الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
439 - " بَابُ مَنْ جَلَسَ عِنْدَ الْمُصِيبَةِ يُعْرَف فِيهِ الْحُزْنُ
"
513 -
عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ:
" لَمَا جَاءَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم قَتْلُ ابْنِ حَارِثَةَ وجَعْفَرٍ وَابْنِ رَوَاحَةَ جَلَسَ يُعْرَفُ فِيهِ الْحُزْنُ، وأنا أنْظُرٌ مِنْ صَائِر الْبَابِ، فَأتَاهُ رَجُلٌ فقالَ: إِنَّ نِسَاءَ جَعْفَرٍ، وَذَكَرَ بُكَاءَهُنَّ، فأمَرَهُ أنْ يَنْهَاهُنَّ فَذَهَبَ، ثُمَّ أتَاهُ الثَّانِيَةَ لَمْ يُطِعْنَهُ، فَقَالَ: انْهَهُنَّ، فأتَاهُ الثَّالِثَةَ، قَالَ: وَاللهِ غَلَبنَنَا يَا رَسولَ اللهِ، فَزَعَمَتْ أنَّه صلى الله عليه وسلم قَالَ: فاحث في أفْوَاهِهِنَّ الترابَ ".
ــ
439 -
" باب من جلس عند المصيبة يعرف فيه الحزن "
513 -
معنى الحديث: تقول عائشة رضي الله عنها: " لما جاء النبي صلى الله عليه وسلم قتل ابن حارثة وجعفر وابن رواحة " أي لما جاء الخبر للنبي صلى الله عليه وسلم عن استشهاد هؤلاء الثلاثة عن طريق الوحي، " جليس يعرف فيه الحزن " أي جلس للعزاء، وقد ظهر الحزن على وجهه الشريف صلى الله عليه وسلم، " وأنا أنظر من صائر (1) الباب " أي من الموضع الذي ننظر منه إلى خارج البيت، " فأتاه رجل فقال: إن نساء جعفر وذكر بكاءهن " أي وأخبره أن زوجة جعفر أسماء بنت عميس، وبعض أقاربه قد رفعن أصواتهن بالبكاء عليه، " فأمره أن ينهاهن " عن رفع أصواتهن بالبكاء عليه، فمنعهن عن ذلك مرتين، " فأتاه الثالثة " أي في المرة الثالثة، " فقال: والله غلبننا " أي عصيننا حتى عجزنا عن إسكاتهن، " قال: فاحث في أفواههن التراب "، أي فخذ حفنة من تراب وألقها في أفواههن لكتم أصواتهن، والمراد بذلك المبالغة في الزجر.
الحديث: أخرجه الشيخان وأبو داود والنسائي.
(1) صائر الباب هو الشق الذي في الباب الذي ينظر منه إلى داخله.