الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقيل: يجب من عرق أو ريح يتأذى به الناس، اختاره بعض الحنابلة
(1)
.
دليل من قال: الغسل يوم الجمعة مسنون
.
الدليل الأول:
(1169 - 42) ما رواه أحمد، قال: حدثنا عفان، حدثنا همام، حدثنا قتادة، عن الحسن،
عن سمرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال من توضأ يوم الجمعة فبها ونعمت، ومن اغتسل فذلك أفضل
(2)
.
[إسناده ضعيف، الحسن لم يسمع هذا الحديث من سمرة]
(3)
.
= الظاهري، وأثره في الفقه الإسلامي (ص: 233).
(1)
قال صاحب الإنصاف (1/ 247): " وأوجبه الشيخ تقي الدين من عرق أو ريح يتأذى به الناس، وهو من مفردات المذهب أيضاً.
(2)
المسند (5/ 11).
(3)
الحديث فيه ثلاث علل:
العلة الأولى: لم يسمعه الحسن من سمرة، وقد اختلف العلماء في سماع الحسن من سمرة إلى ثلاثة أقوال:
الأول: قيل: إنه سمع منه مطلقاً، وهو قول علي بن المديني، والترمذي.
الثاني: أنه لم يسمع منه شيئاً، اختاره ابن حبان في صحيحه، وقال شعبة وابن معين: الحسن لم يلق سمرة.
القول الثالث: أنه سمع منه حديث العقيقة فقط، ففي صحيح البخاري سماع منه لحديث العقيقة، واختار هذا النسائي، قال أبو عبد الرحمن في المجتبى (1380)، وفي السنن الكبرى (1684): الحسن عن سمرة كتاباً، ولم يسمع الحسن من سمرة إلا حديث العقيقة. اهـ
ومال إليه الدارقطني في سننه. انظر نصب الراية للزيلعي (1/ 89) فقد أطال الكلام فيه، وحاشية سبط ابن العجمي على الكاشف (1/ 322) تحقيق محمد عوامة. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= العلة الثانية: الاختلاف في إسناده، فقيل: عن الحسن، عن سمرة.
وقيل: عن الحسن، عن أنس.
وقيل: عن الحسن، عن عبد الرحمن بن سمرة.
وقيل: عن الحسن، عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلاً، وقيل غير ذلك مما سيأتي تفصيله عند تخريج الحديث.
العلة الثالثة: مخالفته لما أهو أصح منه وأقوى من أحاديث في الصحيحين، وظاهرها وجوب الغسل يوم الجمعة، وسوف نذكرها إن شاء الله تعالى عند ذكر أدلة القائلين بالوجوب.
قال الترمذي في العلل (141) بعد أن ساق الحديث من طريق شعبة، عن قتادة، عن الحسن، عن سمرة مرفوعاً. قال الترمذي: سألت محمداً - يعني البخاري - عن هذا الحديث، فقال: روى همام، عن قتادة، عن الحسن، عن سمرة بن جندب، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وروى سعيد بن أبي عروبة وأبان بن يزيد، عن قتادة، عن الحسن، عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يذكرا: عن سمرة. اهـ
فألمح البخاري بذكر الاختلاف على قتادة إلى تضعيف الحديث.
وقال ابن حجر في الفتح تحت رقم (879): " ولهذا الحديث طرق، أشهرها وأقواها رواية الحسن، عن سمرة، أخرجها أصحاب السنن الثلاثة، وابن خزيمة، وابن حبان، وله علتان:
إحداهما: أنه من عنعنة الحسن.
والأخرى: أنه اختلف عليه فيه. أخرجه ابن ماجه من حديث أنس، والطبراني من حديث أنس، والطبراني من حديث عبد الرحمن بن سمرة، والبزار من حديث أبي سعيد، وابن عدي من حديث جابر، وكلها ضعيفة. الخ كلامه رحمه الله.
[تخريج الحديث].
الحديث أخرجه أحمد كما في إسناد الباب، وابن أبي شيبة (1/ 436)، رقم 5026 والدارمي (1540)، والطحاوي في شرح معاني الآثار (1/ 119)، والبيهقي (1/ 295)
و (3/ 190) من طريق عفان به. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وأخرجه أحمد (5/ 8)، والبيهقي (3/ 190) من طريق عبد الصمد.
وأحمد (5/ 8) من طريق بهز.
وأخرجه أحمد أيضاً (5/ 16)، وابن الجارود في المنتقى (285) من طريق عبد الرحمن ابن مهدي.
وأبو داود (354)، والطحاوي في شرح معاني الآثار (1/ 119)، والطبراني في الكبير (7/ 199) رقم 6817، والبيهقي (3/ 190) من طريق أبي الوليد الطيالسي.
