الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
والنافقاء والقاصعاء من جحرة اليربوع، والفرق بينهما أن النافقاء يكتمها، والقاصعاء يظهرها، فإذا أتى من قبل القاصعاء ضرب برأسه النافقاء، فانتفق، أي خرج، ومنه اشتقاق اسم المنافق، لأنه أظهر الإيمان وكتم الكفر.
مسألة [39]
لا يحذف العائد المرفوع بالابتداء إذا لم تطل الصلة
، كقوله تعالى:{أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ} ، إلا إن كان الموصول أيًا كقوله:[المتقارب].
(إذا ما لقيتَ بني مالكِ
…
فَسلم على أيُّهم أفضلُ)
التقدير: على أيهم هو أفضل.
وهذا البيت أنشده أبو عمرو الشيباني في حرف العين من كتاب الحرف لرجل من غسان، وفيه روايتان، إعراب أي وبناؤها على الضم،
وفيه حجة لسيبويه على من زعم أن (أيًا) لا تبني وإن أضيفت وحذف عائدها المرفوع بالابتداء، وأجابوا عن قوله تعالى:{ثُمَّ لَنَنْزِعَنَّ مِنْ كُلِّ شِيعَةٍ أَيُّهُمْ أَشَدُّ} ، بأن أيًا استفهامية مبتدأ وأشد خبره، ثم اختلفوا في مفعول (ننزع)، فقال يونس: جملة الاستفهام على أن ننزع علق عن العمل.
وقال الكوفيون والأخفش: كل شيعة على زيادة من في الإيجاب وجملة الاستفهام مستأنفة، وقال الخليل: محذوف، أي: الذين يقال فيهم (أيهد أشد).
ولا يمكن شيء من هذه التكلفات هنا، لأن الجار لا يُعَلَّقُ، ولا يحذف مجروره، ثم إن طلحة بن مصرف ومعاذ بن مسلم، وهرون قرأوا، (أيهم) بالنصب، ولا يعمل في الاستفهام ما قبله، والأصل توافقُ القراءتين،
وسُمِعَ حذف العائد على غير (أي) مع عدم طول الصلة، وهو قياس عند الكوفيين، وشاذ عند البصريين، وأنشدوا /68/ ذلك قوله:[البسيط].
(مَنْ يُعنَ بالحمد لم يَنطق بِما سَفَهٌ
…
ولا يَحْدْ عَنْ سبيل الحِلم والكرم)
يُعنَ: بضم الياء وفتح النون، مضارع عني بكذا بضم أوله وكسر ثانيه أي اعتنى به، و (بالحمد) أي بحصول الحمد، أي من رغب في حمد الناس له فلا يتكلم بالذي هو سفه، وهذا محل الاستشهاد، ويجوز أن يكون التقدير: بشيء هو سفهٌ، فتكون (ما) نكرة موصوفة، ويكون الحذف من الصفة لا من الصلة، ونظيره قوله [الكامل].
(أن يقتلوك فإن قتلَكَ لم يَكُنْ
…
عارًا عليك ورب قتلٍ عارُ)
أي هو عار، بل معنى النكرة هنا أحسن، والأجود أن يستشهد بقراءة يحيى بن يعمر {تَمَاماً عَلَى الَّذِيَ أَحْسَنَ} ، برفع أحسن، وأما قراءة رؤبة {مَا بَعُوضَةً} بالرفع، فجوز فيها الزمخشري، بل رجح أن تكون