الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
دليل من قال: يستحب له أن يغسل يديه
.
(1278 - 148) ما رواه أحمد، قال: حدثنا علي بن إسحاق، قال: أخبرنا عبد الله، قال: أخبرنا يونس، عن الزهري، قال: حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن،
أن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم، قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن ينام وهو جنب توضأ وضوءه للصلاة، وإذا أراد أن يأكل ويشرب، قالت: يغسل يده ثم يأكل ويشرب
(1)
.
[حديث الوضوء للنوم محفوظ في الصحيحين، وحديث غسل اليد للأكل المحفوظ أنه من قول عائشة رضي الله عنها غير مرفوع]
(2)
.
(1)
المسند (6/ 118 - 119).
(2)
اختلف على الزهري في ذكر غسل اليد من الجنب للأكل،
فقد رواه جماعة عن ابن شهاب، عن أبي سلمة، عن عائشة بذكر الوضوء للنوم فقط، منهم:
الأول: رواه الليث، واختلف عليه،
فرواه يحيى بن يحيى كما في صحيح مسلم (305)، وسنن البيهقي (1/ 200).
ومحمد بن رمح كما في صحيح مسلم (305)، وسنن ابن ماجه (584).
وقتيبة بن سعيد كما في صحيح مسلم (305)، والنسائي في المجتبى (258)، وفي الكبرى (9044).
وعبد الله بن وهب، كما في شرح معاني الآثار للطحاوي (1/ 126)، وسنن البيهقي (1/ 200).
ومعلى، وهاشم بن القاسم كما في مسند أبي عوانة (1/ 277)، ستتهم: (يحيى بن يحيى، ومحمد بن رمح، وقتيبة بن سعيد، وعبد الله بن وهب، ومعلى، وهاشم بن القاسم رووه عن الليث بن سعد، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن عائشة به، بالاقتصار على الوضوء للنوم، فقط. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= ورواه محمد بن الحسن بن قتيبة، واختلف عليه في لفظه:
فرواه ابن حبان في صحيحه (1217) عن الحسن بن قتيبة، عن يزيد بن موهب، عن الليث به، بلفظ الجماعة بالاقتصار على الوضوء للنوم.
ورواه البيهقي (1/ 203) من طريق أبي علي الحافظ، عن محمد بن الحسن بن قتيبة به، بزيادة غسل اليد للأكل، ولفظه: " عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن ينام، وهو جنب، توضأ وضوءه للصلاة قبل أن ينام. قالت عائشة: وإذا أراد أن يأكل، أو يشرب، يغسل يديه، ثم يأكل أو يشرب إن شاء.
فقول عائشة موقوف على عائشة، وليس مرفوعاً، فمقصودها بقولها:(وإذا أراد يعني: الجنب أن يأكل، أو يشرب، يغسل يديه) وليس مقصودها: وإذا أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإنما قلتُ ذلك:
أولاً: لأن الحديث لو كان حكاية لفعل النبي صلى الله عليه وسلم لماذا يقول الرواي: وقالت عائشة: والكلام كله تحكيه عائشة عن فعل الرسول صلى الله عليه وسلم.
وثانياً: قولها: إن شاء، هذا تعليق فعل للمستقبل، وليس حكاية عن فعل ماض.
وثالثاً: أن هذا هو فهم البيهقي وأبي داود، حيث قال البيهقي: قال أبو داود: ورواه ابن وهب، عن يونس، فجعل قصة الأكل قول عائشة مقصوراً، قال البيهقي: وكذلك رواه الليث ابن سعد، عن الزهري. اهـ
ومع كون هذه الزيادة موقوفة على عائشة، إلا أنه انفرد بها عن الليث، أبو علي الحافظ، عن ابن قتيبة، عن يزيد بن موهب الرملي، عن الليث.
وقد رواه ابن حبان كما ذكرت، عن ابن قتيبة، ولم يذكر قول عائشة، وقد رواه ستة حفاظ عن الليث، ولم يذكروا ما زاده أبو علي الحافظ، فهذا يجعل في النفس شيئاً من قبولها، من طريق الليث.
الثاني: سفيان بن عيينة، عن ابن شهاب.
