الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
في: (مَن استطاع منكم)، فكان كإغراء الحاضر، وقال ابن عُصْفُور: الباء زائدةٌ في المبتدأ، ومعناه الخبر لا الأَمر، أي: فعليه الصَّومُ، وقيل: من إغراء المخاطَب على معنى: دُلُّوه على الصَّوم، أي: أَشيروا عليه به.
(أغض)؛ أي: أَدْعَى إلى غَضِّ البصَر.
(وأحصن)؛ أي: أَدْعَى إلى إحصان الفَرْج.
(وِجاء) بكسر الواو، والمدِّ: رَضُّ الخِصْيتين، وقيل: رَضُّ العُروق والخِصيتان بحالها، والمراد: أن الصَّوم يقطَع الشَّهوة كما يقطَعه الوِجَاء.
قال (ك): وقد يستدلُّ به على جواز العِلاج بقطْع الشَّهوة بكافورٍ ونحوه.
قلت: لكنْ فيه نظَرٌ؛ فلا قياسَ على ما لا ضرَرَ فيه.
* * *
11 - بابُ قَوْلِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم: "إِذا رَأَيْتُمُ الْهِلَالَ فَصُومُوا، وَإِذا رَأَيْتُمُوهُ فَأَفْطِرُوا
"
وَقَالَ صِلَةُ، عَنْ عَمَّارٍ: مَنْ صَامَ يَوْمَ الشَكِّ فَقَدْ عَصَى أَبَا الْقَاسِمِ صلى الله عليه وسلم.
(باب قَول النبيِّ صلى الله عليه وسلم: إِذا رأَيْتُمُ الهِلالَ)
كذا عبر عن الحديث في الترجمة، وهي رواية مسلم، وذكره البخاري كما سبق بلفظ:"إذا رأَيتُموهُ".
(وقال صِلَة) بكسر المهملَة، وفتح اللام الخَفيفة، غير منصرفٍ، وصلَه ابن خُزَيمة، وابن حِبَّان، والأربعة، وأحمد، والحاكم.
(يوم الشك) هو اليوم الذي يَشهَد فيه مَن لا يُقبَل بالرُّؤية، أو يجري على ألْسِنَة الناس أنه رُئي الهلال.
(أبا القاسم) ذكر الكُنية إشارةً إلى أنه الذي يَقْسِم أحكامَ الله بين عباده زمانًا ومكانًا وغيرهما.
* * *
1906 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بن مَسْلَمَةَ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ ناَفِعٍ، عَنْ عَبْدِ الله بن عُمَرَ رضي الله عنهما: أَنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم ذَكَرَ رَمَضَانَ فَقَالَ: "لَا تَصُومُوا حَتَّى تَرَوُا الْهِلَالَ، وَلَا تُفْطِرُوا حَتَّى تَرَوْهُ، فَإِنْ غُمَّ عَلَيْكُمْ، فَاقْدُرُوا لَهُ".
الحديث الأول:
سبق شرحه.
* * *
1907 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بن مَسْلَمَةَ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ عَبْدِ الله بن دِينَارٍ، عَنْ عَبْدِ الله بن عُمَرَ رضي الله عنهما: أَنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: "الشَّهْرُ تِسْعٌ
وَعِشْرُونَ لَيْلَةً، فَلَا تَصُومُوا حَتَّى تَرَوْهُ، فَإِنْ غُمَّ عَلَيكُمْ، فَأكْمِلُوا الْعِدَّةَ ثَلَاثِينَ".
الثاني:
(الشهر)؛ أي: الذي نحن فيه، أو جنس الشَّهر.
(العدة)؛ أي: شعبان، وهو كما سبَق مبيِّنٌ لإجمال حديث:"فاقْدُرُوا لَه".
وفيه التصريح بأنه لم يُرِد اعتبار ذلك بالنُّجوم.
* * *
1908 -
حَدَّثَنَا أَبُو الْوَليدِ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ جَبَلَةَ بن سُحَيْمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ ابن عُمَرَ رضي الله عنهما يَقُولُ: قَالَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: "الشَّهْرُ هَكَذَا وَهَكَذَا"، وَخَنَسَ الإبْهَامَ فِي الثَّالِثَةِ.
الثالث:
(وخنس) بالمعجمَة، والنون، أي: قبَضَ، ويُروى:(فحبَسَ) بالمهملة، والموحَّدة.
* * *
1909 -
حَدَّثنا آدَمُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن زِيَادٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه يَقولُ: قَالَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم، أَوْ قَالَ: قَالَ أَبُو الْقَاسِمِ صلى الله عليه وسلم: "صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ، وَأَفْطِرُوا لِرُؤْيَتِهِ، فَإنْ غُبيَ عَلَيْكُمْ،
فَأَكْمِلُوا عِدَّةَ شَعْبَانَ ثَلَاثِينَ".
الرابع:
(غَبيَ) بفتح المعجمة، وتخفيف الموحَّدة لأبي ذَرٍّ، وقيَّده الأَصِيْلي: بضمِّ الغَين، وتشديد الباء المكسورة، والأُولى أبين، أي: خَفِيَ عليكم، وهو من الغَباوة، وهي عدَم الفِطْنة، وفي بعضها:(عُمِّي) من العَمَاء، يُقال: عُمِّيَ عليه الأمر، أي: التبَس، أو من التَّعمية، وفي بعضها:(أُغْمِي) من الإغْماء بالمعجَمة، يُقال: أُغْميَ عليه الخبَر، أي: استَعجَم، وفي بعضها:(غُمَّ)؛ أي: استتَر بالغَمام.
* * *
1910 -
حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، عَنِ ابن جُرَيْجٍ، عَنْ يَحْيَى بن عَبْدِ الله ابن صَيْفِيٍّ، عَنْ عِكْرِمَةَ بن عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رضي الله عنها: أَنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم آلَى مِنْ نِسَائِهِ شَهْرًا، فَلَمَّا مَضَى تِسْعَةٌ وَعِشْرُونَ يَوْمًا غَدَا أَوْ رَاحَ، فَقِيلَ لَهُ: إِنَّكَ حَلَفْتَ أَنْ لَا تَدْخُلَ شَهْرًا. فَقَالَ: "إِنَّ الشَّهْرَ يَكُونُ تِسْعَةً وَعِشْرِينَ يَوْمًا".
الخامس:
(آلى)؛ أي: حلَفَ لا يَدخُل عليهنَّ.
* * *
1911 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بن عَبْدِ الله، حَدَّثنَا سُلَيْمَانُ بن بِلَالٍ،