الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
والأرجح في قوله (ذمّ) كسر الميم الذي هو واجبٌ إذا فكّ الادغام على لغة الحجاز، ودونه الفتح للتخفيف، وهو لغة بني أسد، والضم ضعيف، ووجهه إرادة الإتباع، و (المنازل) جمع منزل أو منزلة، فهو كالمساجد أو كالمحامد، وهو أولى، لقوله: منزلة اللوى، و (بعد) إما حال من المنازل، أو ظرف للأمر، وفيه حذف، أي بعد مفارقة منزلة اللوي، و (العيش) عطف على (المنازل)، و (الأيام) صفة للإشارة، أو عطف بيان.
ويروى (الأقوام) بدل (الأيام)، فلا شاهد فيه. وزعم ابن عطية أن هذه الرواية هي الصواب، وأن الطبري غلط إذ أنشده (الأيام)، وأن الزجاج تبعه في هذا الغلط.
مسألة [27]
دخول حرف التنبية على المجرد من الكاف كثير
، نحو: هذان وعلى المقرون بها دون اللام قليل، نحو: هذاك، وعلى المقرون بهما ممتنع، ومن القليل قوله:[الطويل].
(رأيتُ بني غبراء لا ينكرونني
…
ولا أهلُ هذاك الطِّرافِ الممددِ)
وهذا البيت لطرفة بن العبد، من معلقته، وأولها: /49/.
(لخولة أطلالٌ ببرقةِ ثَهْمَدِ
…
ظللتُ بها أبكي وأُبكي إلى الغَدِ)
(وقوفًا بها صحبي علي مطيَّهم
…
يقولون لا تهلكْ أسى وتجلدَ)
ومن محاسنها قوله:
(ووجه كأن الشمس ألقت رداءها
…
عليه نقي اللون لم يتخدَّدِ)
وقوله:
(إذا القوم قالوا من فتى خلت أنني
…
عنيت فلم أكسل ولم أتبلدِ)
ولست بحلال التلاع مخافةً
…
ولكن متى يسترفد القومُ أرفدِ)
وقيل البيت:
(ومازال تَشرابي الخمور ولذتي
…
وبيعي وإنفاقي طريفي ومتلدي)
(إلى أن تحامتني العشيرة كلها
…
وأفردت أفراد البعير المعبَّدِ)
وبعده:
(ألا أيهذا الزاجري احضُرَ الوغي
…
وأن أشهد اللذاتِ هل أنت مُخلدي)
(فإن كنت لا تستطيع دفع منيتي
…
فدعني أبادرها بما ملكت يدي)
ويأتي شرح هذا، إن شاء الله تعالى، في باب إعراب الفعل، ومنها:
(ستُبدي لك الأيامُ ما كنتَ جاهلاً
…
ويأتيك بالأخبار من لم تزودِ)
(ويأتيك بالأنباء من لم تَبِعْ له
…
بتاتًا ولم تضرِبْ له وقتَ موعدِ)
ومنها:
(وظلم ذوي القُربى أشَدُّ مضاضةً
…
على المرء من وقع الحسامِ المهنَّدِ)
و (خولة) امرأة من كلب، و (البُرقة) بضم الباء، رابية فيها رمل وطينَ، أو طين وحجارة يختلطان، و (ثَهْمَد)، بالثاء المثلثة: موضع.
والبيت الثاني توارد فيه مع امرئ القيس إلا في شطر كلمة، وهما: وتجلد وتجمل، وكان أبو هلال صاحب الصناعتين ينكر المواردة حتى /50/ وارد غيره في قوله:[الطويل].
(سفرن بدورًا وانتقبن أهلَّةً
…
ومَسْنَ غصونًا والْتَفَتْنَ جآذرا)
فاعترف بها.
قال المتنبي: الشعر ميدان والشعراء فرسان، فربما اتفق توارد الخواطر كما قد يقع الحافر على الحافر، وطرفة أول من ذم سرقة الشعر فقال:[البسيط]
(ولا أغير على الأشعار أسرقها
…
عنها غنيت وشر الناس من سرقا)