الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقوله: [مجزؤ الكامل]
(تنفكُّ تسمَعُ ما حَييتَ بها لكِ حتى تكونَه)
أي: لا تزال تسمع مات فلان حتى تكون الهالك، والخطاب لغير مُعين، مثله في النثر: يشر مال البخيل بحادث أو وارث.
و (تسمع) خبر، والباء وحتى متعلقان به، و (ما) ظرف له، والهاء من (تكونه) راجعة للهالك، باعتبار لفظه دون معناه، لأن السامع غير المسموع. ومثله، مسألة التنازع: ظنني وظننتُ زيدًا قائمًا إياه. وقد غمض هذا المعنى على ابن الطراوة، فمنع المسألة وخالف الأئمة.
وبعده:
(والمرء قد يَرجو الرجاء مُغَيبًا والموتُ دونَه)
وكان أبو بكر الصديق رضي الله عنه كثيرًا ما يتمثلُ بهما.
مسألة [64]
ما تصرف من كان وأخواتها فحكمه حكمها
، كقوله:[الطويل].
(ببَذْلٍ وحِلْم سادَ في قومهِ الفتى
…
وكونُك إيّاهُ عليكَ يَسيرُ)
وقوله: [الطويل].
(وما كلُّ مَنْ يُبْدي البَشاشةَ كائنًا
…
أخاك إذا لم تُلْفهِ لَكَ مُنْجِدا)
وقوله: [الطويل].
(قضَى اللهُ يا أسماءُ أَنْ لستُ زائلاً
…
أُحبُّكِ حتَّى يُغْمِضَ العَيْنَ مُغْمِضُ)
فأما البيت الأول فشاهد على أعمال مصدر كان، وقوله:(ببذلٍ) متعلق بـ (ساد)، وقُدم للاختصاص أو الاهتمام، وعاد الضمير من (قومه) للفتى، مع تأخُّره لفظًا، لتقدّمه رتبة، ونظيره:{فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُّوسَى} ، والكاف مرفوعةُ المحل، لأنها اسم الكون، و (إياه) الخبر، جاء منفصلاً لأنه في الأصل خبر المبتدأ، مع أن العامل ضعيف عن أنْ يتَّصلَ به مضمران، وضعفه بكونه اسمًا، فاجتمع هنا ما افترق في قوله:[الطويل].
(لئن كان إيّاهُ لقد حال بَعْدَنا
…
عن العهد والإنسان قد يتغير)
وفي قولك: عجبت من ضربك إياه، ولو وصل لكان ذلك أضعف منه في قوله:[الوافر].
(وَمَنْعَكِها بشيء يُستطاع)
وفي البيت رد على من زعم أنَّ الكون مصدر لكان التامة، وأن المنصوب
في نحو: عجبتُ كن كونه فاضًلا، حالٌ لا خبر، إذ لا يمكن دعوى الحالية في الضمير.
نعم، قد يجوز على أن يكون الأصل، وكونُك مِثْلَهُ، ثم أقيم الضمير مقام مثل، فتكون حاليّة على سبيل النهاية.
كما أجاز الخليل: مررْتُ بزيد زُهيرًا، على الحالية، وبرجلٍ زُهيرٍ، على نعت النكرة.
وكما قال جماعة في: (قضية ولا أبا حَسَنٍ لها). وقوله: [الرجز].
(لا هَيْثَمَ الليلةَ لِلْمَطِيِّ)
إن العلمَ وقع اسمًا لـ (لا)، باقيًا على علميته، لكونه على إضمار (مثل)، وعلى ذلك خرج ابن الحاجب قولهم: فإذا هو إياها، وقال: الأصل فإذا هو موجود مثلها.
وأما البيت الثاني فشاهد على أعمال اسم فاعل كان، ومثله ما جاء في الحديث:«إن هذا القرآن كائن لكم أجرًا» .
وفيه أيضًا أعمال ما النافية عمل ليس، وذكر السيرافي أنه لا يحفظ عليه شاهدًا شعريًا إلا بيتًا واحدًا، وقد جاءت أبيات هذا أحدها.
و (البَشاشة) بفتح الفاء، مصدر (بَشِشْتُ) بكسر العين أَبشُ بفتحها، وهي طلاقة الوجه.