الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقسمه على أهل المزايا، فَكَفَأ بنً وَثيل الجَفْنَة المرسلة إليه، فتداعيا إلى المُعاقرةِ، فَعَقَر غالب مئتين من الإبل، وعقرَ سُحَيْم بعد ذلك بالكوفة، ويقال: إنَّ علياً، رضي الله عنه، طردَ الناسَ عنها، وقال: هي مما أُهِلَّ به لغير الله.
وإنّما تقومُ الحجةُ بالبيت إذا قيلَ: إنَّ إضافة اسم التفضيل محضةً، وهو الصحيحُ.
مسألة [113]
تُستعمل (حسب) القلبيةُ متعديةً إلى اثنين بمعنى (ظَنَّ)
كقوله: /249 (219) / [الطويل].
(وكنَّا حسِبْنا كلَّ بيضاء شحمةً
…
عشيةَ لاقينا أُذامَ وحميرا)
وبمعنى (علَم) كقوله: [الطويل].
(حَسِبْتُ التقُّى والجُودَ خيرَ تجارةٍ
…
رَباحاً إذا ما المَرْء أصبحَ ثاقِلا)
وأما البيت الأول فإنه لزُفَر بنِ الحارثِ الكلابي، وهو أول
القصيد، وبعده:
(ولمّا قرعّنا النبعَ بالنبعِ بعضَه
…
ببعضٍ أبت عيدانُه أنْ تكسَّرا)
(ولمَّا لقينا عصبةً ثعلبيةً
…
يقودون جُرْداً للمنيّةِ ضُمَّرا)
(سقيناهُمُ كأساً سَقونا بمثلِها
…
ولكنهم كانوا على الموتِ أصْبَرا)
وهذه القصيدة من المُنْصِفات، فإنه جعلَ أعداءهُ شركاءهم في الشجاعة، وفضَّلَهم بالصَّبْر.
ويقال لكلَ من أخطأ في القياس: (ما كلُّ سوداء تمرة، ولا كلّ بيضاء شحمة).
أي: كانَ ظنُّنا أنْ نظهرَ عليهم، فوجدناهم صُبراً على حربنا، فساوونا في الشدَّةِ والصبر، فلم يكسرْ واحدٌ مِنَّا صاحبَهُ.
و (الجُرْد) قصار الشعر /250 (220) / من الخيل.
وفي البيت الثاني ردّ الزجّاج في منعهِ أنْ يتعدَّدَ البدل، فيقال: ضرب رجل امرأة زيد هندَ، فإن قوله: بعضَه ببعضٍ، بدلان من النبع بالنبع.
وأما البيت الثاني فالرَّباح، بفتح الراء، والرَّبح بكسرها، واحد، وهو تمييز منتصب باسم التفضيل، و (أصبح) بمعنى صار، مثلها في:{فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا} [آل عمران:103].