الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
التقدير: من وقت الغدو، فهو من حجج الأخفش والكوفي. وقوله:(أن تهبطين) أي أنك تهبطين/ /، فخذها وحذف اسمها على القياس، وأولاها الفعل المتصرف الخبري، وهذا موضع الشاهد، وليس بنص، إذ يحتمل أن يكون أن هذه الناصبة، ولكنه اهملها حملا على اختها ما المصدرية، كقوله:(البسيط).
أن تقرآن على أسماء ويحكما
…
منى السلام وأن لا تشعرا أحدا
فيكون من شذوذ اهمال أن.
و (الطلاح) بكسر الطاء، جمع طلحة، بفتحها، وهي شجر عظام من شجر العضاة، ويقال: ابل طلاحية إذا كانت ترعى الطلاح. وفيه شذوذ النسب إلى الجمع، ويقال: طلاحية، بالضم، فيكون فيه شذوذ ثان.
مسألة [100]
تخفف كأن فيبقى عملها وجوبا كما في أن، ويغلب فيها ما يجب في أن من حذف اسمها، وكون خبرها جملة
، كقوله:(الهزج).
ووجه مشرق النحر
…
كأن ثدياه حقان
أي: كأنه.
ونقل أعمالها في اسم مذكور، ويسهل حينئذ كون خبرها مفرداً، كقوله:[الرجز].
([غضنفرٌ تلقاه عند الغضب]
…
كأن وريديه رشا آخلب)
ويضعف مجيء خبرها مفرداً مع حذف اسمها كقوله: [الطويل].
/210/ (ويوماً تُوافينا بوَجْهٍ مُقَسَّمٍ
…
كأنْ طبيةٌ تعطو إلى وارقِ السَّلمْ)
فأمّا البيت الأول فروي سيبوية أوله: (ووجه) كما أورده الشارح، وعلى هذا فالهاء من قوله (ثدياه) للوجه وللنحر، ولا بد من تقدير مضاف، ثد يا صاحبة، وروي عن سيبوية أوله وصدره، فالهاء راجعة إليه، ولا تقدير.
وأول البيت مرفوع على الابتداء، أي: ولها وجه أو صدر. وقوله: (كأن) أصله كأنَّهُ، والضمير للوجه، أو للصدر، أو الشأن. والجملة الاسمية خبر، ويروى: كأن ثدييه، على أعمالها في اسم مذكور، وعلى هذا فحقان الخبر.
وأما البيت الثاني ففيه أيضاً روايتان، أحدهما: وريديه، على أعمالها في اسم مذكور، ووقوع الخبر مفرداً، والثانية: وريداه، على أعمالها في اسم محذوف، ووقوع الخبر جملة. فالروايتان في كتاب الصحاح.
و (الوريدان) عرقان يكتنفان صفحتي العنق، في مقدمها متصلان بالوتين، يردان من الرأس إليه، وقيل وريد لأن الروح ترده. و (الرشاء) بالمد والكسر، الحبل، وجمعه أرشية، وهو في البيت مثنى فهو بالفين، لأن المشبه شيئان، ويوجد في النسخ بالأفراد. و (الخُلُب) بضم المعجمية واللام، الليف، ويجوز تسكين اللام للتخفيف، وقد روى كذلك /211/، ويقال لليفة خُلًبة، بضمتين، وخُلْية، بالاسكان، وذلك قياس في نظائره.
وأما البيت الثالث فإنه لباغت اليشكري، وباغت منقول من بَغتْه بالأمر، إذا فاجأه به، ويشكر منقول من مضارع شكر. و (تُوافينا) بضم حرف المضارعة وفاعله ضمير المرأة الموصوفة. و (مقسم) محسن، وأصله من القسِمات، بكسر السين، والواحد قِسمة، بالكسر، وقيل: هي أعلى
الوجه، وقيل: هي وسط الأنف، ومن كلامهم (الجمال في الأنف). وقيل: القسمات مجاري الدموع في أعالي الوجه. ويقال: رجل قسيم الوجه أي جميله، لأن الجمال يظهر هناك، ورجال قُسُم، بضمتين.
وقوله: (تعطو) أي تتناول، وكأنه ضمنه معنى تميل، أي تميل في مرعاها إلى هذا، فلهذا عداه بالي، وقوله:(وارق) أي مورق، وهو من النوادر، إذ فعله أورق، ومثله ايفع فهو يافع.
وقوله: (السَّلَم) بفتحتين، وهو شجر من العضاة نبته كثير الشوك، واحد سَلَمة. وبه سمي بعض الناس.
شبه هذه المرأة بظبية مخصبة المرَعى، تتناول أطراف الشجر، وترتعيها.
وروي قوله (ظبية) بالرفع، والنصب /212/ والجر، فأما الرفع فعلى حذف الاسم، وبقاء الخبر، وفيه شذوذ، لكون الخبر مفرداً مع حذف الاسم، والتقدير: كأنها طيبةُ.
وأما النصب فعلى حذف الخبر وبقاء الاسم، واختلف في تقديره فقال الشارح: كأن مكانها ظبيةً، وهو واضح، وقدَّرهُ غيرُه: كأن ظبية هذه
المرأة، وهذا إنّما يصحّ على جعل المشبّه مشبّهاً به وبالعكس، لقصد المبالغة.
وأما الجر فعلى أن الأصل: كظبية، ثم زيدت (أنْ) بين الجار والمجرور شذوذاً.
والجملة من قوله: (تعطو) في موضوع رفع أو نصب أو جر بحسب الظبية، لأنها صفتها.