الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(ورأيُ عيني الفتى أباكا
…
يُعطي الجزيل فعليك ذاكا)
الرأي: مصدر مشترك بين الاعتقاد، كقولك: هذا رأي أبي حنيفة، والرؤية، كقوله سبحانه:{رَايَ الْعَيْنِ} ، وكهذا البيت.
و (رأيُ) مبتدأ، و (عيني) مضاف إليه في محلّ رفع، و (الفتى) مفعول، و (أباك) عطف بيان، و (يُعطي) جملة حالية، و (عليك) اسم فعل بمعنى إلزَمْ، و (ذاك) مفعوله.
والمعنى: رؤية عيني أباك حصلَتْ إذ كان يُعطي العطاءَ الجزيلَ، فإلزم طريقته.
مسألة [60]
المبتدأ نوعان، أحدهما أن يكون متعددًا مُخْبَرًا عن أجزائه، فيجب في خبره أمران: التعدد والعَطْفُ بالواو
، نحو:
أخواك فقيهٌ وكاتبٌ. وهذا ليس تعددًا في الحقيقة، بل الكلام في قوة مبتدأين لكل منهما خبر، وشاهده قوله:[المتقارب].
(يداك يدٌ خَيْرُها يُرْتَجَى
…
وأُخرى لأعدائها غائظة)
ومن هذا قوله تعالى: {اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ
…
الآية}.
وقول الشاعر: [البسيط].
(والمرءُ ساع لأمرٍ ليس يُدركه
…
والعَيْشُ شُحُّ وإشفاقٌ وتأميلُ)
لأن الحياة والعيش متعددان في المعنى، وإن كانا مفردين في اللفظ والنوع. الثاني: أن يكون متعددًا مُخْبَرًا عن جملته أو غير متعدد، /98/ فيجوز بالإجماع أنْ يُخْبَرَ عنهما بخبرين، أو إخبار في معنى خَبَرٍ واحد من غير عطف، نحو قولك: هذا الرمان حلو حامض، إذا أردت أن كُلاً من أفراده فيه حلاوة وحموضة.
وهذه الرمّانةُ حلوة حامضة، ومعنى ذلك: مُزّ ومُزَّةٌ، ومثله قولهم: فلان أعسرُ يَسَرُ، وهو الذي يعمل بيساره كما يعمل بيمينه، وبعض العرب يقول: أعسرُ أيسرُ، بالألف فيهما، والأول أفصح.
ويجمع الخبرين قولك: أضبط، والأُنثى ضَبْطاء، ولا يقال: عسرًا ولا يسرًا، حكى ذلك كله أبو عمرو الزاهد في شرح الفصيح عن ابن الأعرابي.
ولا يَسُوغُ العطف في هذا النوع من الأخبار، كما لا يسوغ في أجزاء الكلمة الواحدة، وعن أبي علي إجازته احتجاجًا بقوله:[المتقارب].
(لقيمُ بنُ لُقْمان من أُخته
…
فكانَ ابنَ أختٍ وإبنمَا)
وإن لم يكن الخبران أو الأخبار في معنى خبر واحد جاز بالإجماع التعدد في اللفظ على وجهين، أحدهما: أن يكون بالعطف، نحو: زيد شاعر وكاتب. والزيدون شعراء وكُتاب، ومنه قوله تعالى:{وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا صُمٌّ وَبُكْمٌ فِي الظُّلُمَاتِ} .
والثاني: أن يكون بغير العطف، لا على أنها أخبارٌ تعددت بالحقيقة، بل على أن تقدر لغير الخبر الأول مبتدآت محذوفة.
وهل يجوز على وجه ثالث، وهو قصد التعدد الحقيقي، وهو أن تكون محمولة على مخبر عنه، وأحد كما هو ظاهر اللفظ فيه خلاف، والمختار عند الناظم وابنه الجواز فعلى هذا الخلاف في التأويل لا في التركيب، ومن أدلة التركيب قوله تعالى:{وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ. ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ. فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ} ، وقول الشاعر:[الطويل].
