الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
و (هناك) ظرف زمان، واصله للمكان، ولكن اتسع فيه، ومثله في التنزيل:{هُنَالِكَ الْوَلايَةُ لِلَّهِ}
{هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ} .
وعامل الظرف الشمال، أو قوله:(تكون) إن قيل بدلالتها على الحدث. و (الثمالا) بكسر المثلثة، على وزن الغياث وبمعناه.
مسألة [99]
خبر أن المفتوحة المخففة أما جملة اسمية قدم مبتدؤها
، نحو {أَنْ الْحَمْد لِلَّهِ رَبّ الْعَالَمِينَ} ، أو أخر كقوله:
/ 203 / (البسيط).
في فتية كسيوف الهند قد علموا
…
أن هالك كل من يحفى وينتعل
أو فعلية تشبه الاسمية، وهي التي فعلها جامد كقوله تعالى:{وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى} .
أو فعلية فعلها طلبي، كقوله: اما أن جزاك الله خيرا، وكقوله تعالى:{وَالْخَامِسَةَ أَنَّ غَضَبَ اللَّهِ عَلَيْهَا} فيمن قرأ (غضب)
بفتحتين بينهما كسر، ورفع اسم الله تعالى، وأما {نُودِيَ أَن بُورِكَ مَن فِي النَّارِ} فيحتمل ذلك وكون (أن) مفسرة، أو خبري مفصول منها غالبا بقد أو بتنفيس أو نفي أو لو. نحو {وَنَعْلَمَ أَنْ قَدْ صَدَقْتَنا} .
{عَلِمَ أَن سَيَكُونُ مِنكُم مَّرْضَى} ، {أَفَلَا يَرَوْنَ أَلَّا يَرْجع إلَيْهمْ قَوْلًا} ، {أَنْ لَوْ نَشَاءُ أَصَبْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ}. ومن غير الغالب قوله:(الخفيف).
(علموا أن يؤملون فجازوا
…
قبل أن يسألوا باعظم سؤل)
وقوله: (مجزؤ الكامل).
(اني زعيم يا نويقة
…
أن أمنت من الرزاح)
(ونجوت من عرض المنون
…
من الغدو إلى الرواح)
أن تهبطين بلاد قوم
…
يرتعون من الطلاح))
فاما البيت الأول فانه للاعشى ميمون بن قيس، والنحويون: سيبويه
وغيره أوردوه/ 204 / على ما ذكر الشارح، والذي ثبت في ديوانه في عجز البيت:
ان ليس يدع عن ذي الحيلة الحيل
وهو شاهد على مسألة الفعل الجامد. واما العجز الذي اوردوه فليس فيه من كلام الأعشى إلا قوله:
(يحفى وينتعل)، فإنه وقع عجز بيت آخر من القصيدة، وهو:
أما ترينا حفاة لا نعال لنا
…
أنا كذلك ما نحفى وننتعل))
ومعنى البيت: إنهم في مضائهم وحدتهم كالسيوف الهندية، وإنهم موطنون أنفسهم على الموت موقنون له، وأول القصيدة:
(ودع هريرة إن الركب مرتجل
…
وهل تطيق وداعا أيها الرجل)
(غراء فرعاء مصقول عوارضها
…
تمشي الهوينا كما يمشي الوجي الوحل)
ومنها:
(صدت هريرة عنا ما تكلمنا
…
جهلا بأم خليد حبل من يصل)
(أان رأت رجلا أعشى أضر به
…
ريب المنون ودهر مبتل خبل)
ومنها:
(ما روضة من رياض الحزن معشبة
…
خضراء جاد عليها مسبل هطل)
(يضاحك الشمس منها كوكب شرق
…
مؤزر بعميم النبت مكتهل)
يوما بأطيب منها نشر رائحة
…
ولا بأحسن منها إذ دنا الأصل))
(علقتها عرضا وعلقت رجلا
…
غيرى ويحلق أخرى غيرها الرجل)
(فكلنا مغرم يهدى لصاحبه
…
ناء ودان ومخبول ومختبل)
(قالت هريرة لما جئت زائرها
…
ويلي عليك وويلي منك يا رجل)
ومنها:
(ألست منتهيا عن نحت اثلتنا
…
ولست ضائرها ما أطت الإبل)
ومنها:
(كناطح صخرة يوما ليوهنها
…
فلم يضرها وأوهى قرنه الوعل)
قد نطعن العير في مكنون قائله
…
وقد يشيط على ارماحنا البطل))
ومنها:
(أئنتهون ولن ينهى ذوي شطط
…
كالطعن يذهب فيه الزيت والقتل)
ومنها:
لئن منيت بنا عن غيب معرفة
…
لا تلفنا عن دماء القوم نتنفل))
/ 206 / قالوا الركوب فقلنا تلك عاونتا
…
أو النزول فانا معشر نزل/ عادتنا
قوله: (ودع وايها) خطاب ونداء لنفسه. قوله: (غراء) أي بيضاء.
