الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
شواهد باب الموصول
ومسألة [30]
قد يقال اللذون رفعًا، قال:[الرجز].
(نحن اللذون صبّحوا صباحًا يومَ النُّخيلِ غارةً مِلْحاحا)
هذا الشعر أنشده أبو زيد في نوادره، وابن الأعرابي، وهو لرجل جاهلي من بني عقيل، واختلفا في اسمه، وبعده:
(نحنُ قتلنا الملك الجحجاحا
…
ولم نَدَعْ لسارحٍ مراحا)
(نحن بنو خُويلدٍ صُراحا
…
لا كذِب اليومَ ولا مُزاحا)
صبّحوا، بالتشديد: أتوا في الصباح، وصباحا: مصدر محذوف
الزوائد، مثل كلمته كلامًا، لا ظرف كما في: جئتك صباحًا، لأن الظرف لا يكون مؤكدًا.
ومن ثم قال أبو علي في قوله سبحانه: {قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءكُمْ} : إن (وراءكم) اسم فعل مؤكد لـ"ارجعوا".
ويروي (الصباحا) أي /54/ الصباح الذي عُرِفَ واشتهر، فيكون مصدرًا نوعيًا، ولا يمنع ظرفية (صباحا) مع ما قدمناه قوله (يوم النخيل)، لأنه يكون حينئذ بدلاً لا ظرفًا ثانيًا، ولا يمنع ذلك أنه لا يبدل الكل من البعض، لأن اليوم قد يأتي للقطعة من الزمان لا لجميع النهار.
والنُّخيل، بضم النون وفتح المعجمة، وكثير يقولونه بفتحة فكسرة وهو تحريف، وهو اسم موضع، واستدلّ على ذلك صاحب المحكم بقوله:[الكامل].
(قَدَرُ أحلَّكَ ذا النُّخيلِ وقد أرى
…
وأَبيَّ مالكَ ذو النُّخيل بدارِ)
والذي نحفظه في هذا البيت (ذا المجاز)، ومالكَ ذو المجاز، وهو سوق مشهورة في الجاهلية مثل عكاظ ومَجنَّة، وعلى ما رواه تكون إضافة ذي النخيل من باب إضافة المسمى إلى الاسم، كقوله:[الطويل].
(إليكم ذوي آلِ النبيِّ تطلَّعَتْ
…
نوازعُ مِنْ قلبي ظِماءٌ وأَلبُبُ)