الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أباهما، وتركته قطعّاً. و (الجرز) اللحم. و (القَشْعَمَ) الكبير من النسور، ويروى: خرز، بخاء معجمة، وهو بالخاء المعجمة، الضبع العرجاء.
ونظير هذا البيت في هذا القصد: [الكامل].
(فتركتُهُ جزرَ السباعِ ينشْنَهُ
…
ما بين قُلّلةِ رأسِه والمعصمِ)
(ينشنه) يتناولنه. و (القُلَّة) الأعلى. و (المعصم) موضع السوار.
مسألة [118]
يجوزُ إلغاء الفعلِ القلبي المتصرف بمساواة أن توسط
، كقوله:[البسيط].
(أبالاً راجيز يا ابنَ اللؤمِ توعِدُني
…
وفي الأراجيزِ خِلْتَ اللؤمُ والخورُ)
وقوله: [الكامل].
('نَّ المحبَّ علمت مصطبرً
…
ولديه ذنب الحبَّ مُغْتَفَرُ)
ويرجحان أن تأخر، كقوله:[الوافر].
(آتٍ الموت تعلمون فلا يرهبكم
…
من لظى الحروب اضطرام)
/258 (228) / وقوله: [الطويل].
(هما سيدانا يزعمان وإنّما
…
يسوداننا أنَ يسَّرت غنماهما)
ومن إعمال المتوسط قوله: [الوافر].
(شجاكَ أظنُّ ربعَ الظاعنينا
…
ولم تَعْبَا بعَدْلِ العاذلينا)
فأما البيت الأول فإنه للعين المنقري يخاطب به رؤية بن العجاج، وقد تهدّده بإنشاء الأراجيز في ذمّةِ، والهمزة للتوبيخ والإنكار.
صلى الله عليه وسلم، الأراجيز جمع أرجوزة أفعولة، من الرجز، سمَّي بذلك لتقارب أجزائه. والجار والمجرور الأول متعلق بـ (توعدني). والنداء بينهما اعتراض. والثاني خبرٌ مقدَّمٌ متحمل للضمير. و (اللؤم والخور) مبتدأ مؤخر ومعطوف. و (خلت) بينهما اعتراض، ولو نصبهما على المفعولية لجاز، وكان الظرف حينئذٍ في محل النصب مفعولاً ثانياً. و (خلت) بمعنى علمت. و (اللؤم) بالضم والهمز، أن يجتمع في الإنسان الشحُّ ومهانةً النفس ورناءةُ الأباء فهو من أذمْ ما يُّهْجَى له، وقد بالغ بجعل المهجو ابناً له، إشارة
إلى أن ذلك غريزةٌ فيه. و (الخَوَر) بفتحتين وخاء معجمة، الرخاوة والضعف.
يقول: إنَّك راجزٌ /259 (229) / لا تحسن للقصائد والتصرُّف في أنواع الشعر، فجعل ذلك دلالة على لؤمِ طبعهِ وضعفِ نفسهِ، وزعم الجاحظُ في كتاب الحيوان أن النحويين وُهَمُوا في هذا البيت. وأن القافية لامية لا رائية، وأن الكلمة الأخيرة الفشل لا الخور، وأن القوافي مجرورة، ولكن الشاعر أقوى، إذ رفع وأنشدَ قبله:[البسيط].
(إنّي أنا ابنُ جلا إنْ كُنْتَ تعرِفِّني
…
يا رؤب والحيّة الصماء في الجيلِ)
وأما البيت الثاني فأصله:
(علمتُ المحبَّ مصطبرا)
ثم توسط العامل فصار: المحبّ علمتُ مصطبرا، ثم ألغى العامل، وحينئذ اتجه دخول (إن) على الجملة.
و (لدى) ظرف لمغتفر، والجملة عطف على خبر إن. و (الحِبّ) بالكسر، المحبوب، كالذبح والطحن.
وأما البيت الثالث فقوله: (إن الموت) مبتدأ وخبر على التقديم والتأخير.