(ينامُ بإحدى مُقْلَتَيْهِ وَيَتقي
…
بأُخْرَى الأعادي فهو يَقْظَانُ هاجعُ)
/99/ وقول الراجز:
(مَنْ كانَ ذا بَت فهذا بَتّى
…
مُضَيَّفٌ مقيظٌ مُشَتي).
وقد اشتملت هذه المسألة على خمسة أبيات، فأما البيت الأول ففيه الوصف بالكرم والشجاعة، وقلما يفترقان وقال لي بعض العصريين: كان هذا مما حرّفه الناس، ولعل الشاعر إنما قال: غائضة، بالضاد، أي: منتقصة، وإنه من باب المقابلة، خيرها يرتجى دالُّ على أنها تعطي الزيادة.
فقلت: بقية القوافي تأبى ذلك، فإن بعده:
(فأما التي خيرها يرتجى
…
فأجودُ جَودًا من اللافظهُ)
(وأما التي شرها يُتَّقَى
…
فنفس العدو بها فائظه)
و (اللافظه) البحر، والهاء فيه للمبالغة، مثلها في رواية، وفي المثل:"أسمح من لافظه"، وذلك لأنه يلفظ بالعبر والجوهر، قالأ:
(تَجُودُ فَتُجْزِلُ قبل السؤالِ
…
وكَفكَ أسمحُ من لافظهْ)
وقوله: (أجود جودًا) من باب قولهم: جدّ جِدُّه، إذ التمييز التالي لأفعل التفضيل لابد أن يكون فاعلاً في المعنى.
وقوله: (فائظه) بمنزلة تابعه أو قائمه، فإنه يقال: فاظت نفسه تفيظ فيظًا، وفاظت تفوظ فوظًا، والثانية نادرة.
وفي قوله: (فنفس العدو بها فائظة) رَدٌّ على أبي عمرو بن العلاء، إذ زعم أنه إنما يقال: فاظ الرجل، كما قال رؤبة:[الرجز].
(لا يدفنون منهمُ مَنْ فَاظا)
ولا يقال: فاظتْ نفسه. وعلى من قال: إنما يقال: فِعْلُ النفس، بالضاد. وبعضهم يخصّ الضاد بلغة تميم، واتفقوا في: فاظ الرجل أنه بالظاء.
وحكى أبو محمد ابن حزم أنّ الوزير أبا الحسن المُصحَفي كتبَ إلى صاحب الشُّرطة أبي بكر محمد بن الحسن الزبيدي /100/ اللغوي كتابًا فيه: فاضت نفسه، بالضاد، فكتب له معرِّضًا:
(قل للوزيرِ السنّي مَحتدِهُ
…
لي ذِمّةٌ منك أنتَ حافظُها)
(إنْ لم تحافِظْ عصابةً نُسِبَتْ
…
إليك قِدمًا فمَنْ يُحافظُها)
(لا تَدَعًا حاجتي مطرحةً
…
فإن نفسي قد فاظ فائظُها)
فأجابه:
(خَفْضْ قليلاً فأنت أوحدُها
…
عِلْمًا ونقابُها وحافظُها)
(كيف تضيعُ العلومُ في بلدٍ
…
أبناؤها كلهُمْ تُحافظُها)
(ألفاظهم كلها معطلةٌ
…
ما لم يعوّل عليك لافظها)
(وقد أتتني- فُدِيتَ- شاغلةٌ
…
للنفس إن قلتُ فاظ فائظها)
(فأوضحنَهْا تَفُز بنادرةٍ
…
قد بَهَظَ الأولين باهظُها)
(الباهظ) المعجز. فأجابه وضمن شعره الشاهد على ذلك:
(أتاني كتابٌ من كريم مكرمٍ
…
فنفّس عن نفسٍ تكادُ تفيظُ)
(فسرَّ جميع الأولياء وروده
…
وسِئ رجالٌ آخرون وغيظوا)
(لقد حَفِظ العهدَ الذي قَدْ أضاعَهُ
…
لدي سِواهُ والكريمُ حفيظُ)
(وباحثٍ عن فاظتْ وقبلُ أفادَها
…
رجالٌ لديهم في العلوم حُظوظُ)
(رواه ابنُ كيسانٍ وسَهْلٌ وأنشدا
…
مقال أبي الفياض وهو يفيظُ)
(وسُميت غياظًا ولستّ بغائظٍ
…
عدوًا ولكنَّ الصديقَ تَغِيظُ)
(فلا حَفِظَ الرحمنُ روحَكَ حيّةً
…
ولا وهي في الأرواحِ حين تفيظُ)
نقلت هذه الحكاية من كتاب: مرج البحرين فوائد المشرقين/ 101 / والمغربين، لابن دِحْية ذي النسبين، واختصرت منها أبياتًا.
