المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌مسألة [103] يجوز في نحو: (لا حول ولا قوة إلّا بالله) - تخليص الشواهد وتلخيص الفوائد

[ابن هشام النحوي]

فهرس الكتاب

- ‌شواهد باب الكلام وما يتألف منه

- ‌مسألة [1]قد يقصد بالكلمة الكلام

- ‌مسألة [2]/6/ تسميتهم الكلام كلمة مجاز من باب تسمية الشيء باسم بعضه كتسمية القصيدة قافية

- ‌مسألة [3]تنوين الترنم

- ‌مسألة [4]/8/ التنوين الغالي اللاحق للروي المقيد

- ‌شواهد باب المعرب والمبني

- ‌مسألة [5]ذو على وجهين

- ‌مسألة [6]في (الأب) مضافاً إلى غير الياء ثلاث لغات

- ‌مسألة [7]في الأخ مضافاً لغير الياء اللغات الثلاث

- ‌مسألة [8]في الهن مضافاً لغير الياء اللغات الثلاث

- ‌مسألة [9]كلا وكلتا عند البصريين مفردان لفظاًمثنيان معنى

- ‌مسألة [10]مما جمع الواو والنون غير مستوفٍ لشروط ذلك أهل ووابل

- ‌مسألة [11]يجوز إجراء باب السنين مجرى غسلين

- ‌مسألة [12]نون الجمع وما حمل عليه مفتوحة للتخفيف وقد تكسر على أصل الساكنين، وذلك في الشعر لا في النثر، وبعد الياء لا بعد الواو، وهذا الشرط أهملوه

- ‌مسألة [13]نون المثنى

- ‌شواهد باب النكرة والمعرفة

- ‌مسألة [14]

- ‌مسألة [15]

- ‌مسألة [16]إذا اجتمع ضميران، أولهما أعرف، وليس مرفوعًا، بغير كان وأخواتها، فالثاني منهما على ثلاثة أقسام

- ‌مسألة [17]

- ‌مسألة [18]إذا نصبت ياء المتكلم بفعل وجبت نون الوقاية ولو جامدًا

- ‌مسألة [19]إذا نصبت الياء ب "ليت" وجبت النون

- ‌مسألة [20]إذا انتصب الياء بـ "لعل" فالغالب ترك النون

- ‌مسألة [21]إذا جُرَّتِ الياء بمن أو عن وجبتِ النون حفظًا للسكون

- ‌مسألة [22]إذا جرت الياء بلَدُن أو قد أو قط فالغالب إثبات النون

- ‌شواهد باب العلم

- ‌مسألة [23]

- ‌مسألة [24]يؤخر اللقب عن الاسم غالبًا

- ‌شواهد باب الإشارة

- ‌مسألة [25]من الأسماء المشار بها إلى المفرد المؤنث تا

- ‌مسألة [26]الغالب في أولاء أن يكون للعقلاء، وقد يأتي لغيرهم

- ‌مسألة [27]دخول حرف التنبية على المجرد من الكاف كثير

- ‌مسألة [28]هنا للمكان

- ‌مسألة [29]يقال: هُنا بوزن هُدى: للقريب، فإذا زدت الكاف صار للبعيد

- ‌شواهد باب الموصول

- ‌مسألة [31]الغالب استعمال اللائي لجمع المؤنث

- ‌مسألة [32]الغالب استعمال الألى لجمع المذكر، وقد يستعمل لجمع المؤنث

- ‌مسألة [33]قد تطلق (مَنْ) على ما لا يعقل، إذا عومل معاملة العاقل

- ‌مسألة [34]

- ‌مسألة [35]طيئ تستعمل ذو بمعنى الذي

- ‌مسألة [36]زعم الكوفيون أن (ذا) تستعمل موصولة وإن لم تسبقها (من) ولا (ما)

- ‌مسألة [37]

- ‌مسألة [38]قد توصل (أل) بالمضارع في الضرورة

- ‌مسألة [39]لا يحذف العائد المرفوع بالابتداء إذا لم تطل الصلة

- ‌مسألة [40]يحذف العائد المتصل المنصوب كثيرًا إن كان بالفعل

- ‌مسألة [41]يجوز حذف العائد المجرور بالإضافة

- ‌مسألة [42]قد يحذف للضرورة العائد المجرور بالحرف وإن لم يكن الموصول مخفوضًا بمثل ذلك الحرف