وأخرجه الطبراني (6817)، والبيهقي (3/ 190) من طريق أبي عمر حفص بن عمر الحوضي، كلهم:(بهز، وعبد الصمد، وأبو الوليد، وابن مهدي، وأبو عمر الحوضي) رووه عن همام به.
وتابع شعبة بن الحجاج هماماً في هذا الإسناد،
فأخرجه أحمد (5/ 11) والنسائي في المجتبى (1380)، وفي الكبرى (1684)، وابن خزيمة (1757)،والطبراني في الكبير (6818) وابن الجعد في مسنده (986) من طريق يزيد ابن زريع.
وأخرجه الترمذي (497)، والطبراني (6819)، والبغوي في شرح السنة (335) والروياني في مسنده (787) من طريق سعيد بن سفيان.
وأخرجه البيهقي (1/ 295 - 296)، والخطيب في تاريخه (2/ 352) من طريق عفان. ثلاثتهم، عن شعبة، عن قتادة، عن الحسن، عن سمرة.
وأخرجه الطبراني في الكبير (6820) من طريق أبي عوانة، عن قتادة به.
وتابع يونس بن عبيد قتادة في روايته عن الحسن، فأخرجه الطبراني في الكبير (7/ 223) من طريق يحيى بن خالد، عن يونس بن عبيد، عن الحسن، عن سمرة به.
وقد تفرد بذلك يحيى بن خالد، عن يونس، وهو ممن لا يحتمل تفرده بذلك، فالمعروف أن الحديث حديث قتادة، عن الحسن.
قال ابن عدي: حدث عن يونس بن عبيد وغيره ما لا يرويه غيره، وقال: ولخالد هذا إفرادات وغرائب عمن يحدث عنه، وليس بالكثير، وأرجو أنه لا بأس به؛ لأني لم أر في حديثه متناً منكراً. الكامل (3/ 9). =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وقال الذهبي: صويلح، قواه ابن عدي. المغني في الضعفاء (1889).
والحديث مداره على قتادة، وقد اختلف فيه عليه:
فقيل: عن قتادة، عن الحسن، عن سمرة، كما سبق.
وقيل: عن قتادة، عن الحسن، عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلاً.
وقيل: عن قتادة، عن الحسن، عن أنس.
وقيل: عن الحسن، عن عبد الرحمن بن سمرة.
وقيل: عن الحسن، عن أبي هريرة.
أما الرواية المرسلة:
فرواه كل من معمر، وسعيد بن أبي عروبة، وأبان بن يزيد العطار، عن قتادة، عن الحسن، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
فقد أخرجه عبد الرزاق (5311)، عن معمر، عن قتادة، عن الحسن، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وأخرجه البيهقي (1/ 296) من طريق عبد الوهاب الخفاف، عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن الحسن، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
قال البيهقي: وكذلك رواه أبان بن يزيد العطار، عن قتادة. اهـ أي رواه مرسلاً.
وأما رواية الحسن، عن أنس.
فأخرجها البزار كما في كشف الأستار (628)، والطحاوي (1/ 119) من طريق الربيع بن صبيح، عن الحسن. وعن يزيد الرقاشي، عن أنس رضي الله عنه.
قال البزار: إنما يعرف هذا عن يزيد، عن أنس، هكذا رواه غير واحد، وجمع يحيى، عن الربيع في هذا الحديث بين الحسن ويزيد، عن أنس، فحمله قوم على أنه عن الحسن، عن أنس، وأحسب أن الربيع إنما ذكره عن الحسن مرسلاً، وعن يزيد عن أنس، فلما لم يفصله جعلوه كأنه عن الحسن، عن أنس، وعن يزيد، عن أنس. اهـ
قلت: من تأمل الإسناد السابق لم يستبعد كلام البزار، وقد سبق تخريج الحديث عن الحسن مرسلاً، لكن روي الحديث من طريق الحسن، عن أنس من غير طريق الربيع بن صبيح، فقد أخرجه الطحاوي (1/ 119)، والعقيلي (2/ 167) من طريق الضحاك بن حمزة، عن =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= الحجاج بن أرطأة، عن إبراهيم بن مهاجر، عن الحسن، عن أنس.
وهذا إسناد ضعيف، مسلسل بالضعفاء، فالضحاك والحجاج ضعيفان، وإبراهيم بن مهاجر متكلم فيه.
وأخرجه أبو داود الطيالسي (2110) حدثنا الربيع، عن يزيد، عن أنس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من توضأ يوم الجمعة فبها ونعمت، ومن اغتسل فالغسل أفضل.
