الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وفي نسخ من الشرح: تَسَور سَوارٌ وهو تحريف. وألف (ليفعلا) مُبْدَلَةٌ من النون الخفيفة، والجملة جواب القسم.
مسألة [57]
من ذكر الخبر بعد لولا قول الزبير: [الطويل].
(ولولا بنوها حولها لخبطتها)
وقول المعري: [الوافر].
(يذيبُ الرعبُ منه كل عَضبٍ
…
فلولا الغمد يمسكه لسالا)
فأما البيت الأول فوقع محرفًا في شرحي الكافية والخلاصة، والصواب فيه (لخبطتُها) من الخبط لا من الخِطْبة، لأن تمامه:
(/95/ كخَبْطةِ عُصْفورٍ ولَمْ أتلعْثَمِ)
والزبير هو ابن العوام حواري رسول الله صلى الله عليه وسلم، أي ناصره، وابن عمته صفية بنت عبد المطلب، ويلتقي معه في قُصي، وأحد العشرة المشهود لهم بالجنة، وأحد الستة الذين جعل عمر فيهم الخلافة، وأخبر أنه عليه السلام تُوفي وهو عنهم راضٍ. قتل بوادي السباع بناحية البصرة سنة ست وثلاثين، وقد نَيفَ عن الستين بستٍ أو سبعٍ أو أربع. والضمير في (بنوها)
لزوجته أسماء بنت الصديق رضي الله عنهم أجمعين، وهي ذات النطاقين، وكان الزبير ضرابًا للنساء، وكانت أسماء رابعة أربع نسوة عنده، فإذا غضب على إحداهن ضربها بعود المشجب حتى يكسره، وكان أولاد أسماء يحولون بينه وبين ضربها ولاسيما ولدها عبد الله.
ويقال: خبطتُ الشجرةَ، إذا ضربتَها بالعصا، ليسقط ورقها، و (تلعثم) في الأمر: تمكث وتأنى.
والشاهد في قوله: (حَوْلَها).
وأما البيت الثاني فإنه في صفة السيف، ومعناه: أن سيف هذا الممدوح تهابه السيوف، كما أن هذا الممدوح تهابه الرجال، حتى أن السيوف يذوب حديدها، فلولا أن أَغمادها تمسكُها لسالت، ومنه متعلق بالرعب، ومفعول (يُذيب)، والخبر قوله (يمسكه)
وليس ذكر هذا البيت للاستشهاد، بل للتمثيل، لأن المعَرّى لا يحتج بشعره، وقد لحنه في هذا البيت القائلون بوجوب حذف بعد لولا مطلقًا.
ويمكن تخريجه على غير الخبر، وهو أن يكون الأصل: أنْ يمسكَه، وتكون أن وصلتها بدل اشتمال من (الغمد)، ثم حُذِفَ (أن) ورُفِعَ الفعلًُ.
وأما تخريج بعضهم له على أنه حال والخبر محذوف، أي لولا الغمد موجود ممسكًا له، فمردود بما ذكره الأخفش من /96/ أنهم لا يذكرون الحال بعد لولا كما يذكرون الخبر.