المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌مسألة [60]المبتدأ نوعان، أحدهما أن يكون متعددا مخبرا عن أجزائه، فيجب في خبره أمران: التعدد والعطف بالواو - تخليص الشواهد وتلخيص الفوائد

[ابن هشام النحوي]

فهرس الكتاب

- ‌شواهد باب الكلام وما يتألف منه

- ‌مسألة [1]قد يقصد بالكلمة الكلام

- ‌مسألة [2]/6/ تسميتهم الكلام كلمة مجاز من باب تسمية الشيء باسم بعضه كتسمية القصيدة قافية

- ‌مسألة [3]تنوين الترنم

- ‌مسألة [4]/8/ التنوين الغالي اللاحق للروي المقيد

- ‌شواهد باب المعرب والمبني

- ‌مسألة [5]ذو على وجهين

- ‌مسألة [6]في (الأب) مضافاً إلى غير الياء ثلاث لغات

- ‌مسألة [7]في الأخ مضافاً لغير الياء اللغات الثلاث

- ‌مسألة [8]في الهن مضافاً لغير الياء اللغات الثلاث

- ‌مسألة [9]كلا وكلتا عند البصريين مفردان لفظاًمثنيان معنى

- ‌مسألة [10]مما جمع الواو والنون غير مستوفٍ لشروط ذلك أهل ووابل

- ‌مسألة [11]يجوز إجراء باب السنين مجرى غسلين

- ‌مسألة [12]نون الجمع وما حمل عليه مفتوحة للتخفيف وقد تكسر على أصل الساكنين، وذلك في الشعر لا في النثر، وبعد الياء لا بعد الواو، وهذا الشرط أهملوه

- ‌مسألة [13]نون المثنى

- ‌شواهد باب النكرة والمعرفة

- ‌مسألة [14]

- ‌مسألة [15]

- ‌مسألة [16]إذا اجتمع ضميران، أولهما أعرف، وليس مرفوعًا، بغير كان وأخواتها، فالثاني منهما على ثلاثة أقسام

- ‌مسألة [17]

- ‌مسألة [18]إذا نصبت ياء المتكلم بفعل وجبت نون الوقاية ولو جامدًا

- ‌مسألة [19]إذا نصبت الياء ب "ليت" وجبت النون

- ‌مسألة [20]إذا انتصب الياء بـ "لعل" فالغالب ترك النون

- ‌مسألة [21]إذا جُرَّتِ الياء بمن أو عن وجبتِ النون حفظًا للسكون

- ‌مسألة [22]إذا جرت الياء بلَدُن أو قد أو قط فالغالب إثبات النون

- ‌شواهد باب العلم

- ‌مسألة [23]

- ‌مسألة [24]يؤخر اللقب عن الاسم غالبًا

- ‌شواهد باب الإشارة

- ‌مسألة [25]من الأسماء المشار بها إلى المفرد المؤنث تا

- ‌مسألة [26]الغالب في أولاء أن يكون للعقلاء، وقد يأتي لغيرهم

- ‌مسألة [27]دخول حرف التنبية على المجرد من الكاف كثير

- ‌مسألة [28]هنا للمكان

- ‌مسألة [29]يقال: هُنا بوزن هُدى: للقريب، فإذا زدت الكاف صار للبعيد

- ‌شواهد باب الموصول

- ‌مسألة [31]الغالب استعمال اللائي لجمع المؤنث

- ‌مسألة [32]الغالب استعمال الألى لجمع المذكر، وقد يستعمل لجمع المؤنث

- ‌مسألة [33]قد تطلق (مَنْ) على ما لا يعقل، إذا عومل معاملة العاقل

- ‌مسألة [34]

- ‌مسألة [35]طيئ تستعمل ذو بمعنى الذي

- ‌مسألة [36]زعم الكوفيون أن (ذا) تستعمل موصولة وإن لم تسبقها (من) ولا (ما)

- ‌مسألة [37]

- ‌مسألة [38]قد توصل (أل) بالمضارع في الضرورة

- ‌مسألة [39]لا يحذف العائد المرفوع بالابتداء إذا لم تطل الصلة

- ‌مسألة [40]يحذف العائد المتصل المنصوب كثيرًا إن كان بالفعل

- ‌مسألة [41]يجوز حذف العائد المجرور بالإضافة

- ‌مسألة [42]قد يحذف للضرورة العائد المجرور بالحرف وإن لم يكن الموصول مخفوضًا بمثل ذلك الحرف

- ‌شواهد باب المعرف بالأداة

- ‌مسألة [43]قد تزاد ألْ للضرورة في اسم مستغنٍ عنها، إما بكونه معرفة بدونها، أو بكونه، واجب التنكير

