الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
شواهد باب العلم
مسألة [23]
من العلم المنقول ما نقل عن جملة فعلية مستتر فاعلها، والحكاية في ذلك واجبة مثلها في المنقول عن جملة صرح بفاعلها، ومثاله أن تسمى بيقوم، من قولك زيد يقوم، وشاهده قول الشاعر:[الوافر].
(نُبئّتُ أخوالي بَني يزيدُ
…
ظُلْمًا علينا لهمُ فَديدُ)
فقال: يزيد بالضم، لأنه قدره منقولاً من قولك: المال يزيد، ولو قدر منقولاً من قولك: يزيد المال لإعرابه، فقال: بني يزيد، بالفتح.
وزعم ابن يعيش أن الرواية تزيد، بالتاء من فوق، قال:
وهو تزيد بن حلوان، أبو قبيلة، وإليه تنسب البرود التزيدية، ورده ابن الحاجب بأن الرواية إنما صحت بالياء، آخر الحروف، وبأن (تزيد) بالتاء من فوق، لم يسمع في كلامهم. إلا مفردًا، كقوله:[الكامل].
(يعثرن في حد الظبات كأنما
…
كسيت برود تزيد الأذرع)
قوله: (في حد الظبات) حال لا متعلق بـ (يعثرن)، والفديد: الصوت، وأسماء الأصوات تأتي على الفعيل كثيرًا، كالصهيل والهدير والشهيق والنهيق والزفير والأزيز، و (بني) بدل أو صفة، ويرجح الثاني، أن البدل حقه أن يكون بالأسماء الموضوعة للذات، باعتبار أنفسها كزيد وعمرو، وأن الصفة حقها أن تكون بالأسماء الموضوعة لها باعتبار معنى هو /45/ المقصود، كالعالم ونحوه وابن كذلك قيل: ويجوز أن يكون مفعولاً ثالثًا، وفيه نظر، لأنه يكون حينئذ قد نُبِّئ بأن أخواله بنو يزيد، ومثل هذا لا يحتاج
إلى أن يخبره به غيره، وإنما المفعول الثالث (ظلما) بمعنى ذوي ظلم، أو بمعنى ظالمين، أو عليهما فقوله (لهم فديد) مفسر لظلمهم، وقيل: يجوز أن يكون (ظلمًا حالاً، أو مفعولاً لأجله، وفيه نظر، أما الحال فلأن صاحبها إما ضمير لهم فيؤدي إلى تقديم الحال على عاملها المعنوي، والأكثرون يمنعونه مطلقًا، وأما (أخوالي) فيؤدي إلى تقييد المبتدأ من حيث هو مبتدأ، وذلك ممتنع، لا يقال: زيد ضاحكًا يقوم، على أن (ضاحكًا) حال من زيد، بل على أنه حال من ضمير (يقوم)، وأما المفعول له فلأنه إما تعليل لـ (نبئت) وهو لم ينبأ بذلك لأجل ظلمهم، أو للاستقرار، فيلزم تقديم المفعول له على عامله المعنوي، وهذا ممتنع في الحال مع شبهها بالظرف، فما الظن بالمفعول له، أو الفديد، فيلزم تقديم معمول المصدر عليه، والأكثرون يمنعونه في الظرف، فما الظن بغيره، ونظير هذا البيت في الاستشهاد قول رؤبة في ابنته:
(سميتها إذْ وُلِدَتْ تموتُ
…
والقبرُ صِهْرٌ ضامنٌ زَميتُ)
(ليس لمن ضُمِنه تَربْيتُ)
(الزميت) بالزاي المفتوحة: الوقور، و (التربيت) التربية، وقول حسان رضي الله عنه:
(عاري الأشاجع من ثقيف أصله
…
عَبْدٌ ويَزْعُمُ أنهُ مِنْ يَقْدُمُ)