قوله: (فرعاء) أي كثيرة الشعر. قوله: (عوارضها) أي جوانب اسنانها. قوله: (الوجي) بكسر الجيم، الفرس الذي وجد في حافره وجعا، والانثى وجية ووجياء، وذك الوجع الوجا. قوله:(الوجل) بكسر المهملة، الذي وقع في الوحل. قوله: (صدت
…
البيت) والذي يليه من أحمق شعر قالته العرب، فان النساء لا يكرهن من الرجال شيئا اكثر مما ذكره، فما وجه هذا الانكار والتعجب؟
(آان) اصله الأن، فحذف لام التعليل، ويروى: من أن. قوله: (ريب) أي حدث. قوله: (المنون) أي الدهر، ويأتي بمعنى المنية. قوله:(متبل) أي مغن، وقيل هو الذي يذهب بالمال وبالولد. قوله، (جبل) بفتح المعجمة وكسر الموحدة، أي يذهب بالعقل، قوله:(الحزن) بفتح المهملة بعدها زاي، اسم موضع، وهو في الاصل ضد السهل. قوله: أي سابل. قوله: (هطل) أي متتابع. قوله: (يضاحك) أي يميل معها حيث مالت. قوله: (عميم) أي طويل. قوله: (مكتهل) أي تام الطول ظاهر النور، يقال منه اكتهل النبات. وقوله: (قالت
…
البيت) اخنث بيت قالته العرب. وقوله: (نحت/ 207 / اثلتنا) اي الطعن فينا. قوله: (اطت) اي حنت، ومصدره الأطيط. قوله:(كناطح) اي كوعل ناطح. وهذا البيت يأتي إن شاء الله تعالى في باب اسم الفاعل. قوله: (العير) أي السيد. قوله: (مكنون فائله) الفائل: الدم، والمكنون المستور، فالأصل فائله المكنون، والصواب في البيت
(قد يخضب) مكان (يطعن)، و (من) مكان (في)، وإلا فلا معنى لقوله: انه يطعن في الدم. وقوله: (يشيط) اي يهلك، ومنه اشتق قوم الشيطان، لأنه هالك، فوزنه فعلان، ومن اشتقه من (شطن) إذا بعد، لبعده عن الرحمة، فوزنه فيعال. قوله (كالطعن) الكاف بمعنى مثل، مرفوع على أنه فاعل ينهي. قوله
(يذهب منه الزيت والفتل) أي أنه يعالج بذلك. والفتل: جمع فتيلة. وقوله: (منيت) أي ابتليت، اي قدرت لنا وقدرنا لك. وقوله:(عن) بمعنى بعد، مثلها في قوله تعالى:
{طَبَقًا عَن طَبَقٍ} . و (ننتفل) نأخذ النفل، وكثير يقرؤه بالقاف، وهو تصحيف، وهذا البيت يأتي في باب حروف الجر.
وأما البيت الثاني: فالباء في (باعظم) متعلقة بـ (جادوا) وإلا بما جاوزه من قوله: يسألوا، والسؤال بمعنى المسؤول، ومثله:{قَالَ قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ} ، ونظيره الخير. بمعنى المخبور. والمعنى: أنهم علموا أن الناس يأملون معروفهم فلم يخيبوا رجاءهم، ولا أحوجوهم إلى المسألة، بل ابتداؤ بالعطاء، وجادوا عليهم قبل أن/ 208 / يسألوا، وبذلوا لهم أعظم ما يسأل السائلون.
وكان الأصل: علموا أن سيؤملون، بالفصل بالتنفيس، فترك الفاصل للضرورة.
وأما الشعر الثالث: فأنشده الفراء للقاسم بن معن، يقول لناقته: إن سلمت وقضيت سيرك هذا صرت إلى الخصب. و (الزعيم) الكفيل. وفي الحديث: (الزعيم غارم). و (الرزاح) بضم الراء، مصدر رزحت الناقة ترزح، بالفتح فيها، رزحا ورزاحا، سقطت من الاعياء، والابل رزحى بوزن سكرى، ورزاحى بالفتح، ومرازح، ورزح.
وأورد ثعلب مكان هذه الكلمة في شرح أبيات معاني الفراء، الزواح، بفتح الزاي بعدها واو، وقال ما نصه:"الزواح من انزاحت العلة، أي زالت، وانزاح عني، أي تباعد". انتهى. ولا شك أن العرب قالت: زاح عن مكانه يزوح، وزاح يزيح، إذا نحى، وأزحته، ولكن لا معنى للذي ذكره ثعلب في البيت المحفوظ فيه خلاف ما أورده. وقوله:(عرض) بالمهملتين فالمعجمة، و (المنون). و (من) لابتداء الغاية في الزمان، إذ