الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الثاني:
(المُحَصَّب) بفتح المشدَّدة: مكانٌ متسِعٌ ما بين مِنَى ومكَّة بين الجبَلين إلى المقابر؛ لاجتِماع الحصَا فيه بحمْل السَّيل.
(تابعه الليث) وصلَه الطَّبَراني في "الأوسط"، وسمويه في "فوائده"، والفَرق بين هذا والطريق السابقة: أنَّ في تلك قال: (حدثه أن النبي صلى الله عليه وسلم)، وفي الثاني:(عن النبي صلى الله عليه وسلم).
* * *
145 - بابٌ إِذَا حَاضَتِ الْمَرْأَةُ بَعْدَمَا أَفَاضتْ
(باب: إذا حاضَت المرأَة بعدَما أفاضَت)
1757 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بن يُوسُفَ، أَخْبَرَناَ مَالِكٌ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن الْقَاسم، عَنْ أَبيهِ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها: أَنَّ صَفِيَّةَ بنتَ حُيَيٍّ زَوْجَ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم حَاضَتْ، فَذَكَرتُ ذَلِكَ لِرَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:"أَحَابسَتُنَا هِيَ؟ " قَالُوا: إنَّهَا قَدْ أفاضَتْ. قَالَ: "فَلَا إِذًا".
الحديث الأول:
(فلا إذن)؛ أي: فلا تَحبسنا، فننتظِرَها حتى تطُوف؛ فإنها قد طافت طواف الركن.
* * *
1758 -
و 1759 - حَدَّثَنَا أَبُو النُّعْمَانِ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ أَيَّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ: أَنَّ أَهْلَ الْمَدِينَةِ سَألوا ابن عَبَّاس رضي الله عنهما عَنِ امْرَأَةٍ طَافَتْ، ثُمَّ حَاضَتْ، قَالَ لَهُمْ: تنفِرُ، قَالُوا: لَا نأخُذُ بِقَوْلكَ وَندَعَ قَوْلَ زيدٍ، قَالَ: إِذَا قَدِمْتُمُ الْمَدِينَةَ فَسَلُوا، فَقَدِمُوا الْمَدِينَةَ فَسَألوا، فَكَانَ فِيمَنْ سَألوا أُمُّ سُلَيْم، فَذَكَرَتْ حَدِيثَ صَفِيةَ.
رَوَاهُ خَالِدٌ، وَقتادَةُ، عَنْ عِكْرِمَةَ.
الثاني:
(فتدع) بالنَّصب جواب النَّفي، وكذا على روايةِ:(وندَع) بالواو.
(زيد)؛ أي: ابن ثابت، فإنَّه أفتى بوجوب طَواف الوداع على الحائض.
(أم سُليم)؛ أي: أم أنَس، وكانت من فاضلات الصَّحابيات، وفي بعضها:(أُم سلَمة)، أي: أُم المؤمنين.
(خالد)؛ أي: الحَذَّاء، وصلَه البَيْهقي.
(وقتادة) وصلَه الإسماعيلي، وسبق شرح الحديث في (باب: المرأة تحيض).
* * *
1760 -
حَدَّثَنَا مُسْلِمٌ، حَدَّثَنَا وُهَيب، حَدَّثَنَا ابن طَاوُس، عَنْ أَبيهِ، عَنِ ابن عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: رُخِّصَ لِلْحَائِضِ أَنْ تنفِرَ إِذَا أفاضَتْ.
1761 -
قَالَ: وَسَمِعْتُ ابن عُمَرَ يَقُولُ: إِنَّهَا لَا تنفِرُ، ثُمَّ سَمِعْتُهُ يَقُولُ بَعْدُ: إِنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم رَخَّصَ لَهُنَّ.
الحديث الثالث:
(قال)؛ أي: ابن عبَّاس.