- ‌شواهد باب المعرف بالأداة

- ‌مسألة [43]قد تزاد ألْ للضرورة في اسم مستغنٍ عنها، إما بكونه معرفة بدونها، أو بكونه، واجب التنكير

- ‌مسألة [44]إذا غلب اسم بالألف واللام على بعض من هوله لم يجز نزعها منه إلا في نداء

- ‌شواهد باب المبتدأ والخبر

- ‌مسألة [45]المبتدأ نوعان: مفتقرٌ إلى الخبر كزيد قائم، ومستغنٍ عنه

- ‌مسألة [46]إذا أُخبر بصفةٍ عن اسم وهي في المعنى لغيره، ورفعت ضميره، وخُشِيَ الإلباس وجب إبراز ذلك الضمير إجماعًا

- ‌مسألة [47]قد يخبر باسم الزمان عن الجُثَّة إذا كان اسم الجُثَّة على حذف مضاف

- ‌مسألة [48]يجب تأخير ما حصر من مبتدأ

- ‌مسألة [49]قد يبتدأ بالنكرة في غير المسائل المذكورة في الخلاصة

- ‌مسألة [50]الصفة المقدرة في تسويغ الابتداء بالنكرة كالصفة المذكورة

- ‌مسألة [51]يجب تأخير الخبر إذا استوى الجزءان تعريفًا وتنكيرًا

- ‌مسألة [52]إذا لابس المبتدأ ضميرًا عائدًا على بعض الخبر لزم تقدم الخبر

- ‌مسألة [53]يجوز حذف المبتدأ لدليل

- ‌مسألة [54]يجوز حذف الخبر لدليل

- ‌مسألة [55]إذا أُخبر بمصدر مُبْدلٍ من اللفظ بفعله وجب حذف المبتدأ

- ‌مسألة [56]

- ‌مسألة [57]

- ‌مسألة [58]يجب حذف الخبر إذا كان المبتدأ قد عُطِفَ عليه اسم بواو هي نصّ في المعيّة

- ‌مسألة [59]منع الفراء وقوع الجملة الحالية السادة مسد خبر المبتدأ فعليةً

- ‌مسألة [60]المبتدأ نوعان، أحدهما أن يكون متعددًا مُخْبَرًا عن أجزائه، فيجب في خبره أمران: التعدد والعَطْفُ بالواو

- ‌شواهد باب كان وأخواتها

- ‌مسألة [61]اختلف في (ليس)، فقال الجزولي: هي للنفي مطلقًا، وقال الجمهور: هي لنفي الحال

- ‌مسألة [62]إنما تستعمل زال وأخواتها ناقصة بعد نفي أو نهي أو دعاء

- ‌مسألة [63]قد يكون النافي مقدرًا

- ‌مسألة [64]ما تصرف من كان وأخواتها فحكمه حكمها

- ‌مسألة [65]يجوز توسُّط خبر ليس، خلافًا لابن درستويه

- ‌مسألة [66]يجوز توسط خبر (دام) خلافًا لابن معطٍ

- ‌مسألة [67]من استعمال (كان) تامة

- ‌مسألة [68]من استعمال (بات) تامة

- ‌مسألة [69]لا يلي كان أو إحدى أخواتها ما ليس بظرف أو مجرور من معمول خبرها

- ‌مسألة [70]لا يزاد من الأفعال بقياس إلا (كان) بشرط كونها بلفظ الماضي، ووقوعها بين (ما) التعجبية وخبرها

- ‌مسألة [71]يكثر حذف كان واسمهما وبقاء خبرها بعد (أن ولو) الشرطيتين، ويقل مع غيرها، ويجب حذفها وحدها بعد أما بفتح الهمزة

- ‌مسألة [72]يختص مضارع كان ناقصةً وتامة بجواز حذف نونه تخفيفًا، إن كان مجزومًا ولم يتصل به ضمير نصب ولا ساكن