- ‌مسألة [44]إذا غلب اسم بالألف واللام على بعض من هوله لم يجز نزعها منه إلا في نداء

- ‌شواهد باب المبتدأ والخبر

- ‌مسألة [45]المبتدأ نوعان: مفتقرٌ إلى الخبر كزيد قائم، ومستغنٍ عنه

- ‌مسألة [46]إذا أُخبر بصفةٍ عن اسم وهي في المعنى لغيره، ورفعت ضميره، وخُشِيَ الإلباس وجب إبراز ذلك الضمير إجماعًا

- ‌مسألة [47]قد يخبر باسم الزمان عن الجُثَّة إذا كان اسم الجُثَّة على حذف مضاف

- ‌مسألة [48]يجب تأخير ما حصر من مبتدأ

- ‌مسألة [49]قد يبتدأ بالنكرة في غير المسائل المذكورة في الخلاصة

- ‌مسألة [50]الصفة المقدرة في تسويغ الابتداء بالنكرة كالصفة المذكورة

- ‌مسألة [51]يجب تأخير الخبر إذا استوى الجزءان تعريفًا وتنكيرًا

- ‌مسألة [52]إذا لابس المبتدأ ضميرًا عائدًا على بعض الخبر لزم تقدم الخبر

- ‌مسألة [53]يجوز حذف المبتدأ لدليل

- ‌مسألة [54]يجوز حذف الخبر لدليل

- ‌مسألة [55]إذا أُخبر بمصدر مُبْدلٍ من اللفظ بفعله وجب حذف المبتدأ

- ‌مسألة [56]

- ‌مسألة [57]

- ‌مسألة [58]يجب حذف الخبر إذا كان المبتدأ قد عُطِفَ عليه اسم بواو هي نصّ في المعيّة

- ‌مسألة [59]منع الفراء وقوع الجملة الحالية السادة مسد خبر المبتدأ فعليةً

- ‌مسألة [60]المبتدأ نوعان، أحدهما أن يكون متعددًا مُخْبَرًا عن أجزائه، فيجب في خبره أمران: التعدد والعَطْفُ بالواو

- ‌شواهد باب كان وأخواتها

- ‌مسألة [61]اختلف في (ليس)، فقال الجزولي: هي للنفي مطلقًا، وقال الجمهور: هي لنفي الحال

- ‌مسألة [62]إنما تستعمل زال وأخواتها ناقصة بعد نفي أو نهي أو دعاء

- ‌مسألة [63]قد يكون النافي مقدرًا

- ‌مسألة [64]ما تصرف من كان وأخواتها فحكمه حكمها

- ‌مسألة [65]يجوز توسُّط خبر ليس، خلافًا لابن درستويه

- ‌مسألة [66]يجوز توسط خبر (دام) خلافًا لابن معطٍ

- ‌مسألة [67]من استعمال (كان) تامة

- ‌مسألة [68]من استعمال (بات) تامة

- ‌مسألة [69]لا يلي كان أو إحدى أخواتها ما ليس بظرف أو مجرور من معمول خبرها

- ‌مسألة [70]لا يزاد من الأفعال بقياس إلا (كان) بشرط كونها بلفظ الماضي، ووقوعها بين (ما) التعجبية وخبرها

- ‌مسألة [71]يكثر حذف كان واسمهما وبقاء خبرها بعد (أن ولو) الشرطيتين، ويقل مع غيرها، ويجب حذفها وحدها بعد أما بفتح الهمزة

- ‌مسألة [72]يختص مضارع كان ناقصةً وتامة بجواز حذف نونه تخفيفًا، إن كان مجزومًا ولم يتصل به ضمير نصب ولا ساكن

- ‌مسألة [73]زال وأخواتها لانتفاء ما بَعْدَها، ويدخل عليها النفي، فيصيرُ الكلام إيجابيًا، فيمتنع اقتران كل من معموليها بألا، إذ شرط الاستثناء المفرغ أن لا يكون الكلام إيجابيًا

- ‌مسألة [74]إذا اجتمعت نكرة ومَعْرفة، فالمعرفةُ الاسم والنكرة الخبر

- ‌شواهد الفصل المعقود لما ولات وأن المشبهَّات بـ"ليس

- ‌مسألة [75]يبطل عملُ ما الحجازية إنْ تقدَّمَ خبرُها

- ‌مسألة [76]زَعَمَ ابن مالك وابنُه أنّ (ما) قد تُعمَلُ مَعَ تقدُّم خبرها

- ‌مسألة [77]قد تدخلُ الباءُ الزائدةُ على خبر كان المنفية

- ‌مسألة [78]إعمال لا النافية عمل ليس قليل وكثير

- ‌مسألة [79]يقل إعمال (إن) النافية عمل ليس، وذكر أنه لغة أهل العالية

- ‌شواهد باب أفعال المقاربة

- ‌مسألة [80]ربما جاء خبر (عسى وكاد) اسما مفردا

- ‌مسألة [81]ندر ورود خبر (جعل) جملة اسمية

- ‌مسألة [82]الغالب اقتران الفعل بعد عسى وأوشك بأن

- ‌مسألة [83]الغالب تجرد خبر كاد وكرب من أن، وربما اقترنا بها ولم يحفظ سيبويه في خبر كرب إلا التجرد