وأما البيت الثاني فإنه لَعبْدةَ بن الطبيب من كلمة أولها:
(هَلْ حَبلُ خولةَ بعد الهجرِ موصولُ
…
أم أنت عنها بَعيدُ الدارِ مشغولُ)
(وللأحبةِ أيامٌ تذكرها
…
وللنَّوى قَبْلَ يومِ البينِ تأويلُ)
(إن التي ضَرَبَتَ بيتَا مُهاجرةَ
…
بِكوفِة الجُندِ غَالتْ وُدِّها غُولُ)
(فَعَدِّ عنها ولا تشغلْك عن عَمَلٍ
…
إن الصبابةَ بعدَ الشَّيْبِ تَضْليلُ)
ومنها:
(لما وَردنا رَفَعْنا ظِلَّ أَخْبيةٍ
…
وفارَ باللحم للقَوْمِ المراجيلُ)
(ثمت قمنا إلى جُردٍ مسوّمةٍ
…
أعرافهُن لأيدينا مناديلُ)
ومنها:
نرجو فواضلَ رَبَّ سَيْبَه دِيَمٌ
…
وكُلُّ خَيْرٍ لَدَيْهِ فهو مأمولُ)
(رب حبانا بأموالٍ مُخَوَّلةٍ
…
وكُل شيءٍ حواهُ المرءُ تَخْويلُ)
(والمرء ساع ........ البيت)
وكان عمر رضي الله عنه تُعجبه القسْمة التي فيه، والتي في قول زهير:[الوافر].
(فإنَّ الحقَّ مَقْطَعَهُ ثلاثٌ
…
يَمينٌ أو نِفارٌ أو جَلاءُ)
ويقول: لو أدركته لوليته القضاء، لمعرفته به.
ومن بديع أبيات التقسيم قول نُصَيْب: [الطويل].
(فقال فريقُ القوم لا، وفريقُهُم
…
نَعَمْ وفريقٌ لَيُمْنَ الله ما نَدْرِي)
فإنه استوفى أقسام ما يقع به الجواب.
ومعنى: (ضربتْ بيتًا) بنتْهُ وسكنته، و (هل) استفهام تلهف وتحسُّر، و (أم) للإضراب، وأصل (تذكّرها) أي تذكيرك الأحبة. ويروي بثلاث فتحات وضم الراء، أي: تتذكرها. و (للنوى تأويلٌ) أي علاماتٍ تُبيّنُ لك أنه سيقع.
يقول: إن التي نزلت بالأمصار مهاجرةٌ للإعراب ذهب بودِّها ذاهبٌ، فانصرِف /102/ عنها، ولا تشتغل بها عن ضَيعتِكَ، وأضاف الكوفة إلى الجند لمقامهم فيها، و (المراجيل) جمع مرجل: وهو القدر من النحاس، والياء إشباع مثلها في الصياريف، و (الجرد) الخيل القصار الشعر، و (المسومة) المعلمة، وعن عبد الملك أنه قال لجلسائه: أي المناديل أفضل؟ فوقعوا في أنواع المناديل يُعَدّدونها، فقال: أفضلها التي ذكرها امرؤ القيس: [الطويل].
