الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
424 - " بَاب الدُّخولِ عَلَى المَيِّتِ بَعْدَ المَوْتِ إِذَا أدرجَ في أكْفَانِهِ
"
496 -
عَنْ أمِّ الْعَلَاءِ إِمْرَاة مِنَ الأنصَارِ رضي الله عنها بَايَعَتْ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، قَالَتْ:
إنَّه اقْتسِمَ المهَاجِرونَ قرْعَةً، فطَارَ لَنَا عُثْمَان بْن مَظْعونٍ، فأنزلْنَاه في أبيَاتِنَا، فَوَجِعَ وَجَعَة الَّذِي توفِّيَ فِيهِ، فَلَمَّا توفِّيَ وَغسِّلَ وكُفِّنَ في أثْوَابِهِ دَخَلَ رَسول اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقلْت: رَحْمَة اللهِ عَلَيْكَ أبا السَّائِبِ فَشَهَادَتِي عَلَيْكَ لَقَدْ أكْرَمَكَ الله تَعَالَى. فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "وَمَا يُدْرِيكَ
ــ
المراد بالاتباع الاتباع المعنوي وهو تشييع الجنائز إلى مثواها الأخير. ثالثاً: تحريم آنية الفضة وخاتم الذهب والحرير بأنواعه لأن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عنها، والنهى هنا للتحريم عند الجمهور. والمطابقة: في قوله: " أمرنا باتباع الجنائز ".
424 -
" باب الدخول على الميت بعد الموت إذا أدرج أكفانه "
496 -
معنى الحديث: تحدثنا أم العلاء الأنصارية (1) في هذا الحديث عن وفاة عثمان بن مظعون، وما وقع لها بعد غسله وتكفينه، فتقول:" إنه اقتسم المهاجرون قرعة " أي أن الأنصار استضافوا المهاجرين في منازلهم واقتسموهم فيما بينهم عن طريق القرعة، " فطار لنا عثمان بن مظعون "، أي فوقع عثمان في سهمنا، وصار من قسمنا، " فلما توفي وغسّل وكفنّ دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم "، أي دخل عليه النبي صلى الله عليه وسلم وهو مدرج في كفنه، قالت رضي الله عنها: "فقلت: رحمة الله عليك أبا السائب فشهادتي عليك
(1) وهي أم خارجة بن زيد راوي الحديث.
أنَّ اللهَ أكْرَمَهُ"؟ قُلْتُ: بِأبِي أنت يَا رَسُولَ اللهِ، فَمَنْ يُكرِمُهُ اللهَ تَعَالَى؟ فَقَالَ: " أمَّا هُوَ فَقَدْ جَاءَهُ الْيَقِينُ، وَاللهِ إِنِّي لأرْجُو لَهُ الْخَيْرَ، واللهِ مَا أدْرِي وأنَا رَسُولُ اللهَ مَا يُفْعَلُ بِي، قَالَتْ: فوَاللهَ لا أزَكِّي أحَداً بَعْدَهُ أبَداً ".
497 -
عَنْ جَابِرٍ بنِ عَبْدِ اللهِ رضي الله عنهما قَالَ:
لَمَّا قُتِلَ أبِي جَعَلْتُ أكْشِفُ الثَّوْبَ عَنْ وَجْهِهِ أبكي وَيَنْهُونَنِي عَنْهُ، والنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لا يَنْهَانِي، فَجَعَلَتْ عَمَّتِي فَاطِمَةُ تَبْكِي، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:
ــ
لقد أكرمك الله"، قال القسطلاني: أي أقسم بالله لقد أكرمك الله يعنى بالجنة، " فقال النبي صلى الله عليه وسلم: وما يدريك أن الله أكرمه "، أي فأنكر النبي صلى الله عليه وسلم عليها قولها هذا لأنّها أقسمت على شيء في علم الغيب فقال لها ما معناه: ومن أعلمك أن الله أكرمه بالجنة والسعادة الأخروية، " أما هو فقد جاءه اليقين " أي فقد جاءه الموت ورأى مصيره، " والله إني لأرجو في الخير "، هذا ما يمكن أن أقوله أنا أو غيري، " والله ما أدري وأنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، ما يفعل بي "، أي لا أعلم علم اليقين ما يفعل بي في الدار الآخرة إلاّ ما أعلمني الله به وأطلعنى عليه. " قالت: فوالله لا أزكي أحداً بعده أبداً " أي لا أقطع لأحد بعده بالجنة مهما بلغ إلاّ الذين شهد لهم النبي صلى الله عليه وسلم.
الحديث: أخرجه أيضاً النسائي. والمطابقة: في قولها: " فلما توفي وغسّل وكفّن في أثوابه دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم ".
497 -
معنى الحديث: عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما: " قال لما قتل أبي جعلت أكشف الثوب عن وجهه " أي لما استشهد أبي يوم أحد صرت أكشف الثوب عن وجهه لأودعه الوداع الأخير، " فجعلت عمتي فاطمة تبكي "، أي وصارت عمتي فاطمة بنت عمرو تبكي أخاها
"تَبكِينَ أو لا تَبْكِينَ، ما زَالَتِ الْمَلائِكَةُ تُظِلهُ بِأجْنِحَتِهَا حتى رَفَعْتُمُوهُ".
ــ
عبد الله بن عمرو، " فقال النبي صلى الله عليه وسلم " مبشراً ومواسياً لها في مصابها:" تبكين أو لا تبكين "، فإن عزاءك فيه عظيم وبشراك كبيرة وحسبك عزاءً أنه " ما زالت الملاثكة تُظلُّه بأجنحتها حتى رفعتموه "، أي استمرت تظلله تكريماً له حتى رفعتموه عن النعش إلى مثواه الأخير. الحديث: أخرجه الشيخان والنسائي. والمطابقة: في قوله: " جعلت أكشف الثوب عن وجهه ".
فقه الحديثين: دل الحديثان على ما يأتي: أولاً: مشروعية الدخول على الميّت إذا أدرج في كفنه، كما ترجم له البخاري، لأن النبي صلى الله عليه وسلم دخل على عثمان بن مظعون بعد غسله وتكفينه، كما في الحديث الأول، ولأن جابر رضي الله عنه لما استشهد أبوه يوم أحد جعل يكشف الثوب عن وجهه، كما في الحديث الثاني، وثوب الشهيد بمنزلة كفنه. ثانياًً: أن التزكية القطعية لأي إنسان تجوز في الأمور الماضية لا في المستقبلة لأن المستقبل غيب، فلا يجوز القطع لأحد بالجنة إلاّ من شهد له النبي صلى الله عليه وسلم، لقوله صلى الله عليه وسلم لأم العلاء في عثمان بن مظعَون:" وما يدريك أن الله أكرمه ". قال العيني: فيه دليل على أنه لا يجزم لأحد بالجنة إلاّ ما نص عليه الشارع، ويجوز أن نثني على الميت بالخير بأن نقول فيه كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" إني لأرجو له الخير ". قال في " العقيدة الطحاوية ": " ونرجو للمحسنين أن يعفو الله عنهم ويدخلهم الجنة ".
***