- ‌مسألة [84]

- ‌شواهد باب إن وأخواتها

- ‌مسألة [85]يجب استدامة كسر إن إذا وقعت في أول خبر اسم عين

- ‌مسألة [86]يجوز فتح (أن) وكسرها إذا وقعت بعد إذا الفجائية، أو بعد فعل قسم ولا لام بعدها

- ‌مسألة [87]إذا وقعت (إن) بعد (أما) الخفيفة، فإن قدرت حرفاً للاستفتاح، كسرت إن كما تكسر بعد (ألا)

- ‌مسألة [88]يجب فتح (أن) إذا حلت محل المفرد، كما إذا جرت بحرف أو إضافة

- ‌مسألة [89]تدخل لام الابتداء على خبر إن المكسورة، مفرداً كان أو جملة فعلية أو اسمية

- ‌مسألة [90]لا تدخل اللام على الخبر المنفي

- ‌مسألة [91]ندر دخول اللام الزائدة في خبر أن المفتوحة

- ‌مسألة [92]يجوز في (ليتما) الإعمال لبقاء اختصاصها بالجمل الاسمية

- ‌مسألة [93]يجوز نصب المعطوف على أسماء هذه الحروف/ 191 / قبل مجئ الخبر، وبعده

- ‌مسألة [94]إذا استكملت أن وإن ولكن أسماءهن وأخبارهن، ثم جئ باسم هو في المعنى معطوف على أسمائهن

- ‌مسألة [95]لا يجيز بصري أن ترفع الاسم بعد العاطف قبل مجئ الخبر

- ‌مسألة [96]إذا خففت إن المسكورة فأهملت، وهو القياس، وجبت اللام

- ‌مسألة [97]إذا دخلت إن المكسورة المخففة على فعل فحقه أن يكون ناسخا، وقد يكون غير ناسخ

- ‌مسألة [98]إذا خففت أن المفتوحة وجب بقاء عملها، وحذف اسمها، وكونه ضميرا وكون خبرها جملة، وقد يذكر اسمها في الضرورة، فيجوز حينئذ كون خبرها مفردا وكونه جملة

- ‌مسألة [99]خبر أن المفتوحة المخففة أما جملة اسمية قدم مبتدؤها

- ‌مسألة [100]تخفف كأن فيبقى عملها وجوبا كما في أن، ويغلب فيها ما يجب في أن من حذف اسمها، وكون خبرها جملة

- ‌شواهد باب لا التي لنفي الجنس

- ‌مسألة [101]إذا ولي لا النافية للجنس نكرةً مفردةٌ، أي غير مضافة، ولا مشبهة بالمضاف، بُنيت على ما تنتصبُ به لو كانتْ معربةً

- ‌مسألة [102]قد يتناول العلم بواحد من المسميين به فيصير نكرة، فيدخل عليه لا التبرئة

- ‌مسألة [103]

- ‌مسألة [104]إذا عطفت على اسم (لا) ، ولم تكررها جاز في المعطوف الرفعُ

- ‌مسألة [105]تدخل الهمزة على لا التبرئة فيبقى أحكام اسمها وخبرها وأحكام توابع اسمها، وأكثر ذلك والاستفهام للتوبيخ

- ‌مسألة [106]يجبُ ذكرُ الخبرِ إذا كانَ غيرَ معلومٍ

- ‌شواهد باب ظنّ وأخواتها

- ‌مسألة [107]مِنْ تعدِّي (رأى) بمعنى (علم)

- ‌مسألة [108]لـ «درى» استعمالان، أغلبهما أن يتعدى بالباء

- ‌مسألة [109]لـ «تعلَّم» التي بمعنى (اعلم) استعمالان أغلبهما أن تتعدى إلى أن وصلتها

- ‌مسألة [110]لـ «زعم» استعمالان

- ‌مسألة [111]اختلف في تعدَّي (ألفي) إلى اثنين، فمنعَهُ قومٌ

- ‌مسألة [112]اخْتلِفَ في تعدِّي (عدَّ) بمعنى اعتقد إلى مفعولين فمنعه قومً

- ‌مسألة [113]تُستعمل (حسب) القلبيةُ متعديةً إلى اثنين بمعنى (ظَنَّ)

