الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فإذا كان انفراد الأجير المشترك بالعمل في الشيء الذي استؤجر عليه، وترجيح جانب الهلاك نتيجة تفريطه المفترض هما من العوامل التي دعت المالكية لاعتباره ضامنًا، فإن المضارب المشترك لا يقل شبهًا في وضعه بالنسبة للمستثمرين عن الأجير المشترك حيث ينفرد المضارب المشترك بإدارة المال جريًا وراء الكسب السريع إلى الإقدام على إعطاء المال للمضاربين المقامرين دون تحفظ أو مراجعة للموازين»
(1)
.
وأجيب على هذا من أكثر من وجه:
الجواب الأول:
أن من أحد الشروط الأساسية لصحة القياس أن يكون الأصل المقيس عليه ثابتًا بالنص أو بالإجماع، وهذا غير متوفر في مسألتنا هذه، فقد اختلف العلماء في تضمين الأجير المشترك:
فهناك من العلماء من يرى: أن يد الأجير المشترك يد أمانة مطلقًا فلا يضمن ما تلف بعمله ما لم يتعد، وهو اختيار زفر من الحنفية والأظهر عند الشافعية، وصوبه صاحب الإنصاف من الحنابلة، والله أعلم
(2)
.
كما ذهب الحنفية والحنابلة إلى أن الأجير لا يضمن ما يتلف بسبب يرجع إلى الحفظ، وإنما يضمن فقط ما تلف بسبب فعله
(3)
.
وقد بسطت الأقوال وأدلتها في كتاب الإجارة، فأغنى ذلك عن إعادة الموضوع.
(1)
تطوير الأعمال المصرفيه ـ سامي حمود (ص:444).
(2)
انظر تبيين الحقائق (5/ 135)، الهداية شرح البداية (3/ 244)، الأم (6/ 174)، المهذب (1/ 408)، الإنصاف (6/ 72).
(3)
انظر المبسوط (16/ 9 - 10) و (15/ 107)، بدائع الصنائع (4/ 205)، الإنصاف (6/ 72)، المغني (5/ 305)، الفروع (4/ 450)، الروض المربع (2/ 328).