الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فيمن يروي (مُدْيَةٌ) بالرفع، وأما من نصبها فهي مفعول لمحذوف، أي حاملاً أو آخذًا، أو بدلٌ من الياء، وهو ضعيف.
مسألة [50]
الصفة المقدرة في تسويغ الابتداء بالنكرة كالصفة المذكورة
نحو: السَّمنُ مَنَوان بدرهم، أي منه، ونحو:(وطائفة) في الآية على أحد الأوجه، وقوله:[البسيط].
(إني لأكثرُ مما سُمْتَني عجبًا
…
يد تَشجُّ وأخرى منك تأسوني)
أي: يد منك، ويجوز أن يكون المسوغ التفصيل، وقوله:(سمْتَني) بفتح التاء، يقال: سامه كذا، أي أنزله به، وأسَوْتُ الجُرْحَ، بالقصر آسُوه، بالمد. وقبله:
(قل للذي لستُ أدري من تَلِّونهِ
…
أناصحٌ أم على غش يُداجيني)
وبعده:
(تغتابُني عند أقوامٍ وتَمُدَحني
…
في آخرين فكُلُّ عنك يأتيني)
مسألة [51]
يجب تأخير الخبر إذا استوى الجزءان تعريفًا وتنكيرًا
إلا إن عينت
القرينةُ ابتدائية أحدِهما كقوله [الطويل].
(بنونا بنو أبنائنا وبناتُنا
…
بَنُوهُنَّ أبناءُ الرجالِ الأباعدِ)
أصله: بنو أبنائنا مثل بنينا، فقدّم وأخر وترك كلمة مثل للعلم بقصد التشبيه، وبأن المراد تشبيه أبناء الأبناء بالأبناء لا العكس.
وقد يقال: أن هذا البيت لا تقديم فيه ولا تأخير، وأنه جاء على عكس التشبيه للمبالغة، كقول ذي الرمة: /90/ [الطويل].
(ورَمْلٍ كأوراكِ العذارى قَطَعْته
…
إذا جللته المظلمات الحنادس)
فكان ينبغي للشارح أن يستدل بما أنشده والده في شرح التسهيل في قوله: [البسيط].
(قبيلة الأمُ الأحياءِ أكرمها
…
وأغدرُ الناس بالجيرانِ وافيها)
إذ المراد الأخبار عن أكرمها بأنه ألام الأحياء، وعن وافيها بأنه أغدر
الناس لا العكس، وفيه شاهدان، وهذا البيت لحسان رضي الله عنه، وقبله:
(أبلغ هوازن أعلاها وأسفلَها
…
أنْ لَسْتُ هاجيَها إلا بما فيها)
وبعده:
(وشرّ من يحضر الأمصار حاضرهم
…
شر باديةِ الأعرابِ باديها)
(تَبْلَى عِظامُهم إما هٌمٌ دُفِنوا
…
تحت التراب ولا تَبلى مَخازيها)
وفي الأول من هذين البيتين شاهدان أيضًا على ذلك، وأنشد الناظم أيضًا:[الكامل].
(جانيكَ مَنْ يَجني عليكَ وقَدْ
…
يُعدِي الصحاحَ مباركَ الجُرْبُ)
(جانبك) خبر و (من) مبتدأ، ومعناه: أن الذي تعود جنايته عليك من العاقلة هو الذي يُكسبك، و (الصحاح) مفعول، و (مبارك) تمييز عن الفاعل، و (الجُرب) فاعل (تُعدِي)، والمعنى: وقد تعدى الإبل الجُرْبُ الإبل التي صحّت مباركها.
وزعموا أن من خفض (الجرب) مخطئ، وذكر بعضهم أن ذلك رواية.
وهذا عندي جيد، ويكون الشاعر أقوى في بيت آخر في القصيدة