الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(الأشاجع) أصول الأصابع.
مسألة [24]
يؤخر اللقب عن الاسم غالبًا
، وقد يقدم عليه، ذكره ابن الخباز في النهاية، وأنشد عليه:[الوافر]
(أنا ابن مزيقيا عمرو وجدِّي
…
أبوُه عامرٌ ماءُ السماءِ)
وذكره ابن مالك في شرح التسهيل، وأنشد عليه:[البسيط].
(أبلغ هذيلاً وأبلغْ من يُبلِّغُها عنِّي حديثًا وبعضُ القول تجريبُ)
(بأن ذا الكلبِ عمرًا خيرَهَم حسبًا
…
ببَطْنِ شَرْيانَ يعوي حولهُ الذيبُ)
فأما البيت الأول فهو لبعض الأنصار، والأصل فيه: أنا بن عمرو مزيقيا، وعمرو هذا هو: ابن عامر بن حارثة الأزدي، كان من ملوك اليمن، وكان يلبس كل يوم حلتين، فإذا أصبح مزقهما كراهية أن يلبسهما ثانيًا، وأن يلبسهما غيره، فلقّب بذلك، وأبوه عامر، وهو الذي خرج من اليمن لما أحس بسيل العرم، وكان قومه إذا أجدبوا مانَهُمْ حتى يُخْصِبوا، فلقب ماء السماء، لأنه ينوب عنه، وهذا البيت اشتمل على تقديم اللقب وتأخيره.
وقوله (وجدي أبوه) مبتدأ وخبر، والهاء عائدة على عمرو.
وأما البيت الثاني فإنه لجنوب أخت عمرو ذي الكلب، ترثيه، وأول القصيد:
(كل امرئ بطوال العيش مكذوب
…
وكل مَنْ غالب الأيام مغلوب)
(بينا الفتى ناعمٌ راضٍ بعيشته
…
سِيقَ لَهُ من نوازي الشرِّ شؤبوب)
(يلوي به كل يوم لَيّةً قَذَفًا
…
فالمنسمان معًا دامٍ ومنكوبُ)
وبعد البيتين:
(الطاعنُ الطعنةَ النجلاءَ يَتْبَعُها
…
مُثْعَجِزٌ من نَجيعِ الجَوْف أُثعوبُ)
(تمشي النسور إليه وهي لاهيةٌ
…
مَشْيَ العذاري عليهنَّ الجَلابيبُ)
(المخرجُ الكاعبَ الحسناء مُذْعِنَةً
…
للسبي يَنْفَحُ من أردانِها الطيبُ)
(طَوال) بالفتح: جمع طُول بالضم، وأما الطُّوال بالضمَ، فالطويل، وأما الطوال بالكسر، فجمع طويل، و (النوازي) جمع (نازية) من نزا ينزو، إذا علا ووثب، و (الشؤبوب) الدُّفعة من المطر وغيره، و (القَذَف) البعيد، و (المنسم) بفتحة فكسرة: خفٌ البعير، وأستعير هنا لقدم الإنسان و (نكبته) الحجارة بالتخفيف، إذا لثمته، و (النجلاء) /47/ الواسعة، وآثعنجر: انصب مطاوع ثَعْجَرَةُ، و (النجيع) الدم، و (الأثعوب) كالأسكوب وزنًا ومعنى، وشريان بفتح الشين المعجمة، اسم وادٍ، وكأنه منقول من واحد الشرايين وهي العروق النابضة، وقد يقال في واحد الشرايين، شريان بكسر الشين.