* * *
1762 -
حَدَّثَنَا أَبُو النُّعْمَانِ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانة، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: خَرَجْنَا مَعَ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم وَلَا نُرَى إِلَّا الْحَجَّ، فَقَدِمَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم، فَطَافَ بِالْبَيْتِ وَبَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ، وَلَمْ يَحِلَّ، وَكَانَ مَعَهُ الْهَدْيُ، فَطَافَ مَنْ كَانَ مَعَهُ مِنْ نِسَائِهِ وَأَصْحَابهِ، وَحَلَّ مِنْهُمْ مَنْ لَمْ يَكُنْ مَعَهُ الْهَدْيُ، فَحَاضَتْ هِيَ، فَنَسَكْنَا مَنَاسِكَنَا مِنْ حَجِّنَا، فَلَمَّا كَانَ لَيْلَةَ الْحَصْبةِ لَيْلَةُ النَّفْرِ، قَالَتْ: يَا رَسُولَ الله! كُلُّ أَصْحَابكَ يَرْجِعُ بِحَجٍّ وَعُمْرَةٍ غيْرِي؟ قالَ: "مَا كنْتِ تَطُوفي بِالْبَيْتِ لَيَالِيَ قَدِمْنَا؟ "، قُلْتُ: لَا، قَالَ:"فَاخْرُجِي مِعَ أَخِيكِ إِلَى التَّنْعِيم، فَأَهِلِّي بِعُمْرَةٍ، وَمَوْعِدُكِ مَكَانَ كَذَا وَكَذَا"، فخَرَجْتُ مَعَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ إِلَى التَّنْعِيم، فَأهْلَلْتُ بِعُمْرَة، وَحَاضَتْ صَفِية بنتُ حيي، فَقَالَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم:"عَقْرَى حَلْقَى! إِنَّكِ لَحَابسَتُنَا، أَمَا كنْتِ طُفْتِ يَوْمَ النَّحْرِ؟ " قَالَتْ: بَلَى، قَالَ:"فَلَا بَأسَ، انْفِرِي"، فَلَقِيتُهُ مُصْعِدًا عَلَى أَهْلِ مَكَّةَ، وَأَناَ مُنْهَبطَة، أَوْ أَناَ مُصْعِدَةٌ، وَهُوَ مُنْهَبطٌ، وَقَالَ مُسَدَّدٌ: قُلْتُ: لَا.
تَابَعَهُ جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ فِي قَوْلهِ: لَا.
الرابع:
(ليلة الحَصَبة) بفتح المهملَة، وفتح الصَّاد أيضًا، وكسرها وسكونها.
(النَّفَر) بفتح الفاء، وسكونها، أي: يوم يَنفِر الناس من مِنَى، وهو بعد يوم القَرِّ.
(تطوفين) في بعضها: (تَطُوفي) بحذف النُّون تخفيفًا، وقيل: حَذْفُها بلا ناصب وجازمٍ لغةٌ فصيحةٌ.
(قلت: لا)؛ أي: لمَّا سأَلها أكانتْ متمتِّعةٌ؟؛ قالتْ: لا، ونفْي التمتُّع وإنْ كان لا يلزم منه الحاجة للعُمرة لجَواز القِرَان، وهي قد كانتْ قارنةً عند الأكثَر كما هو صريحٌ في رواية مسلم، لكنْ أمرَها صلى الله عليه وسلم بالعُمرة تَطييبًا لقَلْبها حيث أرادت عُمْرَةً منفردةً، أما إن كانت مُفْرِدَةً فأمرها بالعُمْرَة على سبيل الإيجاب، نعم في بعضها:(قلت: بلَى)، وتوجيهه: أنها قد تُستعمل كـ (نعَمْ) عُرْفًا، فيكون تقريرًا للنَّفي السابق، فيكون حينئذٍ بمعنى (لا).
(عَقْرَى حَلْقَى) سبق إيضاحه في (باب: التمتُّع).
(مصعدًا)؛ أي: صاعِدًا، فـ (أصعَد) لغةٌ في (صَعِدَ).
* * *