الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الرابع:
(عُكَاظ) بضمِّ المهمَلة، وخِفَّة الكاف، وبمعجمةٍ.
(ومَجَنَّة) بفتح الميم، والجيم، وتشديد النُّون، قال (ش): وتكسر الميم أيضًا: هو سُوقُ هجَر.
قال البَكْرِيُّ: على أميالٍ يسيرةٍ من مكَّة بناحية مَرِّ الظَّهْران، وكان سُوقه عشرةَ أيامٍ آخِرَ ذي القَعدة، والعِشرون منه قبْلَها سُوق عُكَاظٍ.
(وذو المجاز) سوقٌ يقُوم بعدَه هلالُ ذي الحِجَّة.
(كان الإسلام)؛ (كان) تامةٌ.
(تأثموا)؛ أي: اجتَنبُوا.
(مواسم) جمْع مَوْسِم؛ لأنَّه مَعلَمٌ يجتمع الناس إليه، وزيادة (هذه) قراءةٌ شاذَّةٌ لابن عبَّاس.
* * *
2 - بابٌ الْحَلَالُ بَيِّنٌ وَالحَرَامُ بَيِّنٌ، وبَيْنَهُمَا مُشَبَّهاتٌ
2051 -
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بن الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا ابن أَبي عَدِيٍّ، عَنِ ابن عَوْنٍ، عَنِ الشَّعْبيِّ، سَمِعْتُ النُّعْمَانَ بن بَشِيرٍ رضي الله عنه، سَمِعْتُ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم.
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بن عَبْدِ الله، حَدَّثَنَا ابن عُيَيْنَةَ، عَنْ أَبي فَرْوَةَ، عَنِ الشَّعْبيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ النُّعمَانَ، عَنِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم.
حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بن مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا ابن عُيَيْنَةَ، عَنْ أَبي فَرْوَةَ، سَمِعْتُ الشَّعبي، سَمِعتُ النُّعمَانَ بن بَشِيرٍ رضي الله عنهما، عَنِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم.
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن كَثِيرٍ، أَخْبَرَناَ سُفْيَانُ، عَنْ أَبي فَرْوَةَ، عن الشَّعبيِّ، عنِ النُّعمانِ بن بَشِيرٍ رضي الله عنه، قال: قال النبيُّ الله صلى الله عليه وسلم: "الحَلالُ بيِّنٌ، والحَرَامُ بيِّنٌ، وَبَيْنَهُما أُمُورٌ مُشْتَبهةٌ، فَمَنْ تَرَكَ ما شُبهَ عَلَيْهِ مِنَ الإثْم، كَانَ لِمَا اسْتبَانَ أترَكَ، وَمَنِ اجْتَرَأَ عَلَى مَا يَشُكُّ فِيهِ مِنَ الإثْم، أَوْشَكَ أَنْ يُوَاقِعَ مَا اسْتبَانَ، وَالْمَعَاصِي حِمَى الله، مَنْ يَرْتَعْ حَوْلَ الْحِمَى يُوشِكْ أَنْ يُوَاقِعَهُ".
(بابٌ: الحَلالُ بيِّنٌ)
فائدةُ التَّحوُّلات في هذا الإسناد التَّقْويةُ والتأكيدُ، لا سيَّما مع لفْظ:(سمعتُ)؛ فإنَّ ابن مَعِيْن حكَى عن أهل المدينة أنَّ النُّعمان لم يَصِحَّ له سماعٌ من النبيِّ صلى الله عليه وسلم.
قال القَابسِي: عدَّد الطُّرُقَ ردًّا على مَن زعَم ذلك.
(مشبهة)؛ أي: على بعض النَّاس لا أنَّها في نفْسها مشبَّهة؛ لأن الله تعالى بعَث رسولَه مُبيِّنًا للأُمة جميع ما يحتاجونه في دينهم.
فالأشياءُ ثلاثةٌ: حلالٌ واضحٌ كأكْل الخُبْز، وحرامٌ واضحٌ
كالسَّرِقة، وما ليس بواضحٍ فيه أحدُهما، ولا يعرفُه إلا العُلماء، وسبق شرح الحديث في (الإيمان)، في (باب: مَن استَبْرأَ).
قال (خ): كلُّ شيءٍ يُشبه الحلال من وَجْهٍ والحرامَ من وجْهٍ، فهو شُبهة، فالحلال البيِّن ما عُلم ملكه يَقِيْنًا، والحَرام البيِّن ما عُلِم ملكه لغَيره، والشُّبهة ما لا يَدري أَهو له أو لغَيره؟، فالورَع اجتِنابه، وهذا الورَع واجبٌ، والورعَ المنْدوب اجتِناب مُعاملة مَنْ أكثَرُ ماله حرامٌ، والمكروه كترك رُخَصِ الله تعالى، والهدايا، وكخُراسانيٍّ دخَل بغداد فيَجتنبُ التَّزويج بها مع حاجةٍ؛ لأنَّ أباه كان بها، فرُبَّما وُلِدَ بها بنتٌ، فتكون أُخته.
(استبان)؛ أي: ظهر حُرمته.
(يشك)؛ أي: يُشتَبَهُ فيه.
(أوشك)؛ أي: قَرُبَ مِن كثرة تعاطي الشُّبُهات، يصادف الحرام، وإنْ لم يتعمَّده، أو يعتاد التَّساهُل، ويتمرَّن عليه، حتى يقَع في الحرام عمدًا.
(الحِمى) بكسر المُهمَلة، وخِفَّة الميم، مقصورٌ: موضعٌ للإمام يمنَع الغيرَ منه، فشَبَّه المعاصي بالحِمَى؛ لوُجوب الامتِناع منها.
وهذا الحديث أجمَعوا على عِظَم مَوقعهِ، وأنَّه مما يَدُور عليه الإسلامُ.