الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وَرَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم يَغْتَسِلَانِ مِنْ إِناءٍ وَاحِدٍ، وَكَانَ يُقَبلُهَا وَهُوَ صَائِمٌ.
الثاني:
(الخَمِيْلة) هي ثَوبٌ من صُوفٍ له علَمٌ.
(نفَسَت) بفتح النون، وكسر الفاء على الصَّحيح، وسبق شرح الحديث في (باب: مَن سَمَّى النِّفاس حَيْضًا).
* * *
25 - بابُ اغْتِسَالِ الصَّائِمِ
وَبَلَّ ابن عُمَرَ رضي الله عنهما ثَوْبًا، فَألْقَاهُ عَلَيْهِ، وَهُوَ صَائِمٌ. وَدَخَلَ الشَّعْبيُّ الْحَمَّامَ وَهُوَ صَائِمٌ. وَقَالَ ابن عَبَّاسٍ: لَا بَأْسَ أَنْ يَتَطَعَّمَ الْقِدْرَ، أَوِ الشَّيْءَ. وَقَالَ الْحَسَنُ: لَا بَأْسَ بِالْمَضْمَضَةِ وَالتَّبَرُّدِ لِلصَّائِم. وَقَالَ ابن مَسْعُودٍ: إِذَا كَانَ صَوْمُ أَحَدِكُمْ فَلْيُصْبحْ دَهِينًا مُتَرَجِّلًا. وَقَالَ أَنَسٌ: إِنَّ لِي أَبْزَنَ أتقَحَّمُ فِيهِ وَأَناَ صَائِمٌ.
وَيُذْكَرُ عَنِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم: أَنَّهُ اسْتَاكَ وَهُوَ صَائِمٌ. وَقَالَ ابن عُمَرَ: يَسْتَاكُ أَوَّلَ النَّهَارِ وَآخِرَهُ، وَلَا يَبْلَعُ رِيقَهُ. وَقَالَ عَطَاءٌ: إِنِ ازْدَرَدَ رِيقَهُ لَا أقُولُ: يُفْطِرُ. وَقَالَ ابن سِيرِينَ: لَا بَأْسَ بِالسِّوَاكِ الرَّطْبِ، قِيلَ: لَهُ طَعْمٌ، قَالَ: وَالْمَاءُ لَهُ طَعْمٌ، وَأَنْتَ تُمَضْمِضُ بِهِ. وَلَمْ يَرَ أَنَسٌ وَالْحَسَنُ وَإِبْرَاهِيمُ بِالْكُحْلِ لِلصَّائِم بَأْسًا.
(باب اغتسال الصَّائم)
(يتطعَّم) بالتشديد، أي: يتعرَّف الطَّعم بذَوقه بطرف لسانه.
(القدْر)؛ أي: ما فيها.
(أو الشيء) من عطف العامِّ على الخاصِّ.
(مترجلًا)؛ أي: متمشِّط الرأس.
(ويذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم وهو صائم) يأْتي بَيانُ وصْله في (باب: سِواك الرَّطْب واليابس).
(إن لي أبْزَن) هو شِبْه الحَوض الصغير، أي: يتبرَّد فيه وهو صائمٌ، يستعين به على الحَرِّ والعطش، قال (ع): بفتح الهمزة وكسرها، ثم موحَّدة ساكنة، ثم نون، وهي كلمةٌ فارسيةٌ.
قال (ك): مركَّبٌ من: (أب) وهو الماء، (وزَنْ) وهو المرأة؛ لأن ذلك تتخذه النِّساء غالبًا، وفي بعضها بقصر الهمزة، فهو يدلُّ على أنه بالمدِّ والقَصْر.
قال: وحيث عُرِّب أُعْرب.
قال (ش): بالنَّصب اسم (إنَّ)، وبالرفع على أنَّ اسمها ضميرُ الشَّأْن، والجملة بعدها الجزاء.
(أتقحم)؛ أي: أُلقِي نفْسي فيه، وأنغَمِس، وفي بعضها:(وأَقْتَحِم) أفتعل.
(والماء له طعم) قال في "المُجمَل": الطَّعام يقَع على كلِّ
ما يُطْعَم حتَّى الماء، قال تعالى:{وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ} [البقرة: 249].
* * *
1930 -
حَدَّثَنَا أحمَدُ بن صَالح، حَدَّثَنَا ابن وَهْبٍ، حَدَّثَنَا يُونس، عَنِ ابن شِهابٍ، عَنْ عُرْوَةَ، وَأَبي بَكْرٍ: قَالَتْ عَائِشَةُ رضي الله عنها: كَانَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم يُدْرِكُهُ الْفَجْرُ فِي رَمَضَانَ مِنْ غَيْرِ حُلُم، فَيَغْتَسِلُ وَيَصُومُ.
1931 -
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَالكٌ، عَنْ سُميٍّ مَوْلَى أَبي بَكْرِ بن عَبْدِ الرَّحمَنِ بن الْحَارِثِ بن هِشَامِ بن الْمُغِيرَةِ: أنَّهُ سَمعَ أَبَا بَكْرِ بن عَبْدِ الرَّحمَنِ: كُنْتُ أَناَ وَأبَي، فَذَهبْتُ مَعَهُ، حَتَّى دَخَلْنَا عَلَى عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: أَشْهدُ عَلَى رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم إِنْ كَانَ لَيُصْبحُ جُنُبًا مِنْ جِمَاعٍ غَيْرِ احتِلَامٍ، ثُمَّ يَصُومُهُ.
1932 -
ثُمَّ دَخَلْنَا عَلَى أُمِّ سَلَمَةَ، فَقَالَتْ مِثْلَ ذَلِكَ.
(حُلُم) بضم الحاء واللام، وسكونها، أي: من جَنابةٍ غير حُلُمٍ، فاكتفَى بالصِّفة عن الموصوف لظُهوره، فيلزمه أنَّ الأنبياء يحتلِمُون، لكنْ الأشهر امتناعه؛ لأنه من تلاعُب الشَّيطان، وهم معصومون، وقولها:(غير احتِلامٍ) لا يَلزم منه أنه يقَع أصلًا منه، بل هو صفةٌ لازمةٌ مثل:{وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ} [البقرة: 61].