- ‌مسألة [73]زال وأخواتها لانتفاء ما بَعْدَها، ويدخل عليها النفي، فيصيرُ الكلام إيجابيًا، فيمتنع اقتران كل من معموليها بألا، إذ شرط الاستثناء المفرغ أن لا يكون الكلام إيجابيًا

- ‌مسألة [74]إذا اجتمعت نكرة ومَعْرفة، فالمعرفةُ الاسم والنكرة الخبر

- ‌شواهد الفصل المعقود لما ولات وأن المشبهَّات بـ"ليس

- ‌مسألة [75]يبطل عملُ ما الحجازية إنْ تقدَّمَ خبرُها

- ‌مسألة [76]زَعَمَ ابن مالك وابنُه أنّ (ما) قد تُعمَلُ مَعَ تقدُّم خبرها

- ‌مسألة [77]قد تدخلُ الباءُ الزائدةُ على خبر كان المنفية

- ‌مسألة [78]إعمال لا النافية عمل ليس قليل وكثير

- ‌مسألة [79]يقل إعمال (إن) النافية عمل ليس، وذكر أنه لغة أهل العالية

- ‌شواهد باب أفعال المقاربة

- ‌مسألة [80]ربما جاء خبر (عسى وكاد) اسما مفردا

- ‌مسألة [81]ندر ورود خبر (جعل) جملة اسمية

- ‌مسألة [82]الغالب اقتران الفعل بعد عسى وأوشك بأن

- ‌مسألة [83]الغالب تجرد خبر كاد وكرب من أن، وربما اقترنا بها ولم يحفظ سيبويه في خبر كرب إلا التجرد

- ‌مسألة [84]

- ‌شواهد باب إن وأخواتها

- ‌مسألة [85]يجب استدامة كسر إن إذا وقعت في أول خبر اسم عين

- ‌مسألة [86]يجوز فتح (أن) وكسرها إذا وقعت بعد إذا الفجائية، أو بعد فعل قسم ولا لام بعدها

- ‌مسألة [87]إذا وقعت (إن) بعد (أما) الخفيفة، فإن قدرت حرفاً للاستفتاح، كسرت إن كما تكسر بعد (ألا)

- ‌مسألة [88]يجب فتح (أن) إذا حلت محل المفرد، كما إذا جرت بحرف أو إضافة

- ‌مسألة [89]تدخل لام الابتداء على خبر إن المكسورة، مفرداً كان أو جملة فعلية أو اسمية

- ‌مسألة [90]لا تدخل اللام على الخبر المنفي

- ‌مسألة [91]ندر دخول اللام الزائدة في خبر أن المفتوحة

- ‌مسألة [92]يجوز في (ليتما) الإعمال لبقاء اختصاصها بالجمل الاسمية

- ‌مسألة [93]يجوز نصب المعطوف على أسماء هذه الحروف/ 191 / قبل مجئ الخبر، وبعده

- ‌مسألة [94]إذا استكملت أن وإن ولكن أسماءهن وأخبارهن، ثم جئ باسم هو في المعنى معطوف على أسمائهن

- ‌مسألة [95]لا يجيز بصري أن ترفع الاسم بعد العاطف قبل مجئ الخبر

- ‌مسألة [96]إذا خففت إن المسكورة فأهملت، وهو القياس، وجبت اللام

- ‌مسألة [97]إذا دخلت إن المكسورة المخففة على فعل فحقه أن يكون ناسخا، وقد يكون غير ناسخ

- ‌مسألة [98]إذا خففت أن المفتوحة وجب بقاء عملها، وحذف اسمها، وكونه ضميرا وكون خبرها جملة، وقد يذكر اسمها في الضرورة، فيجوز حينئذ كون خبرها مفردا وكونه جملة

- ‌مسألة [99]خبر أن المفتوحة المخففة أما جملة اسمية قدم مبتدؤها

- ‌مسألة [100]تخفف كأن فيبقى عملها وجوبا كما في أن، ويغلب فيها ما يجب في أن من حذف اسمها، وكون خبرها جملة

- ‌شواهد باب لا التي لنفي الجنس

- ‌مسألة [101]إذا ولي لا النافية للجنس نكرةً مفردةٌ، أي غير مضافة، ولا مشبهة بالمضاف، بُنيت على ما تنتصبُ به لو كانتْ معربةً