- ‌مسألة [114]تستعمل (خال) بالوجهين

- ‌مسألة [115]مِنْ تَعَدَّى (حجا) إلى مفعولين

- ‌مسألة [116]مِنْ تَعَدي (هَبْ) بمعنى (اعتقد) إلى مفعولين

- ‌مسألة [117]مما يتعدَّى إلى اثنين الأفعالُ الدالَّة على التصيير والتحويل

- ‌مسألة [118]يجوزُ إلغاء الفعلِ القلبي المتصرف بمساواة أن توسط

- ‌مسألة [119]إذا تقدَّم الفعل القلبي على مفعوليه لم يَجُزَّ إلغاؤه، وموهم ذلك محمول على جعل المفعول الأول ضميرَ شأنٍ محذوفاً، والجملة المذكورة مفعولاً ثانياً، أو على أنَّ الفعلَ معلَّقٌ بلام ابتداء مقدَّرة، كما تعلْق بها مظهره

- ‌مسألة [120]من معلّقات الفعل القلبي لام الابتداء

- ‌مسألة [121]

- ‌مسألة [122]

- ‌مسألة [123]أجرتْ سليمُ القولَ مجرى الظنِّ مطلقاً

- ‌شواهد أعلم وأرى

- ‌مسألة [124]مما يتعدَّى إلى ثلاثة: نبأ، وأنبأ، وخبر، وأخبر، وحدث

- ‌شواهد باب الفاعل

- ‌مسألة [125]مِنَ العربِ مَنْ يلحقُ الفعلَ المسندَ إلى الاثنين، أو الجماعة ألفاً، وواوًا، ونونًا دالة على حال الفاعل الآتي ذكره

- ‌مسألة [126]يجوزُ اضمارُ الفعلِ وحدَهُ إذا استلزمه ما قبله، أو أجيب به نفي أو استفهام، ظاهر أو مقدر

- ‌مسألة [127]يجوز في الكلام حذفُ تاءِ التأنيث من الفعلِ الماضي المسندِ إلى مؤنثٍ حقيقي

- ‌مسألة [128]اتفقوا على وجوب تأخير المحصور فيه بإنَّما، مرفوعًا كان أو منصوبًا، ليتَّضحَ بذلك المحصور فيه من غيره، واختلفوا في المحصور فيه بإلَّا

- ‌مسألة [129]أجاز الأخفش وابن جني وأبو عبد الله الطوال أن يعود ضمير من الفاعل المقدّم على المفعول المؤخّر

- ‌شواهد باب النائب عن المفعول

- ‌مسألة [130]

- ‌مسألة [131]أجاز الكوفيون والأخفش إسناد فعل المفعول إلى غير المفعول به مع وجوده

- ‌شواهد باب الاشتغال

- ‌مسألة [132]إذا كان الاسم السابق على الفعل الناصب لضميره واقعًا بعد أداة مختصة بالفعل وجب نصبه

- ‌مسألة [133]

- ‌شواهد باب تعدي الفعل ولزومه

- ‌مسألة [134]إذا كان في العامل المتعدّي بالحرف. ثم حذف الجار توسعًا نصب المجرور

- ‌مسألة [135]يجوز اسقاط الجار قياسًا من أنْ وأَنَّ

- ‌شواهد باب التنازع

- ‌مسألة [136]

- ‌مسألة [137]

الفصل: ‌مسألة [60]المبتدأ نوعان، أحدهما أن يكون متعددا مخبرا عن أجزائه، فيجب في خبره أمران: التعدد والعطف بالواو

(ورأيُ عيني الفتى أباكا

يُعطي الجزيل فعليك ذاكا)

الرأي: مصدر مشترك بين الاعتقاد، كقولك: هذا رأي أبي حنيفة، والرؤية، كقوله سبحانه:{رَايَ الْعَيْنِ} ، وكهذا البيت.

و (رأيُ) مبتدأ، و (عيني) مضاف إليه في محلّ رفع، و (الفتى) مفعول، و (أباك) عطف بيان، و (يُعطي) جملة حالية، و (عليك) اسم فعل بمعنى إلزَمْ، و (ذاك) مفعوله.

والمعنى: رؤية عيني أباك حصلَتْ إذ كان يُعطي العطاءَ الجزيلَ، فإلزم طريقته.

‌مسألة [60]

المبتدأ نوعان، أحدهما أن يكون متعددًا مُخْبَرًا عن أجزائه، فيجب في خبره أمران: التعدد والعَطْفُ بالواو

، نحو:

أخواك فقيهٌ وكاتبٌ. وهذا ليس تعددًا في الحقيقة، بل الكلام في قوة مبتدأين لكل منهما خبر، وشاهده قوله:[المتقارب].

