الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
432 - " بَابٌ إذَا لَمْ يَجِدْ كَفَناً إلَّا مَا يُوَارِي رَأسَهُ أوْ قَدَمَيْهِ غَطَّى بِهِ رَأسَهُ
"
506 -
عَنْ خَبَّابٍ رضي الله عنه قَالَ: "هَاجَرْنَا مَعَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم نَلْتَمِسُ وَجْهَ اللهِ، فَوَقَعَ أجْرُنَا عَلَى اللهِ، فَمِنَّا مَنْ مَاتَ لَمْ يَأكلْ مِنْ أجْرِهِ شَيْئاً، مِنْهُمْ مُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرِ، وَمِنَّا مَنْ أينَعَتْ لَهُ ثَمَرَتُهُ فهُوَ يَهْدِبُهَا،
ــ
عبد الله بن أبي" أي: جاء إلى قبره، " بعد ما دفن فأخرجه " من قبره.
قال القسطلاني: وكان أهله خشوا على النبي صلى الله عليه وسلم المشقة في حضوره، فبادروا إلى تجهيزه، قبل وصوله، فلما وصل وجدهم قد دَلُّوه في حفرته، فأمرهم بإخراجه، " فنفث فيه " أي فتفل من ريقه على جلده، " وألبسه قميصه "، لأنّه كان قد وعد بتكفينه في قميصه فأنجز وعده. الحديث: أخرجه الشيخان والنسائي.
فقه الحديث: دل الحديث على استحباب القميص في الكفن، وهو مذهب مالك، وسيأتي تفصيله. والمطابقة: في قوله: " وألبسه قميصه ".
432 -
" باب إذا لم يجد كفناً إلّا ما يواري رأسه أو قدميه غطّى به رأسه "
506 -
معنى الحديث: يقول خباب رضي الله عنه: " هاجرنا مع النبي صلى الله عليه وسلم نلتمس وجه الله "، أي هاجرنا بنيةٍ خالصة نطلب رضا الله وحده، " فوقع أجرنا على الله " أي فثبت أجرنا عنده بمقتضى وعده الذي لا يخلف، " فمنا من مات لم يأكل من أجره شيئاً " أي فبعضنا مات قبل الفتوحات الإسلامية، ولم يكسب شيئاً من غنائمها " منهم مصعب بن عمير " أي مثل مصعب الذي لم ينل من الدنيا شيئاً " ومنا من أينعت في ثمرته "، أي وبعضنا
قُتِلَ يَوْمَ أحِدٍ فَلَمْ نَجِدْ مَا نُكَفِّنُهُ إلَّا بُرْدَةً إِذَا غَطَّيْنَا بِهَا رَأسَهُ خَرَجَتْ رِجْلاهُ، وِإذَا غَطَّيْنَا رِجْلَيْهِ خَرَجَ رَأسُهُ، فَأمَرنَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أنْ نُغَطِّي رَأسَهُ، وأنْ نَجْعَلَ عَلَى رِجْلَيهِ مِنَ الإِذْخِرِ".
ــ
نضجت ثمرة الدنيا بين يديه فنال منها. وهو كناية عن المسلمين الذين أدركوا الفتوحات، فأثروا من الغنائم، ونالوا حظاً من الحياة ونعيمها " فهو يهدبُها " بفتح الياء أي يقتطف زهرة هذه الدنيا وثمرتها اليانعة " قتل " مصعب رضي الله عنه " يوم أحد، فلم نجد ما نكفنه به إلا بردة " أي كساء غليظاً مخططاً قصيراً، " إذا غطينا بها رأسه خرجت رجلاه وإذا غطينا رجليه خرج رأسه، فأمرنا النبي صلى الله عليه وسلم أن نغطي رأسه " مع جسمه وعورته " وأن نجعل على رجليه الِإذخر " وهو نبت حجازي معروف.
فقه الحديث: دل الحديث على ما يأتي: أولاً: أن الواجب في الكفن ثوب واحد يستر العورة، فإن قصر عن جسمه كله فيغطى به رأسه وعورته، وإن ضاق عنهما غطيت عورته، وجعل على الباقي الإذخر. ثانياً: ما كابده الصحابة رضي الله عنهم في هجرتهم من المشاق والمتاعب وشدة الفقر والحاجة، فهذا مصعب بن عمير رضي الله عنه الذي كان كما قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم " لا أرقَّ حلة ولا أنعم نعْمة من مصعب " فلما استشهد لم يترك سوى بُردة لم تتسع في كفنه لجسده كله. الحديث: أخرجه الخمسة. والمطابقة: في قوله: " فأمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يغطي بها رأسه ".
***