- ‌مسألة [102]قد يتناول العلم بواحد من المسميين به فيصير نكرة، فيدخل عليه لا التبرئة

- ‌مسألة [103]

- ‌مسألة [104]إذا عطفت على اسم (لا) ، ولم تكررها جاز في المعطوف الرفعُ

- ‌مسألة [105]تدخل الهمزة على لا التبرئة فيبقى أحكام اسمها وخبرها وأحكام توابع اسمها، وأكثر ذلك والاستفهام للتوبيخ

- ‌مسألة [106]يجبُ ذكرُ الخبرِ إذا كانَ غيرَ معلومٍ

- ‌شواهد باب ظنّ وأخواتها

- ‌مسألة [107]مِنْ تعدِّي (رأى) بمعنى (علم)

- ‌مسألة [108]لـ «درى» استعمالان، أغلبهما أن يتعدى بالباء

- ‌مسألة [109]لـ «تعلَّم» التي بمعنى (اعلم) استعمالان أغلبهما أن تتعدى إلى أن وصلتها

- ‌مسألة [110]لـ «زعم» استعمالان

- ‌مسألة [111]اختلف في تعدَّي (ألفي) إلى اثنين، فمنعَهُ قومٌ

- ‌مسألة [112]اخْتلِفَ في تعدِّي (عدَّ) بمعنى اعتقد إلى مفعولين فمنعه قومً

- ‌مسألة [113]تُستعمل (حسب) القلبيةُ متعديةً إلى اثنين بمعنى (ظَنَّ)

- ‌مسألة [114]تستعمل (خال) بالوجهين

- ‌مسألة [115]مِنْ تَعَدَّى (حجا) إلى مفعولين

- ‌مسألة [116]مِنْ تَعَدي (هَبْ) بمعنى (اعتقد) إلى مفعولين

- ‌مسألة [117]مما يتعدَّى إلى اثنين الأفعالُ الدالَّة على التصيير والتحويل

- ‌مسألة [118]يجوزُ إلغاء الفعلِ القلبي المتصرف بمساواة أن توسط

- ‌مسألة [119]إذا تقدَّم الفعل القلبي على مفعوليه لم يَجُزَّ إلغاؤه، وموهم ذلك محمول على جعل المفعول الأول ضميرَ شأنٍ محذوفاً، والجملة المذكورة مفعولاً ثانياً، أو على أنَّ الفعلَ معلَّقٌ بلام ابتداء مقدَّرة، كما تعلْق بها مظهره

- ‌مسألة [120]من معلّقات الفعل القلبي لام الابتداء

- ‌مسألة [121]

- ‌مسألة [122]

- ‌مسألة [123]أجرتْ سليمُ القولَ مجرى الظنِّ مطلقاً

- ‌شواهد أعلم وأرى

- ‌مسألة [124]مما يتعدَّى إلى ثلاثة: نبأ، وأنبأ، وخبر، وأخبر، وحدث

- ‌شواهد باب الفاعل

- ‌مسألة [125]مِنَ العربِ مَنْ يلحقُ الفعلَ المسندَ إلى الاثنين، أو الجماعة ألفاً، وواوًا، ونونًا دالة على حال الفاعل الآتي ذكره

- ‌مسألة [126]يجوزُ اضمارُ الفعلِ وحدَهُ إذا استلزمه ما قبله، أو أجيب به نفي أو استفهام، ظاهر أو مقدر

- ‌مسألة [127]يجوز في الكلام حذفُ تاءِ التأنيث من الفعلِ الماضي المسندِ إلى مؤنثٍ حقيقي

- ‌مسألة [128]اتفقوا على وجوب تأخير المحصور فيه بإنَّما، مرفوعًا كان أو منصوبًا، ليتَّضحَ بذلك المحصور فيه من غيره، واختلفوا في المحصور فيه بإلَّا

- ‌مسألة [129]أجاز الأخفش وابن جني وأبو عبد الله الطوال أن يعود ضمير من الفاعل المقدّم على المفعول المؤخّر

- ‌شواهد باب النائب عن المفعول

- ‌مسألة [130]

- ‌مسألة [131]أجاز الكوفيون والأخفش إسناد فعل المفعول إلى غير المفعول به مع وجوده