(يداك يدٌ خَيْرُها يُرْتَجَى

وأُخرى لأعدائها غائظة)

ومن هذا قوله تعالى: {اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ

الآية}.

ص: 212

وقول الشاعر: [البسيط].

(والمرءُ ساع لأمرٍ ليس يُدركه

والعَيْشُ شُحُّ وإشفاقٌ وتأميلُ)

لأن الحياة والعيش متعددان في المعنى، وإن كانا مفردين في اللفظ والنوع. الثاني: أن يكون متعددًا مُخْبَرًا عن جملته أو غير متعدد، /98/ فيجوز بالإجماع أنْ يُخْبَرَ عنهما بخبرين، أو إخبار في معنى خَبَرٍ واحد من غير عطف، نحو قولك: هذا الرمان حلو حامض، إذا أردت أن كُلاً من أفراده فيه حلاوة وحموضة.

وهذه الرمّانةُ حلوة حامضة، ومعنى ذلك: مُزّ ومُزَّةٌ، ومثله قولهم: فلان أعسرُ يَسَرُ، وهو الذي يعمل بيساره كما يعمل بيمينه، وبعض العرب يقول: أعسرُ أيسرُ، بالألف فيهما، والأول أفصح.

ويجمع الخبرين قولك: أضبط، والأُنثى ضَبْطاء، ولا يقال: عسرًا ولا يسرًا، حكى ذلك كله أبو عمرو الزاهد في شرح الفصيح عن ابن الأعرابي.

ولا يَسُوغُ العطف في هذا النوع من الأخبار، كما لا يسوغ في أجزاء الكلمة الواحدة، وعن أبي علي إجازته احتجاجًا بقوله:[المتقارب].

(لقيمُ بنُ لُقْمان من أُخته

فكانَ ابنَ أختٍ وإبنمَا)

ص: 213

وإن لم يكن الخبران أو الأخبار في معنى خبر واحد جاز بالإجماع التعدد في اللفظ على وجهين، أحدهما: أن يكون بالعطف، نحو: زيد شاعر وكاتب. والزيدون شعراء وكُتاب، ومنه قوله تعالى:{وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا صُمٌّ وَبُكْمٌ فِي الظُّلُمَاتِ} .

والثاني: أن يكون بغير العطف، لا على أنها أخبارٌ تعددت بالحقيقة، بل على أن تقدر لغير الخبر الأول مبتدآت محذوفة.

وهل يجوز على وجه ثالث، وهو قصد التعدد الحقيقي، وهو أن تكون محمولة على مخبر عنه، وأحد كما هو ظاهر اللفظ فيه خلاف، والمختار عند الناظم وابنه الجواز فعلى هذا الخلاف في التأويل لا في التركيب، ومن أدلة التركيب قوله تعالى:{وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ. ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ. فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ} ، وقول الشاعر:[الطويل].

(ينامُ بإحدى مُقْلَتَيْهِ وَيَتقي

بأُخْرَى الأعادي فهو يَقْظَانُ هاجعُ)

/99/ وقول الراجز:

(مَنْ كانَ ذا بَت فهذا بَتّى

مُضَيَّفٌ مقيظٌ مُشَتي).

ص: 214

وقد اشتملت هذه المسألة على خمسة أبيات، فأما البيت الأول ففيه الوصف بالكرم والشجاعة، وقلما يفترقان وقال لي بعض العصريين: كان هذا مما حرّفه الناس، ولعل الشاعر إنما قال: غائضة، بالضاد، أي: منتقصة، وإنه من باب المقابلة، خيرها يرتجى دالُّ على أنها تعطي الزيادة.

فقلت: بقية القوافي تأبى ذلك، فإن بعده:

(فأما التي خيرها يرتجى

فأجودُ جَودًا من اللافظهُ)

(وأما التي شرها يُتَّقَى

فنفس العدو بها فائظه)

و (اللافظه) البحر، والهاء فيه للمبالغة، مثلها في رواية، وفي المثل:"أسمح من لافظه"، وذلك لأنه يلفظ بالعبر والجوهر، قالأ:

(تَجُودُ فَتُجْزِلُ قبل السؤالِ

وكَفكَ أسمحُ من لافظهْ)

وقوله: (أجود جودًا) من باب قولهم: جدّ جِدُّه، إذ التمييز التالي لأفعل التفضيل لابد أن يكون فاعلاً في المعنى.

