الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مسألة [10]
مما جمع الواو والنون غير مستوفٍ لشروط ذلك أهل ووابل
فإنهما ليسا علمين ولا صفتين، ويزيد (وابل) بأنه لما لا يعقل وهو المطر الغزير، ولكن سهلة أنه شبه في عموم نفعه بالعاقل، وأنه في الأصل صفة من وبلت السماء الأرض تبلُها فهي وابلة، والأرض موبولة، ولهذا كسر على وبل كصوّم.
/17/ وقال ابن عصفور: ليس إلا هلون خارجاً عن القياس؛ لأن الأهل صفة بدليل قولهم: الحمد لله أهل الحمد، وقال ابن مالك: الذي سهل قولهم: أهلون، أنهم يقولون فلان أهل لكذا فيضفون به انتهى. وفي كلاهما نظر؛ لأن البحث في الأهل بمعنى ذي القرابة ونحوه، لا الأهل بمعنى المستحق للشيء، قال الله تعالى:{شَغَلَتْنَا أَمْوَالُنَا وَأَهْلُونَا} [سورة الفتح: 11]، {مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ} [سورة المائدة: 89]، {إِلَى أَهْلِيهِمْ} [سورة الفتح: 12]، وشاهد (الوابلون) قول أبي صخر الهذلي يصف وادياً:[البسيط].
((12) تلاعب الريح بالعصرين قسطله
…
والوابلون وتهتان التجاويد)
وتلاعب بالتأنيث والتذكير؛ لأن تأنيث الفاعل وهو الريح مجازي والتأنيث أولى، ولا يمنع ذلك عطف (الوابلون)؛ لأنه ليس كـ (الزيدون) إذ هو جمع ما لا يعقل فيجوز تأنيث فعله، ونظيره أن من أوجب التأنيث في (قامت الهندات) لا يوجبه في (انهدمت الاسطبلات) على أنه لو قيل: تلاعب الريح والزيدون، لم يمتنع التأنيث أيضاً، وذلك على أن ينوي للزيدين فعل مذكر، ويكون من عطف الجمل كما قيل في قوله تعالى:{لَا تَاخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ} [سورة البقرة: 255]، والباء ظرفية مثلها في {نَجَّيْنَاهُمْ بِسَحَرٍ} [سورة القمر: 34]، ونحو:{مُصْبِحِينَ * وَبِاللَّيْلِ} [سورة الصافات: 137 - 138].
والعصران هما، إما الغداة والعشي، ومنه قيل صلاة العصر أي صلاة العشاء، وأما الليل والنهار كقول حميد بن ثور. [الطويل].
(ولن يلبث العصران يوم وليلة
…
إذا طلبا أن يدركا ما تيمما)
وأما قوله: [الطويل].
(وامطله العصرين حتى يُملني
…
ويرضى بنصف الدين والأنف راغم)
فحمله الجوهري على أول النهار وآخره، ولا يتعين بل يصح حمله على الليل والنهار.
و (القسطل) بالسين والصاد: الغبار، ويقال فيه القسطال كقوله: