، توجه إلينا، واستقبلنا بوجهه بعد سلامه.
الحديث: أخرجه الشيخان والترمذي والنسائي.
385 -
معنى الحديث: يقول زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه:
" صلى لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح بالحديبية " بضم الحاء، وفتح الدال، وسكون الياء الأولى، وكسر الباء، وفتح الياء الثانية المخففة عند البعض والمشددة عند أكثر المحدثين. وهي قرية قريبة من مكة سمّيت " الحديبية " باسم بئرٍ فيها. " على إثر سماء كانت من الليل " أي صلَّى صلاة الصبح في الحديبية بعد مطر نزلت في تلك الليلة. " فما انصرف "، أي: فلما سلّم من صلاته، "أقبل على الناس" بوجهه الشريف، " فقال: هل تدرون ماذا قال ربكم عز وجل؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال " أي قال الله تعالى:" أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر " أي أصبح الناس بالنسبة إلي نزول الأمطار على قسمين: قسم مؤمن بالله تعالى لا يشرك به شيئاً، وقسم كافر بوحدانية الله تعالى. " فأما من قال: مطرنا بفضل الله ورحمته " فأسند إنزال الأمطار حقيقة إلى الله تعالى " فذلك مؤمن بي " أي مؤمن بوحدانيتي "وكافر
(1) زيد بن خالد: قال ابن الأثير: هو أبو طلحة، وقيل: أبو عبد الرحمن بن خالد الجهني، من جهينة بن زيد نزل الكوفة، روى عنه عبيد الله بن عبد الله بن عتبة وعطاء بن يسار. مات بالكوفة سنة ثمانٍ وسبعين، ويقال: مات في آخر أيام معاوية، وهو ابن خمس وثمانين سنة، وقيل في وفاته غير ذلك.
مُؤْمِن بِي وَكَافِر بالكَوْكَبِ، وَأمَّا مَنُ قَالَ: بِنَوْءِ كَذَا وَكَذَا، فَذَلِكَ كافِرٌ بِي وَمُؤْمِنٌ بالْكَوْكَبِ".
ــ
بالكوكب وأما من قال: مطرنا بنوء كذا وكذا، فذلك كافر بي مؤمن بالكوكب " أي: وأما من نسب الأمطار وغيرها من الحوادث الأرضية إلى تحركات الكواكب في طلوعها وسقوطها معتقداً أنّها الفاعل الحقيقي فهو كافرٌ مشرك في توحيد الربوبية. الحديث: أخرجه الشيخان وأبو داود والنسائي.
ومطابقة الحديثين للترجمة: في قوله: " أقبل علينا بوجهه " في الحديث الأول وقوله: " أقبل على الناس " في الثاني.
ويستفاد من الحديثين ما يأتي: أولاً: أنه يسن للإمام بعد سلامه أن يتحول عن القبلة، ويستقبل المأمومين بوجهه، أما كيف يتحول يميناً أو يساراً فقد اختلف في ذلك أهل العلم، فذهبت المالكية والشافعية والحنابلة إلى أنه يتحول إلى جهة اليمين لما جاء في حديث البراء بن عازب رضي الله عنهما قال:" كنا إذا صلينا خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم أحببنا أن نكون عن يمينه، فيقبل علينا بوجهه ". أخرجه مسلم وأبو داود والنسائي. وذهبت الحنفيّة إلى أنه يستحب له أن يتحول إلى جهة اليسار لما رواه مسلم عن ابن مسعود قال: " أكثر ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ينصرف عن شماله ". اهـ. كما أفاده في " المنهل العذب "(1). ثانياً: أنّ إسناد الحوادث من مطر، وخصب، وجدب، وولادة، وموت إلى تقلبات الأنواء، مع اعتقاد فاعليتها حقيقةً كفر وشرك في ربوبية الله تعالى، لقوله صلى الله عليه وسلم:" أما من قال: مطرنا بنوء كذا وكذا، فذلك كافرٌ بي مؤمن بالكوكب " وكذلك من اعتقد أنها مصدر السعد والنحس. قال ابن تيمية: "واعتقاد المعتقد أن نجماً من النجوم هو المتولّي
(1)" المنهل العذب شرح سنن أبي داود " ج 4.