وقوله: (فائظه) بمنزلة تابعه أو قائمه، فإنه يقال: فاظت نفسه تفيظ فيظًا، وفاظت تفوظ فوظًا، والثانية نادرة.

وفي قوله: (فنفس العدو بها فائظة) رَدٌّ على أبي عمرو بن العلاء، إذ زعم أنه إنما يقال: فاظ الرجل، كما قال رؤبة:[الرجز].

ص: 215

(لا يدفنون منهمُ مَنْ فَاظا)

ولا يقال: فاظتْ نفسه. وعلى من قال: إنما يقال: فِعْلُ النفس، بالضاد. وبعضهم يخصّ الضاد بلغة تميم، واتفقوا في: فاظ الرجل أنه بالظاء.

وحكى أبو محمد ابن حزم أنّ الوزير أبا الحسن المُصحَفي كتبَ إلى صاحب الشُّرطة أبي بكر محمد بن الحسن الزبيدي /100/ اللغوي كتابًا فيه: فاضت نفسه، بالضاد، فكتب له معرِّضًا:

(قل للوزيرِ السنّي مَحتدِهُ

لي ذِمّةٌ منك أنتَ حافظُها)

(إنْ لم تحافِظْ عصابةً نُسِبَتْ

إليك قِدمًا فمَنْ يُحافظُها)

(لا تَدَعًا حاجتي مطرحةً

فإن نفسي قد فاظ فائظُها)

ص: 216

فأجابه:

(خَفْضْ قليلاً فأنت أوحدُها

عِلْمًا ونقابُها وحافظُها)

(كيف تضيعُ العلومُ في بلدٍ

أبناؤها كلهُمْ تُحافظُها)

(ألفاظهم كلها معطلةٌ

ما لم يعوّل عليك لافظها)

(وقد أتتني- فُدِيتَ- شاغلةٌ

للنفس إن قلتُ فاظ فائظها)

(فأوضحنَهْا تَفُز بنادرةٍ

قد بَهَظَ الأولين باهظُها)

(الباهظ) المعجز. فأجابه وضمن شعره الشاهد على ذلك:

(أتاني كتابٌ من كريم مكرمٍ

فنفّس عن نفسٍ تكادُ تفيظُ)

(فسرَّ جميع الأولياء وروده

وسِئ رجالٌ آخرون وغيظوا)

(لقد حَفِظ العهدَ الذي قَدْ أضاعَهُ

لدي سِواهُ والكريمُ حفيظُ)

(وباحثٍ عن فاظتْ وقبلُ أفادَها

رجالٌ لديهم في العلوم حُظوظُ)

(رواه ابنُ كيسانٍ وسَهْلٌ وأنشدا

مقال أبي الفياض وهو يفيظُ)

(وسُميت غياظًا ولستّ بغائظٍ

عدوًا ولكنَّ الصديقَ تَغِيظُ)

(فلا حَفِظَ الرحمنُ روحَكَ حيّةً

ولا وهي في الأرواحِ حين تفيظُ)

نقلت هذه الحكاية من كتاب: مرج البحرين فوائد المشرقين/ 101 / والمغربين، لابن دِحْية ذي النسبين، واختصرت منها أبياتًا.

ص: 217

وأما البيت الثاني فإنه لَعبْدةَ بن الطبيب من كلمة أولها:

(هَلْ حَبلُ خولةَ بعد الهجرِ موصولُ

أم أنت عنها بَعيدُ الدارِ مشغولُ)

(وللأحبةِ أيامٌ تذكرها

وللنَّوى قَبْلَ يومِ البينِ تأويلُ)

(إن التي ضَرَبَتَ بيتَا مُهاجرةَ

بِكوفِة الجُندِ غَالتْ وُدِّها غُولُ)

(فَعَدِّ عنها ولا تشغلْك عن عَمَلٍ

إن الصبابةَ بعدَ الشَّيْبِ تَضْليلُ)

ومنها:

(لما وَردنا رَفَعْنا ظِلَّ أَخْبيةٍ

وفارَ باللحم للقَوْمِ المراجيلُ)

(ثمت قمنا إلى جُردٍ مسوّمةٍ

أعرافهُن لأيدينا مناديلُ)

ومنها:

نرجو فواضلَ رَبَّ سَيْبَه دِيَمٌ

وكُلُّ خَيْرٍ لَدَيْهِ فهو مأمولُ)

(رب حبانا بأموالٍ مُخَوَّلةٍ

وكُل شيءٍ حواهُ المرءُ تَخْويلُ)

(والمرء ساع ........ البيت)

وكان عمر رضي الله عنه تُعجبه القسْمة التي فيه، والتي في قول زهير:[الوافر].