أخرجه الإمام أحمد (6/ 36)، وابن أبي شيبة (1/ 62) رقم 657، وإسحاق بن راهوية (1040)، وأبو داود (222)، والنسائي في الكبرى (9043)، وأبو يعلى (4522)، وابن خزيمة (213)، وأبو عوانة (1/ 277)، من طريق سفيان بن عيينة، عن ابن شهاب به بالاقتصار على الوضوء للنوم. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= الثالث: ابن جريج، قال: أخبرني ابن شهاب.
أخرجه عبد الرزاق (1073)، ومن طريقه ابن المنذر في الأوسط (612).
وأخرجه أحمد (6/ 200) حدثنا محمد بن بكر، كلاهما، عن ابن جريج، قال: أخبرني ابن شهاب به، بالاقتصار على الوضوء للنوم دون ذكر الأكل.
الرابع: يونس، عن ابن شهاب.
أخرجه عبد الرزاق (1085)، وأحمد (6/ 118 - 119) وابن أبي شيبة (1/ 62) رقم 658، وأبو داود (223)، والنسائي في المجتبى (256،257)، وفي الكبرى (254،255)، وابن ماجه (593)، وأبو يعلى (4595، 4782، 4891)، وابن حبان (1218)، والدارقطني (1/ 126)، والبيهقي في السنن (1/ 203) من طريق ابن المبارك، قال: أخبرنا يونس، عن الزهري به، بلفظ: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن ينام، وهو جنب، توضأ وضوءه للصلاة، وإذا أراد أن يأكل ويشرب قالت: يغسل يديه، ثم يأكل ويشرب.
فزاد عبد الله بن المبارك، عن يونس عن ابن شهاب ذكر غسل اليدين مرفوعاً إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
وقد اختلف على يونس في هذه الزيادة، فرواها ابن المبارك رحمه الله تعالى، عن يونس به، مرفوعاً إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
وتابع عامرُ بنُ صالح عبدَ الله بن المبارك، فرواه أحمد (6/ 279) عنه، عن يونس بن يزيد به، بلفظ ابن المبارك، إلا أن عامر بن صالح متروك الحديث، قال فيه النسائي: ليس بثقة. الضعفاء والمتروكين (437).
وقال ابن حبان: كان ممن يروي الموضوعات عن الأثبات، لا يحل كتابة حديثه إلا على جهة التعجب. المجروحين (2/ 188).
وقال يحيى بن معين: كان كذاباً. المرجع السابق.
وقال يحيى بن معين: جُنَّ أحمد بن حنبل، يحدث عن عامر بن صالح. الكامل (5/ 83).
ولا يبعد أن يكون عامر بن صالح قد سرق إسناد حديث ابن المبارك، فإنه معروف بالسرقة، قال ابن عدي: عامة أحاديثه مسروقة من الثقات
…
الكامل (5/ 83).
وقد خالف ابن وهب، عبد الله بن المبارك، وعامر بن صالح هذا، فقال أبو داود في سننه على إثر حديث (222):"رواه ابن وهب، عن يونس، فجعل قصة الأكل قول عائشة مقصوراً ". =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= ورواية ابن وهب المرفوعة عن يونس قد اقتصر فيها على ذكر الوضوء للنوم، كما في رواية سفيان وابن جريج والليث عن ابن شهاب،
فقد أخرجه النسائي في الكبرى (9044)، وأبو عوانة (1/ 277 - 278)، والطحاوي في شرح معاني الآثار (1/ 126)، والبيهقي في السنن (1/ 200) من طريق ابن وهب، عن يونس، عن ابن شهاب به، بذكر الوضوء للنوم فقط، دون ذكر غسل اليدين.
وكذا رواه الحسن بن قتيبة، عن الليث، عن الزهري به، فذكر غسل اليدين من قول عائشة موقوفاً عليها كما هي رواية ابن وهب، عن يونس، وتقدم ذكرها في تخريج طريق الليث بن سعد، وهذا هو المحفوظ، خاصة أن الحديث كما قلت رواه ابن جريج وسفيان بن عيينة والليث بن سعد، فاقتصروا على ذكر الوضوء للنوم، ولم يذكروا غسل اليدين للأكل والشرب، ورواه يحيى بن أبي كثير، ومحمد بن عمرو، عن أبي سلمة موافقاً لرواية الليث، وابن جريج، وسفيان، عن ابن شهاب، عن أبي سلمة: في عدم ذكر غسل اليد للأكل والشرب، مما يجعل طريق ابن المبارك رحمه الله طريقاً شاذاً. وسيأتي إن شاء الله تعالى تخريج طريقهما بعد الفراغ من طريق يونس هذا.
