الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ويقال: ثقُل، بالضم، فهو ثقيل إذا ماتَ، لأن الجَسومَ تثقل بالموت كما تخفُّ بالأرواحِ، وتحوَّل ثقيل إلى ثاقل، لإفادة الحدوث في المستقبل، كما يقال: هو الآن ميت، وهو مائت عما قريب. وإما {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ} [الزمر:30] فعلى تنزيل ما سيكون لا محالة منزلة ما هو كائن في الحال.
مسألة [114]
تستعمل (خال) بالوجهين
، فمن مجيئتها بمعنى الظنّ قوله:[الطويل].
(وحَلَّتْ بيُوتي في يفاع ممنَّعٍ
…
يخال به راعي الحَمولةِ طائرا)
وبمعنى العلم قوله: [الطويل].
(دعاني الغواني عمهن وخلتني
…
لي اسم فلا أُدْعَي به وهو أوَّلُ)
/251 (221) / فأما البيت الأول فإنه للنابغة الذبياني.
و (اليفاع) الموضع المرتفع. والإضافة في (راعي الحمولة) مثلها
في: خاتم فضة، أي الراعي من الحَمولة، وهي بفتح الحاء، التي أطاقت الحمل من الإبل، أي تحسب به الإبل التي كبرت، واستحقت أن يحمل عليها، طائراً، لارتفاعه.
وروى: (يُخال) مبنياً للمفعول، وهو الراعي، فاسكانهُ واجبٌ، ومبنياً للفاعل المخاطب، فالإسكان ضرورة، وهذا البيت من كلمة يخاطب بها النعمان بن المنذر حين مرض، وأولها:
(كتمتُك ليلاً بالجُمومَين ساهراً
…
وهَمّين هَمّاً مستكنَّاً وظاهراً)
(أحاديثَ نفسٍ تشتكي ما يَربُّها
…
ووِرْدَ هُموم لم يَجدْنَ مصادرا)
(تكلّفني أنْ يغفل الدهرُ هَمَّها
…
وهل وَجَدَتْ قبلي على الدهر صابرا)
(ألم تَر خَيرَ الناس أصبحَ نَعْشُهُ
…
على قبّب قد جاوز الحيَّ سائرا)
(ونحنُ لديهِ نسألُ الله خُلْدَهُ
…
يَرُدّ لنا ملكاً وللأرضِ عامرا)
ومنها:
(فآليتُ لا آتيكَ إنْ كنتَ محرما
…
ولا ابتغي جاراً سِواكَ مجاورا)
252 (222) / (سأربط كلبي أنْ يريبُكَ نبحُهُ
…
وإنْ كنتُ أرعى مُسحَلانَ فعامرا)
وبعد البيت:
(تَزِلَ الوعولُ العُصْمُ عن قَذَفتهِ
…
وتضحى ذراه بالسحاب كوافرا)
(حِذاراً على أن لا تُنالَ مقادتي
…
ولا نِسْوتِي حتَّى يَمُتّنَ حرائرا)
(والفيتُهُ دهراً يبيرُ عدوَّةُ
…
وبحر عطاءٍ يستخفُّ المعابرا)
(فَربَّ عليهِ اللهُ أحسنَ فضله
…
وكانَ له على البَريّةِ ناصرا)
الشرح:
يقول: كتمتك أحاديث نفسي وهمين، فقدم المعطوف وجعل الليل ساهراً، كما قال الآخر:[الطويل].
([لقد لُمِتنا يا أُمَّ غَيْلانَ في السُّرى
…
ونِمْتِ] وما لَيْلُ المَطيَّ بنائمِ)
والذي يربها النعمان، فاعل تكلفني ضمير النفس و (تغفل) تترك، و (عامر) أي من يعمرها، وإنّما جاز الدعاء للمحمول على النعش بالبقاء لأنَّه لم يكن مات، بل كان يحمل على النعش من قصرٍ إلى آخر .. و (كلبه) لسانه. و (مسحلان وعامر) واديان، أي: وإن كنت بعيداً عنك. و (العُصْم) التي في يديها بياض.
ويسمى الليل كافراً، لأنه يغطى كلَّ شيء. و (يبير) يهلك. و (المعابر) السفن، يقول: لكثرة الماء في هذا البحر يستخف السفن، فيذهب هنا وهنا. /253 (223) / و (ربّ) أتمَّ، ويقال: أربَّ معروفَكَ عند فلان: اتمِمْهُ. و (المقادة) الانقياد بذلِّ.