(تَمَشُّ بأعرافِ الجيادِ أكفنا
…
إذا نحنُ قُمْنا عنِ شواءٍ مُضَهّبِ)
يقال: مششتُ يدي، بفتح الشين المعجمة، أي مسحتها بشي لِتُنظِّفَها، و (المضهب) بالضاد المعجمة، المشوى الذي لم يبالغ في نُضجِه، ومثله في المعنى بيت عبدةَ بن الطبيب هذا. و (السَّيْبُ) العطاء.
وفي البيت دليل على دخول الفاء في خبر (كل) المضافة لنكرة موصوفة بالظرف، و (مُخَوَّلة) مملكة لنا.
ومعنى بيت الشاهد: أنَّ الإنسان لا يزال حليف البخل بما معه، والخوف من أن لا يعود عليه مثله وتأميل ما لا يدركه.
وأما البيت الثالث: فإنه للنمر بن تولب من كلمة أولها:
(سَلا تذكره تكتما
…
وكان رهينًا بها مُغْرمًا)
(وأقصرَ عنها وآياتُها
…
يذكَرنَهُ داءَهُ الأَقدما)
(فأُوصى الفتى بابتناءِ العَلاءِ
…
وأنْ لا يخونَ ولا يأثما)
(ويَلْبَسَ للدهر إجلالهُ
…
فلن يبتنى الناسُ ما هَدما)
(/103/ وإنْ أنتَ لاقيتّ في نَجْدَةٍ
…
فلا تَتَهيّبْك أن تُقْدما)
(فإن المنِيةَ مَنْ يَخشَها
…
فسوف تصادفُهُ أيْنَما)
(ولَنْ تتخطاك أسبابُها .. فإن قُصاراك أن تَهْرَمَا)
(ولو أن من حتفهِ ناجيًا
…
لألفيتَه الصدَعَ الأعْصَما)
(باسِبيل ألقَتْ به أُمهْ
…
على رأس ذي حُبُكٍ أيهما)
(إذا شاءَ طالعَ مَسجورةً
…
ترى حولَها النبعَ والسأسما)
(تكون لأعدائه مَجْهَلاً
…
مضلاً وكانَتْ له مَعْلَما)
(سقَتْها رواعدُ مِن صَيِّفٍ
…
وإنْ مِنْ خَريفٍ فلَنْ تَعْدما)
(أتاحَ له الدهرُ ذا وَفْضَةِ
…
يُقلِّبَ فِي كفِّهِ أسْهُما)
(فأرسلَ سَهْمًا على غِرُّةٍ
…
وما كانَ يَرْهَبُ أَنْ يُكْلمَا)
(فأدركهُ ما أتى تُبّعًا
…
وأبْرَهَةَ المَلِكَ الأَعْظَما)
(لُقَيْمُ .... البيت)
(لياليَ حُمِّق فاسْتَحْصَنَتْ
…
إليه فَغُرَّ بها مُظْلَما)
(فأحْبَلَها رجلٌ نابِهٌ
…
فجاءتْ به رجلاً مُحْكما)
وتركت منها أبياتًا.
(تكتم) مثنى التاءين مضموم أولاهما، علم لامرأة، و (الآيات) الآثار والعلامات. ومعنى عجز البيت الرابع: إنه إذا ضيَّع مجده لم يبنه له الناس. و (النجدة) القتال.
ومعنى (لا تتهيبك) لا تتهيبها، فقلب الكلام.
ومثله بيت ابن مقبل: [البسيط].