- ‌شواهد باب الاشتغال

- ‌مسألة [132]إذا كان الاسم السابق على الفعل الناصب لضميره واقعًا بعد أداة مختصة بالفعل وجب نصبه

- ‌مسألة [133]

- ‌شواهد باب تعدي الفعل ولزومه

- ‌مسألة [134]إذا كان في العامل المتعدّي بالحرف. ثم حذف الجار توسعًا نصب المجرور

- ‌مسألة [135]يجوز اسقاط الجار قياسًا من أنْ وأَنَّ

- ‌شواهد باب التنازع

- ‌مسألة [136]

- ‌مسألة [137]

الفصل: ‌ ‌مسألة [103] يجوز في نحو: (لا حول ولا قوة إلّا بالله)

‌مسألة [103]

يجوز في نحو: (لا حول ولا قوة إلّا بالله) خمسة أوجه، أحدها: فتح الاسمين، وهو أشهرُها، وعليه {فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ} [البقرة:197] ، فمن قرأ كذلك وهو الذي التزَمهُ الناسُ في المثالِ، فلو قِيلَ بوجوبه فيه إنْ لَمْ يكنْ سُمِعَ فيه غيرهُ لم يمتنعْ لجريانِه مجرى الأمثال لكثرة الاستعمال.

والثاني: رفعهما كما في الآية فيمن قرأ كذلك، وقال:[البسيط].

(وما هجرتُك حتَّى قُلْتِ معلنةً

لا ناقةً لي في هذا ولا جملُ)

والثالث: فتح الأول ونصب الثاني، كقوله: /222/ [السريع].

(لا نَسَبَ اليوم ولا خُلَّةً

اتَّسعَ الخرقُ على الراقعِ)

والرابع: فتح الأول ورفع الثاني، كقوله:[الكامل].

(هذا لعمُرُكُمُ الصَّغارُ بعينهِ

لا أمَّ إنْ كانَ ذاك ولا أبُ)

ص: 405

الخامس: عكسه، كقوله:[الوافر].

(فلا لغوٌ ولا تأثيمَ فيها

وما فاهوا به أبداً مُقيمُ)

فأما البيت الأول فإنَّهُ للراعي، ويُروي (وما صَرمتُك)، أي: ما قطعت حبلَ ودَّكِ حتى تبرأتِ منّي معلنةً بذلك، وضرب قوله: لا ناقةً لي

البيت، مثلاً لبراءتِها منه، وهو مثلٌ مشهورٌ في هذا المعنى.

و (لي) صفة. و (في هذا) خبر. وحذف مثلها من الثاني. وموضع الخبر نصبٌ أو رفعٌ على تقدير (لا) عاملةً عمل ليس، أو ملغاةً لتكرِّرها، وكون الرفع في النكرة بالابتداء أقيس من كونه بلا، لأن الكلامَ جوابٌ لمَنْ قالَ: ألَكَ ناقةً أو جملٌ؟ والرفع في ذلك على الابتداء والخبر واجبٌ، والأصل تناسب الجوابِ والمُجابِ. وأول القصيدة: /223/.

(قالت سُلَيَّمَى أتثوى أنت أم تَغِلُ

وقد ينسّيك بعضَ الحاجةِ الكسلُ)

ص: 406

فقلن ما أنا مَمَّنْ لا يوافقني

ولا ثوائي ألّا رَيْثَ ارتحلُ)

(أمّلتُ خيرَك هل تأتي مواعدةً

واليوم قصّر عن تلقائك الأملُ)

(وما صَرَمْتُكِ ........ ........ البيت)

يقال: وغل في السير وأوغل إذا جدَّ فيه. ومعنى البيت الثاني: من لا يوافقني فليس مني، ولا أنا منه، وليس ثوائي عنده إلّا قدر ما ارتحل عنه. و (التَّلقاء) بمعنى اللقاء، وكل مصدر هكذا فهو مفتوح التاء، كالتَّجوال والتَّطواف إلّا التَّلقاء والتَّبيان. وإمّا التَّلقاء في قوله:{تِلْقَاءَ أَصْحَابِ النَّارِ} [الأعراف:47] فظرفٌ لا مصدرٌ.

