الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فالزكاة تجب على المسلم، أيًّا كان محل إقامته، ولو كان مقيمًا في بلد غير إسلامي ففي هذه الحالة يجب عليه إرسال الزكاة المستحقة عليه إلى بلده الإسلامي؛ فإن لم يستطع أصبحت دينًا في ذمته إلى أن يعود إلى بلده المسلم، وبهذا تتحقق المساواة الكاملة بين المسلمين في تحمل العبء الزكوي.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
2 -
الشخص المعنوي في الزكاة
الخلطة في الأنعام كمثال للشخص المعنوي في الزكاة
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد، وعلى آله، وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:
فقد تحدثنا في المحاضرة السابقة عن العمومية الشخصية بالنسبة للشخص الطبيعي في الزكاة وتحدثنا عن الزكاة بالنسبة للكافر والمرتد وذكرنا آراء الفقهاء وأدلتهم بالنسبة للزكاة في مال الصبي والمجنون واتضح لنا رجحان رأي القائلين لوجوب الزكاة في مال الصبي والمجنون.
ونتحدث الآن عن العمومية الشخصية بالنسبة للشخص المعنوي، فنقول:
لمعرفة وجود الأشخاص المعنوية -كنوع ثاني للمكلفين بالزكاة إلى جانب الأشخاص الطبيعية- لا بد من البحث حول موقف الفقهاء بالنسبة لتأثير الخلطة في زكاة الأنعام، على أنه بداية من المفيد أن نشير هنا إلى أن الخلطة في الأنعام على نوعين:
النوع الأول: خلطة اشتراك، وقد يعبر عنها بخلطة الأعيان، وخلطة الشيوع، وهي تعني: عدم تمييز نصيب أحد المالكين أو الملاك عن نصيب غيره، كماشية ورثها قوم، أو ابتاعوها فهي شائعة بينهم، وهم شركاء فيها، ليس لأحدهم عدد متميز.
النوع الثاني: من الخلطة في الأنعام هو خلطة جَوار -من الجوار- وقد يعبر عنها بخلطة الأوصاف، وهي تعني: أن يكون مال كل واحد من المالكين أو الملاك متعينًا متميزًا عن مال غيره، كأن يكون لمالك ستين شاة معلومة مميزة، وللآخر مثلها، أو أقل، أو أكثر، معلومة مميزة أيضًا، ولكنها كلها متجاورة مخلوطة كالمال الواحد، وينظر في تفصيل ذلك في كتاب (الأموال) للإمام أبو عبيد القاسم بن سلام طبعة 1975 المحققة الناشر دار الفكر العربي صـ491 وما بعدها، وكذلك الدكتور يوسف القرضاوي في (فقه الزكاة) الجزء الأول صـ217 وما
بعدها، وكذلك (المجموع شرح المهذب) للنووي الجزء الخامس صـ406 وما بعدها.
ومن الجدير بالذكر أن هناك شروطًا ينبغي توافرها في الخلطة؛ لكي يكون لها تأثير في الزكاة، بعض هذه الشروط مشترك بين الخلطتين معًا -أي: خلطة الاشتراك وخلطة الجواري- والبعض الآخر يختص بخلطة الجوار.
فبالنسبة للشروط المشتركة بين الخلطتين فإنها تمكن في الشروط الآتية:
1 -
أن يكون المخالطين أو الخلطاء من أهل الزكاة أي: من تجب عليهما الزكاة.
2 -
أن يكون المال المختلط نصابًا.
3 -
دوام الخلطة سنة كاملة، يعني: إذا أردنا أن نتحدث عن تأثير الخلطة بالنسبة للزكاة لا بد من توافر هذه الشروط أولًا.
وبالنسبة للشروط الخاصة بخلطة الجَوار فإنها تكمن في الشروط الآتية:
1 -
اتحاد المُراحي أي: المكان الذي تبيت فيه ليلًا الأغنام مثلًا، أو الأبقار مثلًا، أن يكون هذا المكان متحدًا يعني: تبيت فيه أغنام هذا، وأغنام هذا.
2 -
اتحاد المشرب، بأن تسقى الغنم من ماء واحد، وأيضًا اتحاد المسرح أي: الموضع الذي تجتمع فيه، ثم تساق إلى المرعى، وأيضًا اتحاد المرعى أي: المرتع الذي ترعى فيه.
هذه الشروط لا بد من وجودها حتى نتحدث عن تأثير هذه الخلطة في الزكاة من عدمه؛ فإذا لم توجد هذه الشروط أو انعدم شرط منها فلا نكون في هذه الحالة بشأن خلطة، ولا بشأن شيء منها.