(ولا تهيّيبْني الْموماةُ أركبُها
…
إذا تجاوبتِ الأصداءُ بالسَّحَرِ)
و (قصاراك) غايتك. و (الصَّدَع) /104/ مهمل الحروف مفتوحها، الوعل الذي بين الجسيم والضئيل، وأيضًا الوسط من كل شيء،
يقال: فرس صَدَع ورجل صَدَع. و (العُصْمة) بياض في يده. و (إسبيل) بوزن قنديل، بلد، قال: لا أرض إلا إسبيل وكل أرض تضليل. و (أيهم) بالياء آخر الحروف، ولا يهتدي لطريقه. و (مسجورة) بالجيم، مملوءة. و (السأسم) بالهمزة وفتح المهملتين، الأَبنوس. و (أعداء الوعل) الناس. و (مَجْهَل) بفتح ثالثه، و (مضل) بكسره، وميماهما مفتوحتان. و (مَعلَم) بفتح الميم واللام، أي هي مَجْهل لأعدائه ومعلمٌ له.
وقوله: سقته
…
البيت، يأتي شرحه إن شاء الله تعالى في باب العطف. و (أتاح) قدر. و (الوفضة) والكِنانة والجفير: ظرف السهام و (أبْرهة) ملك الحبش، و (تُبَّع) ملك اليمن.
ولبيت الشاهد حكاية: وهي أن أخت لُقمان بن عادٍ، كانت تحت رجل ضعيف أحمق، فولدت له فأحمقَتْ، فأحبّت أن يكون لها ولد كأخيها، فرغبت إلى امرأة أخيها أن تتركها تنام في مرقدها، ليقع عليها، فعسى أن تلد ولدًا نجيبًا، فأجابتْها، وأسكرتاهُ، وضاجعته فغشيها فأتت منه بولد، فسمَّته لُقَيْمًا، وكان من أحزم الناس، ولذلك يقول النمر:
(فكان ابن أختٍ له وابنما)
وكل من هذين الخبرين مستقل بمعناه كما في قولك: زيد صديقي وابن عمي، وليس من: حلو حامض.
و (حُمِّق) غُيِّبَ عقله بالسكر، والمفضل يرويه حَمَّق بفتحتين، وزعم أنه يقال: حمَّق إذا شرِب الخمرَ، والخمر يقال لها: الحُمُق، ولهذا قال أكثم ابن صيفي: لا تجالسوا السفهاء على الحُمُق. و (اسْتَحْصَنَتْ) كما تأتي المرأة الحَصَان زَوْجَها.
وأما البيت الرابع فإنه لحميد، وهو في صفة الذئب /105/، تَزْعَمَ العربَ أنه ينام بعين ويحرسُ بأُخرى.
وقال الرشيد للمفضَّل الضَّبيّ: ما أحسن ما قيل في الذئب ولك هذا الخاتم؟ فأنشده، فقال: ما ألقى هذا على لسانك إلا لذهاب الخاتم، فاشترته منه أم جعفر بألف وست مئة دينار، وأرسلت به إليه، وقالت: كنت أراك معجبًا به، فقال للمفضل: خذه وخذ الدنانير، فما كنا لنرجع فيما وهبنا.
وقبله:
(ترى طرفيهِ يَعْسلان كلاهما
…
كما اهتزَّ عود النبعةِ المتتابعُ)
وأما البيت الخامس، فالبتُّ بلفظ البتِّ الذي هو القطع: كساء غليظ من وبر وصوف، وقيل: طيلسان من خز وصوف، وجمعه بتوت، وبائعه بتات وبتي، وكذا صانعه. و (المقيّظ) بالظاء المشالة، من القيظ: شدة الحر.
وفي البيت أشكال، لأن كون ذلك البت بته لا يتسبب عن كون غيره ذا بَت، فكيف صحّ الشرط والجزاء؟.
والجواب: أن المعنى: من كان ذات بت فأنا مثله، لأنّ هذا البتّ بتّي، فحذف المسبب وأناب عنه السبب.
أو المعنى: فلا يفخر عليّ فإني ذوبَت مثله.
وبعده:
(تَخِذْتُهُ من نعجات سِتِّ
…
سُود نِعاج من نعاجِ الدَّشتِ)
والدشت، بمهملة فمعجمة: الصحراء، فارسي معرب.