وكما اختلف على يونس بن يزيد في متنه، فقد اختلف عليه في إسناده،
فأخرجه ابن خزيمة (218)، والطحاوي في شرح معاني الآثار (1/ 128) من طريق عيسى بن يونس، عن يونس بن يزيد، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة به. فجعل بدلاً من أبي سلمة، جعل عروة.
وأخرجه الدارقطني (1/ 125 - 126) من طريق طلحة بن يحيى، عن يونس بن يزيد، عن الزهري، عن أبي سلمة أو عروة - على الشك - عن عائشة به.
وأخرجه الدارقطني في سننه (1/ 126) من طريق أبي ضمرة، عن يونس بن يزيد، عن الزهري، عن أبي سلمة وعروة، عن عائشة.
قال الدارقطني في العلل (5/ورقة 71): "ورواه أبو ضمرة فصح القولين جميعاً ". وسيأتي تخريج طريق عروة، عنها مستقلاً إن شاء الله تعالى.
وقد رواه صالح بن أبي الأخضر أيضاً بزيادة غسل اليدين، إلا أنه قد اختلف على صالح في إسناده:
فرواه أحمد (6/ 102)، قال: حدثنا ساكن بن نافع، قال: حدثنا صالح بن أبي الأخضر، =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= عن الزهري، عن أبي سلمة، أن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن ينام، وهو جنب توضأ وضوءه للصلاة، فإذا أراد أن يأكل، أو يشرب، غسل كفيه، ثم يأكل، أو يشرب إن شاء.
ورواه أحمد (6/ 192) عن وكيع،
ووراه أيضاً (6/ 119) من طريق عبد الله بن المبارك كلاهما، عن صالح بن أبي الأخضر، عن الزهري، عن عروة وأبي سلمة به.
وصالح بن أبي الأخضر ضعيف،
قال علي بن المديني: سمعت ابن عدي أو معاذ بن معاذ يقول: ألححنا على صالح بن أبي الأخضر في حديث الزهري، فقال: منه ما سمعت، ومنه ما عرضت، ومنه ما لم أسمع، فاختلط عليَّ. الكامل (4/ 64).
وقال يحيى بن معين: ضعيف. المرجع السابق.
وقال العجلي: يكتب حديثه، وليس بالقوي. معرفة الثقات (745).
كما أن الحديث قد رواه الأوزاعي، ومحمد بن عبد الرحمن المعروف بيتيم عروة، روياه عن عروة، عن عائشة فلم يذكرا ما ذكره صالح بن أبي الأخضر.
فقد أخرجه البخاي (288) والطبراني في الأوسط (8723) من طريق عبيد الله بن أبي جعفر، عن أبي الأسود، عن عروة، عن عائشة، قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن ينام، وهو جنب، غسل فرجه وتوضأ وضوءه للصلاة.
فلم يذكر ما ذكره صالح بن أبي الأخضر من ذكر غسل اليد للأكل والشرب.
ورواه أحمد (6/ 92) حدثنا قتيبة.
ورواه أيضاً (6/ 103) حدثنا حسن كلاهما، عن ابن لهيعة، حدثنا أبو الأسود به، بلفظ البخاري.
وأخرجه الطحاوي (1/ 126) من طريق الأوزاعي، عن عروة به، بلفظ البخاري.
فتبين بهذا خطأ صالح بن أبي الأخضر، والله أعلم.
طريق يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن عائشة.
أخرجه أحمد (6/ 202) حدثنا يحيى، عن هشام الدستوائي، قال: حدثنا يحيى، عن أبي سلمة، قال:
سألت عائشة: أكان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينام، وهو جنب؟ قالت: نعم، ولكن كان يتوضأ مثل وضوئه للصلاة. =