أما البيت الثاني فإنه لأنس بنَ العباس بن مرداس السُّلَميّ، وروي القالي عجزه: الفتق على الراتق، وهو الصواب، لأنَّ قبلَهُ:

(لا صلح بيني فاعملوه ولا

بينكم ما حملت عاتقي)

(سيفي وما منا بنجد وما

قَرْقَرَ قُمْر الواد بالشاهق /224/)

وفي البيتين فصل المتعاطفين بالجملة الاعتراضية، وتأنيث العاتق، والأفصحَ تذكيره، وفيه التضمين، وهو من العيوب، فإن قوله: سيفي معمول لـ «حملت» وحذف ياء المنقوص غير المنوّن للضرورة.

و (الراتق) الذي يلحم الفتقَ، يقول إنَّهُ أصابتْهُ شِدَّةٌ تبرَّأ منه فيها الولي والصديق، وضرب اتساع الخرق مثلاً لتفاقُمِ الأمْرِ.

والشاهد فيه: نصب المعطوف على إلغاء لا الثانية وزيادتها لتوكيد

ص: 407

الأولى، وجاز العطف على لفظ المبنى تنزيلَا لحركة البناء العارضة بسبب داخل دخل منزلة حركة الأعراب. ومثله: يا زيدٌ الفاضلُ، برفع الصفة.

هذا قول النحويين، قال الناظم: وهو عطف على محل اسم (لا) بعد دخولها، فإنَّ له محلين، محلاً قيل دخولها وهو الرفع بالابتداء، ومحلاً بعد دخولها وهو النصب بلا، فإنها عاملةٌ عملَ إنَّ.

وقال يونس في (خُلةً): أنه مبني، ولكنه نون للضرورة. وليس بشيء.

وفي البيت قطع ألف الوصل في الدرج للضرورة، وحسَّنَهُ هنا أنَّها في أول الشطر الثاني من البيت، وهو محل ابتداء.

وأما البيت الثالث فقال سيبوية: لرجلٍ من مَدْحج، وأبو رياش: لهمام أخي /225/ جساس ابني مرة، والأصفهاني: لضمرة بن ضمرة، ويشكل عليه ندلؤه ضمرة في أول بيت من القصيدة، وسيأتي، وقد يكون نادي آخر اسمه كأسمه، والحاتمي: لابن احمر، وابن

ص: 408

الأعرافي: لرجل من بني عبد مناف قبل الإسلام بخمس مئة سنة، وروى: وجدكم بدل لعمركم.

و (الصَّغار) كالهَوان وزناً ومعنىً. خاطب بهذا البيت أمَّهُ، وأهْلَهُ كانوا يؤثرون عليه أخاه جُنْدُباً، وقبلَهُ:

(أضمرُ أخبرْني ولستَ بكاذبٍ

وأخوك نافعُكَ الذي لا يكْذبُ)

(أمِنَ السويَّةِ أنْ إذا استغنيْتُم

وسعدتُّم فأنا البعيدُ الأخيبُ)

(وإذا الشدائدُ بالشدائدِ مرةً

أشجَتْكُم فأنا الحبيبُ الأقربُ)

(ولجُنْدَّبٍ سَهْلُ البلادِ وغَدْبُها

ولي المِلاحُ وحَزْنُهن المُجْدِبُ)

(وإذا تكونُ كريهةً أدْعَى لها

وإذا يُحاسُ الحَيْسُ يُدْعىً جُنْدُبُ)

وبعده: /226/.

(عجبٌ لتِلْكَ قَضيّةٌ وإقامتي

فيكم على تلكَ القضية أعْجَبُ)

يقول: إذا كانت شدة دعوني لعلمهم أنَّي أغْنَي عنهم، وإذا كان رخاءٌ دعوا جُنْدُباً، وهذا عين الهوان، فإن رضيت به فليس لي أمُّ ولا أبٌ معروفان. بل أنا حينئذ لقيطٌ.

وفيه الاعتراض بين المبتدأ والخبر بالقسم، وبين المتعاطفين بالشرط، وزيادة الباء في كلمة العين المؤكدة بها، كما يقال: جاءَ زيدٌ بعينهِ.

وقيل: إنَّ (بعينه) في البيت في موضع الحال، أي هذا الصَّغارُ حقاً.

