الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(يضره) في بعضها: (لا يضُرُّه)، وهما بمعنًى.
(يزدرد)؛ أي: يبْتَلِع.
(وما بقي) جُملةٌ منفيَّةٌ وقَعتْ حالًا، وقيل:(ما) موصولةٌ.
قال (ط): أظنُّ أنه سقَطتْ كلمةُ: (ذا) مِن النَّاسِخ، وأصلُه: وماذا بقِيَ في فيه، وكذا رواه عبد الرَّزَّاق، وزاد عَطاء: أنَّه إذا تمضْمَضَ ثم انتَزع ما بقيَ في فيه من الماء لا يضُرُّه أنْ يَزدرِدَ ريقَه خاصَّة؛ لأنه لا ماءَ فيه بعدَ تَفْريغه له، ولهذا قال: وماذا بقِيَ في فيه؟.
(لا يمضغ) في بعضها: (يَمضَغُ) بدُون (لا)، وهو بفتح الضَّاد وضمِّها عند ابن سِيْدَه.
(العِلك) بكسر العين: ما يُمضَغُ كالمَصْطَكي.
قال الشَّافعي: يُكرَه؛ لأنه يُجفِّف الفَمَ ويُعطش، وإنْ وصَلَ منه شيءٌ للجَوف يُبْطِلُ الصَّومَ.
* * *
29 - بابٌ إِذا جَامَعَ فِي رَمَضَانَ
ويُذْكرُ عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ رَفَعَهُ: "مَنْ أَفْطَرَ يَوْمًا مِنْ رَمَضَانَ، مِنْ غَيْرِ عُذْرٍ وَلَا مَرَضٍ، لَم يَقْضهِ صِيَامُ الدَّهْرِ، وَإِنْ صَامَهُ". وَبهِ قَالَ ابن مَسْعُودٍ. وَقَالَ سَعِيدُ بن الْمُسَيَّبِ، وَالشَّعبي، وَابن جُبَيْرٍ، وَإِبْراهِيمُ، وَقتادةٌ، وَحَمَّادٌ: يَقْضي يَوْمًا مَكَانهُ.
(باب: إِذَا جامَعَ في رمَضانَ)
(ويذكر عن أبي هريرة) وصلَه أصحاب السُّنَن، وفيه اضطِراب.
(رفعه)؛ أي: رفَع الحديثَ الآتي، وهو:"من أفْطَر"، إلى آخره، وهو جملة حالية متأخِّرةٌ رُتبةً عن مفعولِ ما لم يُسمَّ فاعلُه لقوله:(يُذكَر)، وفي بعضها:(رَفْعُه) بلفْظ الاسم مرفوعًا بأنه مفعول يُذكَر، فيكون الحديث بدلًا عن الضَّمير، نحو: ما متَّعتُ به سمعي وبصَري إلا بدُعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فإنَّ السَّمع بدلٌ عن الضَّمير، فيُجوِّز مثْلَه النُّحاة، والمقصود: أنه ليس مَوقوفًا على أبي هريرة، بل مرفوعٌ للنبيِّ صلى الله عليه وسلم، والحديث سبَق في (باب: التَّشديد والمُبالَغة).
(يقضي يومًا) قال (ط): اختَلفوا فيما يجِبُ على الوَاطِئ عمدًا في نَهار رمضان، فنَقَل البخاريُّ عن جماعةٍ من التابعين: القَضاء بلا كفَّارةٍ.
1935 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بن مُنِيرٍ، سَمعَ يَزِيدَ بن هارُونَ، حَدَّثَنَا يَحيَى هُوَ ابن سَعِيدٍ: أَنَّ عَبْدَ الرَّحمَنِ بن الْقَاسِم أَخْبَرَهُ عَنْ مُحَمَّدِ بن جَعفَرِ بن الزُّبَيْرِ بن الْعَوَّامِ بن خُويلِدٍ، عَنْ عَبَّادِ بن عَبْدِ الله بن الزُّبَيْرِ أَخْبَرَهُ: أَنَّهُ سَمِعَ عَائِشَةَ رضي الله عنها تَقُولُ: إِنَّ رَجُلًا أتى النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: إِنَّهُ احْتَرَقَ. قَالَ: "مَا لَكَ؟ " قَالَ: أَصبْتُ أَهْلِي فِي رَمَضَانَ. فَأُتِيَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم بِمِكْتَلٍ يُدْعَى الْعَرَقَ، فَقَالَ:"أَيْنَ الْمُحْتَرِقُ؟ "، قَالَ:
أَناَ. قَالَ: "تَصَدَّقْ بِهذَا".
(إن رجلًا) قيل: هو أبو سلَمة بن صَخْر، رواه ابن أبي شَيبة، وابن الجارُود، وجزم به عبد الغَنِيِّ، وانتُقِدَ بأنَّ ذاك هو المُظاهِر في رمضان أتى أهلَه في اللَّيل، رأَى خلخالًا لها في القَمَر، وفي "تمهيد" ابن عَبْدِ البَرِّ، عن ابن المُسيَّب: أنَّ المُجامع في رمضَان سَلْمان بن صَخْر أحدُ بني بَيَاضَة. قال: وأظنُّه وهمًا أتَى من الرُّواة، أي: لأَنَّ ذلك إنما هو المظاهر، وأما المُجامع فأعرابيٌّ، نعَم، اشتركا في أن ذلك في رمَضان، وإنْ كان ذلك نهارًا وهذا ليلًا، وأمرِهم بالكفَّارة والإتيان بالتَّمر والإعطاء، وقولِ كل منهما: على أفْقَرَ منِّي.
(احترق) يدلُّ على أنَّه كان عامِدًا؛ لأنَّ الناسي لا إثمَ عليه إجماعًا، والاحتراق مجاز عن العصْيان، أو المراد أنه يحترق يومَ القيامة، فجَعَل المتوقَّعَ كالواقع، وعبَّر عنه بالماضي.
(المِكْتَل) بكسر الميم، وفتح المثنَّاة: شِبْهُ الزَّنْبيْل، يسَعُ خمسةَ عشَرَ صاعًا.
(العَرَق) بفتْح المهملَة، والراء، ويُروى بسكون الرَّاء: المنسوج من الخُوْص، واحدُه عَرَقَةٌ، وهو الظفيرة كَعَلَقةٍ وعَلَق.
(تصدق)؛ أي: على ستِّين مِسْكينًا كما في باقي الرِّوايات.
ففي الحديث وُجوب الكفَّارة على المُجامِع عَمدًا؛ لأنه صلى الله عليه وسلم قال: "أَيْنَ المُحْتَرِق؟ "، فإنْ قيل: الكفَّارة مُرتَّبةٌ، والإطعام إنما هو بعْدَ