الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
جُلوسًا في الحِجر ولا يرونهم فيما بين هذين الركنين، ويرونهم فيما سواهما، فلمَّا حجَّ صلى الله عليه وسلم حَجَّة الوداع رَمَلَ من الحِجْر إلى الحِجْر، فوجب الأخذ بالمتأخِّر.
* * *
57 - بابُ الرَّمَلِ فِي الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ
(باب الرَمَّل في الحجِّ والعمرة)
1604 -
حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بن النُّعْمَانِ، حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابن عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: سَعَى النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم ثَلَاثَةَ أَشْوَاطٍ وَمَشَى أَرْبَعَة فِي الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ.
تَابَعَهُ اللَّيْثُ، قَالَ: حَدَّثَنِي كَثِيرُ بن فَرْقَدٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابن عُمَرَ رضي الله عنهما، عَنِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم.
الحديث الأوّل:
(محمّد)؛ أي: ابن يَحْيَى الذُّهْلِي كما نقله الغَسَّانِيُّ عن الحَاكِم.
وقال ابن السَّكَن: هو مُحَمَّدُ بن سَلَام، لكنَّ الأشبهَ عندي أنه محمدُ بن رَافِعٍ النَّيْسَابُوْرِيّ، انتهى.
قال (ك): الثّلاثة على شرط البخاريّ، فلا يَقْدَح ذلك في الإسناد.
(سعى)؛ أي: رمَل.
(ثلاثة)؛ أي: الأُول.
(وتابعه اللَّيث) وصلَه النَّسائيُّ.
* * *
1605 -
حَدَّثَنَا سَعِيدُ بن أَبي مَرْيَمَ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بن جَعْفَرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي زَيْدُ بن أَسْلَمَ، عَنْ أَبيهِ، أَنَّ عُمَرَ بن الْخَطَّابِ رضي الله عنه قَالَ لِلرُّكْنِ: أَمَا وَالله إِنِّي لأَعْلَمُ أَنَّكَ حَجَرٌ لَا تَضُرُّ وَلَا تَنْفَعُ، وَلَوْلَا أَنِّي رَأَيْتُ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم اسْتَلَمَكَ مَا اسْتَلَمْتُكَ فَاسْتَلَمَهُ.
1605 / -م - ثُمَّ قَالَ: فَمَا لَنَا وَلِلرَّمَلِ؟ إِنَّمَا كُنَّا رَاءَيْنَا بِهِ الْمُشْرِكِينَ، وَقَدْ أَهْلَكَهُمُ الله، ثُمَّ قَالَ: شَيءٌ صَنَعَهُ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم فَلَا نُحِبُّ أَنْ نترُكَهُ.
الحديثُ الثّاني:
(للركن)؛ أي: الحَجَر الأَسود.
(والرَّمَل) بفتح الميم، وهو منصوبٌ على المفعول معه وجوبًا، نحو: ما لكَ وزيدًا، وجوَّز الكوفيون جرَّه عطفًا على الضمير المجرور بدون إعادة الجار، ويروى:(وللرَّمَل)، بإعادة حرف الجر.
(رأينا) فَاعَلْنا، وأصلُه من الرؤية، أي: أَرينَاهم بذلك أنَّا أشداءُ؛ قاله (ع)، وقال ابن مَالِكٍ: معناه أَظْهَرْنا لهم، ونحن ضعفاء، فجعل ذلك رياءً، لأن المرائيَ يُظهر غير ما هو عليه.
قال: وروي: (رَأيَيْنا)، بيائين حملًا على رياء، والأصل رِئاء، فقلبت الهمزة ياءً لفتحتها وكسر ما قبلها، وحُمِل الفعلُ على المصدر، وإن لم يوجد الكسر كما قالوا في: ءاخيت وآخيت حملًا على تواخي ومُواخَاة، والأصل تآخي ومُؤاخَاة، فقلبت الهمزة واوًا لفتحتها بعد ضمة.
(وقد أهلكهم الله)؛ أي: فما لنا حاجةٌ اليوم لذلك.
(شيء) خبر مبتدأ محذوف، ولا يُجعل مبتدأً ويكون (فلا نحبُّ) خبره، لأن (شيئًا) هنا لِمُعَيَّن، وشَرْطُ المبتدأ المضمَّن معنى الشرط أن لا يكون مُعيَّنًا، نحو: كلُّ رجل يأتيني فله درهم، اللهُمَّ إلا أن يُقال: المرادُ كل شيء صنعه.
قال (خ): كان عُمَرُ طَلوبًا للآثار بَحُوْثًا عنها، فلذلك استند في تقبيل الحجر لمجرَّد الاتباع لَمَّا لم يظهرْ له فيه سبب، ولمَّا رأى الرَمَّل ارتفع سببُه هَمَّ بتركه، ثمّ لاذَ باتباع السنة مُتَبَرِّكًا به، وقد يَحدث الشيء من الدين بسبب، فيزول السبب ويبقى الحكم كالعَرَايا، وغُسْلِ الجمعة.
قال: وفيه دليل على أن فعلَه صلى الله عليه وسلم للوجوبِ، حتَّى يقومَ دليل على خلافه، وأن في الشّرع ما هو تَعَبُّدٌ وما هو معقول المعنى.
* * *
1606 -
حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ الله، عَنْ نَافِعٍ،