(فإنَّ الحقَّ مَقْطَعَهُ ثلاثٌ

يَمينٌ أو نِفارٌ أو جَلاءُ)

ص: 218

ويقول: لو أدركته لوليته القضاء، لمعرفته به.

ومن بديع أبيات التقسيم قول نُصَيْب: [الطويل].

(فقال فريقُ القوم لا، وفريقُهُم

نَعَمْ وفريقٌ لَيُمْنَ الله ما نَدْرِي)

فإنه استوفى أقسام ما يقع به الجواب.

ومعنى: (ضربتْ بيتًا) بنتْهُ وسكنته، و (هل) استفهام تلهف وتحسُّر، و (أم) للإضراب، وأصل (تذكّرها) أي تذكيرك الأحبة. ويروي بثلاث فتحات وضم الراء، أي: تتذكرها. و (للنوى تأويلٌ) أي علاماتٍ تُبيّنُ لك أنه سيقع.

يقول: إن التي نزلت بالأمصار مهاجرةٌ للإعراب ذهب بودِّها ذاهبٌ، فانصرِف /102/ عنها، ولا تشتغل بها عن ضَيعتِكَ، وأضاف الكوفة إلى الجند لمقامهم فيها، و (المراجيل) جمع مرجل: وهو القدر من النحاس، والياء إشباع مثلها في الصياريف، و (الجرد) الخيل القصار الشعر، و (المسومة) المعلمة، وعن عبد الملك أنه قال لجلسائه: أي المناديل أفضل؟ فوقعوا في أنواع المناديل يُعَدّدونها، فقال: أفضلها التي ذكرها امرؤ القيس: [الطويل].

(تَمَشُّ بأعرافِ الجيادِ أكفنا

إذا نحنُ قُمْنا عنِ شواءٍ مُضَهّبِ)

ص: 219

يقال: مششتُ يدي، بفتح الشين المعجمة، أي مسحتها بشي لِتُنظِّفَها، و (المضهب) بالضاد المعجمة، المشوى الذي لم يبالغ في نُضجِه، ومثله في المعنى بيت عبدةَ بن الطبيب هذا. و (السَّيْبُ) العطاء.

وفي البيت دليل على دخول الفاء في خبر (كل) المضافة لنكرة موصوفة بالظرف، و (مُخَوَّلة) مملكة لنا.

ومعنى بيت الشاهد: أنَّ الإنسان لا يزال حليف البخل بما معه، والخوف من أن لا يعود عليه مثله وتأميل ما لا يدركه.

وأما البيت الثالث: فإنه للنمر بن تولب من كلمة أولها:

(سَلا تذكره تكتما

وكان رهينًا بها مُغْرمًا)

(وأقصرَ عنها وآياتُها

يذكَرنَهُ داءَهُ الأَقدما)

(فأُوصى الفتى بابتناءِ العَلاءِ

وأنْ لا يخونَ ولا يأثما)

(ويَلْبَسَ للدهر إجلالهُ

فلن يبتنى الناسُ ما هَدما)

(/103/ وإنْ أنتَ لاقيتّ في نَجْدَةٍ

فلا تَتَهيّبْك أن تُقْدما)

(فإن المنِيةَ مَنْ يَخشَها

فسوف تصادفُهُ أيْنَما)

(ولَنْ تتخطاك أسبابُها .. فإن قُصاراك أن تَهْرَمَا)

(ولو أن من حتفهِ ناجيًا

لألفيتَه الصدَعَ الأعْصَما)

(باسِبيل ألقَتْ به أُمهْ

على رأس ذي حُبُكٍ أيهما)

(إذا شاءَ طالعَ مَسجورةً

ترى حولَها النبعَ والسأسما)

(تكون لأعدائه مَجْهَلاً

مضلاً وكانَتْ له مَعْلَما)

ص: 220

(سقَتْها رواعدُ مِن صَيِّفٍ

وإنْ مِنْ خَريفٍ فلَنْ تَعْدما)

(أتاحَ له الدهرُ ذا وَفْضَةِ

يُقلِّبَ فِي كفِّهِ أسْهُما)

(فأرسلَ سَهْمًا على غِرُّةٍ

وما كانَ يَرْهَبُ أَنْ يُكْلمَا)

(فأدركهُ ما أتى تُبّعًا

وأبْرَهَةَ المَلِكَ الأَعْظَما)

(لُقَيْمُ .... البيت)

(لياليَ حُمِّق فاسْتَحْصَنَتْ

إليه فَغُرَّ بها مُظْلَما)

(فأحْبَلَها رجلٌ نابِهٌ

فجاءتْ به رجلاً مُحْكما)

وتركت منها أبياتًا.

