الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قصر، أي: ما قصروا في بري، والأكثر (ألا) مخففًا يألو، كغزا ودعا.
وزعم ابن السيد أن التشديد للتكثير، ولو صح لم يكن مدحًا. وأما:{وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ} فمؤول، و (كان) بمعنى حصل وحضر، وقولهم: وجد غير حسن لتفسيرهم فعل الفاعل بفعل المفعول.
ويروى: يُهرمه ويُهلكه، و (القُرّ) البرد، و (الفَتَاء) بالمد، حِدّة الشباب، وأما المقصور فواحد الفتيان.
وهذا البيت يأتي إن شاء الله في باب العدد.
مسألة [68]
من استعمال (بات) تامة
قوله: [المتقارب].
(بات وباتَتْ له ليلةٌ)
وتمامه:
(كليلةِ ذي الغائر الأرتمدِ)
وهو لامرئ القيس بن حجر، هذا هو الثابت في كتاب أشعار الشعراء
الستة، وقال ابن دريد: إنما هو لامرئ القيس بن عابس، أدرك الإسلام. وقبله:
(تطاول ليلك بالأثْمُدِ
…
ونامَ الخَليُّ ولم تَرقُدِ)
وبعده:
(وذلك من نبأٍ جاءني
…
وخُبرته عن أبي الأسودِ)
وقوله (ليلك) خطاب لنفسه، والأصلي (ليلي)، ومثله قول الأعشى:[البسيط].
(وَدِّع هريرةَ إنّ الركبَ مرتحِلُ
…
وهل تُطيقُ وَداعًا أيُّها الرجلُ)
وهو كثير.
و (الأَثْمُد) بفتح الهمزة وضم الميم: موضع، و (الخَلِيّ) الخالي من الهموم. والضمير في (بات) وفي (له) مُلْتَفَتُ بهما عن الخطاب إلى الغيبة /117/، والواو في (وباتَ) للعطف، و (باتَتْ لَهُ ليلةً) للعطف والحال، وهو أولى، أي: وبِتُّ والحال أن بيتوتتي كانت شديدة، ودلّ على شدتها بالتشبيه المذكور، وإسناد البيتوتة إليها مجازي.
و (بات) فيهما تامة، وهو محل الاستشهاد، فالجار والمجرور متعلق بالثانية لا باستقرار محذوف هو خبر، فإن ذلك لا يحسن لزوال التطابق، ولأنه لو قيل: باتت ليلته، كان كافيًا.