ص: 409

وقوله: (إن كان ذاك) أي احتمال ذاك وإلّا فذاك كابن.

والشاهد فه: رفع الاسم الثاني مع فتح الأول، وذلك إما على إلغاء (لا) الثانية، ورفع تاليها بالعطف على محل الأول مع اسمها، وعلى هذا فخبرُها واحدٌ. وأما على تقدير (لا) الثانية مقيداً بها عاملة عمل ليس، فيكون لكل من الأولى والثانية خبرٌ يخصُّها، لأنَّ خبرَ الأولى مرفوعٌ، والثانيةِ منصوبً.

و (ضمرٌ) مرخَّم ضمرة. وجملة (وليست /227/ بكاذب) حاليةٌ أو مستأنفةٌ، فهي توصيةً له بالصِّدْقِ على الأول وثناءٌ عليه به على الثاني. والأظهرُ الأول. لكن يُروي: ولستَ بصادقي.

و (السَّوِيَّة) العدل. و (الاجنب) بالجيم والنون، من الجنابة وهي البعد. ويروي بالخاء المعجمة والياء، من الخيبة. و (الكريهة) القصة المكروهة، وأنَّثَتْ بالثاء لغلبة الاسمية كالنطيحة. و (الحيس) طعام فاضل عندهم، يتخذ من سمن وأقط. و (جُنْدُبِ) بضم الدال وفتحها. (الثماد) جمع ثمد، وهو الماء القليل. و (المِلاح) بكسر الميم، جمع مَليح، وهو الماء المالح. و (عجباً) مصدر نائب عن (أعجب) ، ويُروي بالرفع على الابتداء، وإن كان نكرةَ، لتضمُّنِه معنى التعجب، أو لأنَّه مصدرٌ في الأصل، وإنما عُدِلَ إلى رفعةِ لإفادةِ معنَى الثبوت.

وأما البيت الرابع فإنه لأمية بن أبي الصَّلْت من كلمةٍ أولها:

(سلامَك رَّبنا في كلَّ فَجْرٍ

بريئاً ما تليق بك الذمومُ)

(عبادُك يخطئون وأنت رَبَّ

بكفيّك المنايا والحتومُ)

ص: 410

ومنها يذكر القيامة وأهل الموقف والجنة والنار.

(غداة يقول بعضُهم لبعضٍ

ألا يا ليت أمُّكُمُ عَقيمُ)

(فلا تدنو جهنمُ مِنْ بَرِئٍ

ولا عدنً يحلُّ بها الأثيمُ)

(ونخلَّ ساقطً القِنوانِ فيه

خلال أصول رطب قميم)

(وتفاحٌ ورمّانٌ وتينٌ

وماءٌ باردٌ عذبً سليمُ)

(وحورً لا يريْنَ الشمسَ فيها

على صور الدُّمَى فيها سهومُ)

(نواعم في الأرائك قاصرتٌ

فهُنَّ عقائل وهم قُرومُ)

(على سررٍ تُرَى متقابلاتٍ

ألا ثَمَّ النضارةُ والنعيمُ)

(عليهم سندسٌ وجيادُ رَبْط

وديباجُ يُرَى فيهم قتومُ)

(وتحتهم نمارق من دِمَقسٍ

ولا أحد يَرى فيهم سئيم)

(ولا لغوّ ولا تأثيمٌ فيها

ولا حَيْنٌ ولا فيها مُليم)

(وفيها لحم ساهرةٍ وبَحْرٍ

وما فاهوا به لهم مقيم)

كذا ثبت هذا البيتان في ديوانه الذي رواه علماء اللغة والشعر.

ويتبين بذلك أن النحويين حرّفوه، فركبوا صدر بيت على عجز آخر. وأورد المفسرون البيت على /229/ الصواب عندما تكلموا على تفسير قوله تعالى {فَإِذَا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ} [النازعات:14] ، فقالوا: الساهرة، وجه الأرض، وأنشدوا.

والمعنى: وفيها لحم بَرٍّ وبَحْرٍ، ورواه بعضُهم: وفيها لحمُ ساهرةٍ وطيرٌ.

ومن الغريب قولُ قتادة: الساهرةُ جهنم، لأنها لا نوم فيها.

ص: 411