(تكتم) مثنى التاءين مضموم أولاهما، علم لامرأة، و (الآيات) الآثار والعلامات. ومعنى عجز البيت الرابع: إنه إذا ضيَّع مجده لم يبنه له الناس. و (النجدة) القتال.

ومعنى (لا تتهيبك) لا تتهيبها، فقلب الكلام.

ومثله بيت ابن مقبل: [البسيط].

(ولا تهيّيبْني الْموماةُ أركبُها

إذا تجاوبتِ الأصداءُ بالسَّحَرِ)

و (قصاراك) غايتك. و (الصَّدَع) /104/ مهمل الحروف مفتوحها، الوعل الذي بين الجسيم والضئيل، وأيضًا الوسط من كل شيء،

ص: 221

يقال: فرس صَدَع ورجل صَدَع. و (العُصْمة) بياض في يده. و (إسبيل) بوزن قنديل، بلد، قال: لا أرض إلا إسبيل وكل أرض تضليل. و (أيهم) بالياء آخر الحروف، ولا يهتدي لطريقه. و (مسجورة) بالجيم، مملوءة. و (السأسم) بالهمزة وفتح المهملتين، الأَبنوس. و (أعداء الوعل) الناس. و (مَجْهَل) بفتح ثالثه، و (مضل) بكسره، وميماهما مفتوحتان. و (مَعلَم) بفتح الميم واللام، أي هي مَجْهل لأعدائه ومعلمٌ له.

وقوله: سقته

البيت، يأتي شرحه إن شاء الله تعالى في باب العطف. و (أتاح) قدر. و (الوفضة) والكِنانة والجفير: ظرف السهام و (أبْرهة) ملك الحبش، و (تُبَّع) ملك اليمن.

ولبيت الشاهد حكاية: وهي أن أخت لُقمان بن عادٍ، كانت تحت رجل ضعيف أحمق، فولدت له فأحمقَتْ، فأحبّت أن يكون لها ولد كأخيها، فرغبت إلى امرأة أخيها أن تتركها تنام في مرقدها، ليقع عليها، فعسى أن تلد ولدًا نجيبًا، فأجابتْها، وأسكرتاهُ، وضاجعته فغشيها فأتت منه بولد، فسمَّته لُقَيْمًا، وكان من أحزم الناس، ولذلك يقول النمر:

(فكان ابن أختٍ له وابنما)

وكل من هذين الخبرين مستقل بمعناه كما في قولك: زيد صديقي وابن عمي، وليس من: حلو حامض.

ص: 222

و (حُمِّق) غُيِّبَ عقله بالسكر، والمفضل يرويه حَمَّق بفتحتين، وزعم أنه يقال: حمَّق إذا شرِب الخمرَ، والخمر يقال لها: الحُمُق، ولهذا قال أكثم ابن صيفي: لا تجالسوا السفهاء على الحُمُق. و (اسْتَحْصَنَتْ) كما تأتي المرأة الحَصَان زَوْجَها.

وأما البيت الرابع فإنه لحميد، وهو في صفة الذئب /105/، تَزْعَمَ العربَ أنه ينام بعين ويحرسُ بأُخرى.

وقال الرشيد للمفضَّل الضَّبيّ: ما أحسن ما قيل في الذئب ولك هذا الخاتم؟ فأنشده، فقال: ما ألقى هذا على لسانك إلا لذهاب الخاتم، فاشترته منه أم جعفر بألف وست مئة دينار، وأرسلت به إليه، وقالت: كنت أراك معجبًا به، فقال للمفضل: خذه وخذ الدنانير، فما كنا لنرجع فيما وهبنا.

وقبله:

(ترى طرفيهِ يَعْسلان كلاهما

كما اهتزَّ عود النبعةِ المتتابعُ)

وأما البيت الخامس، فالبتُّ بلفظ البتِّ الذي هو القطع: كساء غليظ من وبر وصوف، وقيل: طيلسان من خز وصوف، وجمعه بتوت، وبائعه بتات وبتي، وكذا صانعه. و (المقيّظ) بالظاء المشالة، من القيظ: شدة الحر.

وفي البيت أشكال، لأن كون ذلك البت بته لا يتسبب عن كون غيره ذا بَت، فكيف صحّ الشرط والجزاء؟.

ص: 223

والجواب: أن المعنى: من كان ذات بت فأنا مثله، لأنّ هذا البتّ بتّي، فحذف المسبب وأناب عنه السبب.

أو المعنى: فلا يفخر عليّ فإني ذوبَت مثله.

وبعده:

(تَخِذْتُهُ من نعجات سِتِّ

سُود نِعاج من نعاجِ الدَّشتِ)

والدشت، بمهملة فمعجمة: الصحراء، فارسي معرب.

ص: 224