الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وأما بيتُ المتنبي فإنّما ذكر تمثيلاً لا استشهادًا، إذ لا يقوم حجةً لكلامِه /132/.
مسألة [73]
زال وأخواتها لانتفاء ما بَعْدَها، ويدخل عليها النفي، فيصيرُ الكلام إيجابيًا، فيمتنع اقتران كل من معموليها بألا، إذ شرط الاستثناء المفرغ أن لا يكون الكلام إيجابيًا
، فلا يُقال: مازال عالمًا إلا زيدٌ، ولا مازال زيد إلا عالمًا. فأما قول ذي الرُّمَّة:[الطويل].
(حراجيحُ لا تنفكُ إلا مُنَاخَةً
…
على الخَسْفِ أو نَرمي بها بلدًا قَفْرًا)
فمنهم من غلطهُ، ومنهم من غلط الرواة، وقال: الصوابٌ (إلا) بالتنوين، والإلُّ يُطلق على الشخص، والنَّسمَةِ، فهو الخبر، و (مُنَاخةٌ) صفة، وروي أنه أنشده على الاستثناء، فأُنكر عليه، فتفطن
لغلطِه، فقال: إنما قلت: (إلا). ومنهم من تأوّله فقال جماعة منهم ابن مالك: إنما الخبر (على الخسف)، و (مُناخةٌ) حال.
أي: ما تنفك على الخَسْف في حالة من الأحوال إلا في الاناخة، فإن لها فيها راحةً وليس بشيء لأن المانع من استثناء المفرَّغ في الخَبر مانع منه في الحال.
وقيل: (مُناخة) حال، و (تنفك) تامةٌ، أي ما تنفصل عن التَّعَب، إلا في حال إناخة على الخَسْفِ إلى أن نرمي بها، أو لا نرمي بها، وهذا أجودُ ما قيل، لأن الكلام مع التامة نفي لا إيجابٌ، وقيل:(إلا) زائدة مثلها في قوله: [الطويل].
(أرى الدهر إلا منجنونًا بأهْلهِ
…
وما صاحب الحاجات إلا معذبًا)
كذا رواه المازني، ولم يُثبت أكثر النحويين زيادة (إلا).