الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مقدمة أسفار
بسم الله الرحمن الرحيم
يسر مشروع أسفار أن يقدم للقارئ الكريم الإصدار السادس من إصدارات المشروع، وهو (الحواشي السابغات على أخصر المختصرات)، تأليف: الشيخ أحمد بن ناصر القعيمي وفقه الله وسدده.
ومتن أخصر المختصرات من متون الحنابلة المتأخرة التي حظيت بعناية كبيرة واحتفاء، وإن من أهم ما يميز هذا المختصر المبارك: أمرين:
الأول: وجازة ألفاظه، فإنه على اسمه أخصر مختصرات الحنابلة فيما نعلم، إذا استثنينا المختصرات المقتصرة على العبادات.
الثاني: وهو الأهم: جودة اختصاره، وهذا ملحظ مهم في المفاضلة بين المتون؛ فإن المفاضلة بين كتابين بالنظر إلى مجرد الألفاظ والمسائل: ليس مسلكا قويما؛ إذ قد يتحد متنان في عدد المسائل إلا أنك إذا نظرت إلى المسائل المذكورة في المتنين: وجدت المتن الأول مثلا قد انتقى عيون المسائل التي هي أمات الأبواب الفقهية، أما الآخر فقد جمع بين ما هو أصل وما دون ذلك من المسائل، فبالنظر إلى هذا الاعتبار قد يفوق متن
مختصر متنا آخر يبلغ ضعف حجمه.
والقصد: أن العلامة ابن بلبان (ت 1083) رحمه الله قد أجاد وأحسن
في انتخاب مسائل أخصر المختصرات على وجه حسن ونظام بديع، ومن ضبط هذا المتن فهمًا: بان له صدق ذلك إن شاء الله تعالى.
ومن مظاهر عناية العلماء بهذا المتن أن شرحه عبد الرحمن البعلي (ت 1192) في (كشف المخدرات) ثم اختصر شرحه هذا في (مجني
الثمرات) ولم يصلنا هذا المختصر
(1)
، وشرحه عثمان ابن جامع (ت 1240) في (الفوائد المنتخبات)، إلا أن شرح البعلي ينزع إلى الإقناع، وشرح ابن جامع أَمْيَل إلى المنتهى. وهذه الحاشية التي بين يديك هي من تلك الأعمال المتممة للانتفاع بهذا المختصر بإذن الله.
فغفر الله للمحشي، ورحم الله الماتن، وأنعَم بجوده وكرمه وفضله على كل ساعٍ في نشر العلم وتعلمه وتعليمه، وجزى الله من تحمل تكاليف طباعة هذا الكتاب أو سعى في ذلك خير الجزاء، وعامله بلطفه وعفوه وغفرانه
والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
[أسفار، لنشر نفيس الكتب والرسائل العلمية - دولة الكويت]
(1)
في برنستون بخط البعلي مخطوطة منسوخة سنة (1139) بعنوان (الرياض النضرات لشرح أخصر المختصرات)، وربما كانت نسخة أخرى من نسخ (كشف المخدرات والرياض المزهرات)، على أن كشف المخدرات قد طبع على نسخة بخط البعلي منسوخة سنة (1138).
المقدمة
الحمد لله رب العالمين، مالك يوم الدين، والصلاة والسلام على من قال:(من يرد الله به خيراً يفقه في الدين) متفق عليه، وعلى آله وأصحابه الطيبين الطاهرين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فإن أعظم ما تبذل فيه الأوقات، وتعمر به الدنيا بأقصى اللذات هو العلم الشرعي الذي به عز الحياة والممات، ومن العلم الشرعي علم الفقه، وهو علم شريف وعزيز، ونفيس ورفيع، وقد اجتهد علماؤنا الأجلاء في التصنيف فيه، متون وشروح، مطولات ومختصرات.
ومن هذه المختصرات متن: (أخصر المختصرات) للشيخ العلامة محمد بن بدر الدين بن بلبان (ت 1083 هـ) رحمه الله، وهو متن مبارك، حوى مسائل في كل أبواب الفقه، وقد كنت شرحت هذا المتن شرحاً صوتياً، ثم كُتب هذا الشرح، ثم قمت بتحريره وتنقيحه مقتصراً على الصحيح من المذهب إلا ما ندر، وضمنته بحوثاً وتقريرات، وتتمات وتحقيقات، وسميته:(الحواشي السابغات على أخصر المختصرات)، وذكرت فيها الأدلة لأشهر المسائل، وهي حاشية أشبه بالشرح، يستفيد منها المبتدي، وصالحة للمنتهي.
ومن العمل بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: (لا يشكر الله من لا يشكر الناس)
رواه الإمام أحمد وأبو داود، فإني أحمد الله تعالى وأشكره أولا وآخرا على تمام هذه الحاشية، ثم أشكر كل من أعان على خروجها ابتداء من العاملين في مكتب توعية الجاليات بالهفوف فرع السوق الذين سعوا في ترتيب درس متن الأخصر، وأشكر أيضا الشيخ أحمد الثويني إمام المسجد الذي أقيم فيه الدرس، وأشكر أيضا الشيخ الذكي الفقيه حمزة يعقوب الحنبلي الذي لم يألُ جهدا في تفريغ وتنسيق وتصحيح وتدقيق ومراجعة هذه الحاشية أولا بأول فهو العامل الخفي، وأشكر أيضا كل من نبهني أو صحح لي خطأ من مشايخ وطلاب، وكذا كل من أعان على إخراج هذه الحاشية ممن لم اذكرهم، فجزى الله الجميع خير الجزاء، وأسبغ عليهم وافر العطاء.
وفي ختام هذه المقدمة: ادعو الله تعالى، وأتوسل إليه بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يعفو عني، وأن يغفر لي خطئي وزللي، وأن يدخلني ومن شارك في هذه الحاشية في قوله صلى الله عليه وسلم (إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له) رواه مسلم، فأسأل الله أن يجعلها من العلم النافع الذي يُنتفع به، كما أسأله تعالى أن ينفع بها كما نفع بالمتن، وأن يجعلها عملاً صالحاً خالصاً لوجهه الكريم، وصلى وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.