ومن طريق الربيع بن صبيح أخرجه الطحاوي (1/ 119)، وابن عدي (3/ 133)، والبيهقي (1/ 296).
وأخرجه علي بن الجعد في مسنده (1750) أنا سفيان الثوري، عن يزيد الرقاشي، عن أنس بن مالك به.
ومن طريق علي بن الجعد رواه أبو يعلى في مسنده (4086).
وكذلك ورواه الطحاوي (1/ 119) من طريق ابن الجعد، قال: أنا الربيع بن صبيح وسفيان الثوري، عن يزيد الرقاشي، عن أنس به.
وقال البغوي في الجعديات (1773): هكذا حدثنا علي، عن سفيان، عن يزيد الرقاشي، عن أنس، وهو مرسل، لم يسمع الثوري من يزيد الرقاشي شيئاً، بينهما الربيع بن صبيح.
قلت: قال الغماري في الهداية (3/ 291): " ورواه أبو العباس بن سريج في جزئه، قال: حدثنا الرمادي، حدثنا يزيد بن أبي حكيم، ثنا سفيان، عن الربيع بن صبيح، عن يزيد الرقاشي به. اهـ فهذا يؤكد ما ذكره البغوي.
وأخرجه ابن ماجه (1091) من طريق إسماعيل بن مسلم المكي، عن يزيد الرقاشي به.
ويزيد الرقاشي مشهور الضعف، وإسماعيل بن مسلم المكي ضعيف أيضاً.
ورواه عبد الرزاق (5312) من طريق عكرمة بن عمار، عن يزيد الرقاشي به.
ورواه الدارقطني في العلل كما في تلخيص الحبير (2/ 67) من طريق عباد بن العوام، عن سعيد، عن قتادة، عن أنس. وقال: وهم فيه عباد بن العوام، والصواب رواية يزيد بن زريع وغيره، عن سعيد، عن قتادة، عن الحسن، عن سمرة. اهـ
وأما رواية الحسن، عن عبد الرحمن بن سمرة.
فأخرجها أبو داود الطيالسي (1350)، ومن طريقه البيهقي (1/ 296). =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وأخرجه العقيلي (2/ 167)، والطبراني في الأوسط (7765)، والبيهقي (1/ 296) وأسلم بن سهل الواسطي في تاريخ واسط (1/ 158)، من طريق أبي حرة به من غير شك.
وأبو حرة، وثقه أحمد.
وقال يحيى بن معين: صالح، وحديثه عن الحسن ضعيف، يقولون: لم يسمعه من الحسن.
وفي التقريب: صدوق عابد، وكان يدلس عن الحسن.
وقال الحافظ في التلخيص (655): " ورواه أبو حرة عن الحسن، عن عبد الرحمن بن سمرة، ووهم في اسم صحابيه.
وله شاهد من حديث جابر ومن حديث أبي سعيد، وهما ضعيفان.
أما حديث جابر فرواه عبد الرزاق (5313) عن الثوري، عن رجل، عن أبي نضرة، عن جابر بن عبد الله والإسناد ضعيف.
ورواه عبد بن حميد في مسنده كما في المنتخب (1077) من طريق الثوري، عن أبان، عن أبي نضرة به. فاتضح الرجل المبهم في إسناد عبد الرزاق.
ورواه الطحاوي (1/ 119) والبزار، كما في مختصر زوائد مسند البزار (439) من طريق قيس بن الربيع، عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر.
قال الهيثمي في مجمع الزوائد (2/ 175): رواه البزار، وفيه قيس بن الربيع، وثقه شعبة والثوري، وضعفه جماعة. قلت: أين أصحاب الإعمش لو كان هذا من حديثه، فانفراد قيس بن الربيع دون أصحاب الأعمش يوجب في النفس شيئاً من قبول هذا الخبر.
وأما حديث أبي سعيد، فرواه البزار كما في مختصر مسند البزار (440) من طريق أسيد ابن زيد، ثنا شريك، عن عوف، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من توضأ يوم الجمعة، فبها ونعمت، ومن اغتسل، فالغسل أفضل".
قال البزار: لا نعلمه عن أبي سعيد إلا من هذا الوجه، وأسيد كوفي شديد التشيع، احتمل حديثه أهل العلم، وكذبه غيره. اهـ ومن طريق أسيد بن زيد رواه البيهقي في السنن (1/ 296).
قال الذهبي في اختصاره لسنن البيهقي (1275): أسيد بن زيد واهٍ.
وأشار البيهقي إلى اختلاف على أبي نضرة، فقد قيل: عن أبي نضرة، عن أبي سعيد =