المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌مسألة [105]تدخل الهمزة على لا التبرئة فيبقى أحكام اسمها وخبرها وأحكام توابع اسمها، وأكثر ذلك والاستفهام للتوبيخ - تخليص الشواهد وتلخيص الفوائد

[ابن هشام النحوي]

فهرس الكتاب

- ‌شواهد باب الكلام وما يتألف منه

- ‌مسألة [1]قد يقصد بالكلمة الكلام

- ‌مسألة [2]/6/ تسميتهم الكلام كلمة مجاز من باب تسمية الشيء باسم بعضه كتسمية القصيدة قافية

- ‌مسألة [3]تنوين الترنم

- ‌مسألة [4]/8/ التنوين الغالي اللاحق للروي المقيد

- ‌شواهد باب المعرب والمبني

- ‌مسألة [5]ذو على وجهين

- ‌مسألة [6]في (الأب) مضافاً إلى غير الياء ثلاث لغات

- ‌مسألة [7]في الأخ مضافاً لغير الياء اللغات الثلاث

- ‌مسألة [8]في الهن مضافاً لغير الياء اللغات الثلاث

- ‌مسألة [9]كلا وكلتا عند البصريين مفردان لفظاًمثنيان معنى

- ‌مسألة [10]مما جمع الواو والنون غير مستوفٍ لشروط ذلك أهل ووابل

- ‌مسألة [11]يجوز إجراء باب السنين مجرى غسلين

- ‌مسألة [12]نون الجمع وما حمل عليه مفتوحة للتخفيف وقد تكسر على أصل الساكنين، وذلك في الشعر لا في النثر، وبعد الياء لا بعد الواو، وهذا الشرط أهملوه

- ‌مسألة [13]نون المثنى

- ‌شواهد باب النكرة والمعرفة

- ‌مسألة [14]

- ‌مسألة [15]

- ‌مسألة [16]إذا اجتمع ضميران، أولهما أعرف، وليس مرفوعًا، بغير كان وأخواتها، فالثاني منهما على ثلاثة أقسام

- ‌مسألة [17]

- ‌مسألة [18]إذا نصبت ياء المتكلم بفعل وجبت نون الوقاية ولو جامدًا

- ‌مسألة [19]إذا نصبت الياء ب "ليت" وجبت النون

- ‌مسألة [20]إذا انتصب الياء بـ "لعل" فالغالب ترك النون

- ‌مسألة [21]إذا جُرَّتِ الياء بمن أو عن وجبتِ النون حفظًا للسكون

- ‌مسألة [22]إذا جرت الياء بلَدُن أو قد أو قط فالغالب إثبات النون

- ‌شواهد باب العلم

- ‌مسألة [23]

- ‌مسألة [24]يؤخر اللقب عن الاسم غالبًا

- ‌شواهد باب الإشارة

- ‌مسألة [25]من الأسماء المشار بها إلى المفرد المؤنث تا

- ‌مسألة [26]الغالب في أولاء أن يكون للعقلاء، وقد يأتي لغيرهم

- ‌مسألة [27]دخول حرف التنبية على المجرد من الكاف كثير

- ‌مسألة [28]هنا للمكان

- ‌مسألة [29]يقال: هُنا بوزن هُدى: للقريب، فإذا زدت الكاف صار للبعيد

- ‌شواهد باب الموصول

- ‌مسألة [31]الغالب استعمال اللائي لجمع المؤنث

- ‌مسألة [32]الغالب استعمال الألى لجمع المذكر، وقد يستعمل لجمع المؤنث

- ‌مسألة [33]قد تطلق (مَنْ) على ما لا يعقل، إذا عومل معاملة العاقل

- ‌مسألة [34]

- ‌مسألة [35]طيئ تستعمل ذو بمعنى الذي

- ‌مسألة [36]زعم الكوفيون أن (ذا) تستعمل موصولة وإن لم تسبقها (من) ولا (ما)

- ‌مسألة [37]

- ‌مسألة [38]قد توصل (أل) بالمضارع في الضرورة

- ‌مسألة [39]لا يحذف العائد المرفوع بالابتداء إذا لم تطل الصلة

- ‌مسألة [40]يحذف العائد المتصل المنصوب كثيرًا إن كان بالفعل

- ‌مسألة [41]يجوز حذف العائد المجرور بالإضافة

- ‌مسألة [42]قد يحذف للضرورة العائد المجرور بالحرف وإن لم يكن الموصول مخفوضًا بمثل ذلك الحرف

- ‌شواهد باب المعرف بالأداة

- ‌مسألة [43]قد تزاد ألْ للضرورة في اسم مستغنٍ عنها، إما بكونه معرفة بدونها، أو بكونه، واجب التنكير

- ‌مسألة [44]إذا غلب اسم بالألف واللام على بعض من هوله لم يجز نزعها منه إلا في نداء

- ‌شواهد باب المبتدأ والخبر

- ‌مسألة [45]المبتدأ نوعان: مفتقرٌ إلى الخبر كزيد قائم، ومستغنٍ عنه

- ‌مسألة [46]إذا أُخبر بصفةٍ عن اسم وهي في المعنى لغيره، ورفعت ضميره، وخُشِيَ الإلباس وجب إبراز ذلك الضمير إجماعًا

- ‌مسألة [47]قد يخبر باسم الزمان عن الجُثَّة إذا كان اسم الجُثَّة على حذف مضاف

- ‌مسألة [48]يجب تأخير ما حصر من مبتدأ

- ‌مسألة [49]قد يبتدأ بالنكرة في غير المسائل المذكورة في الخلاصة

- ‌مسألة [50]الصفة المقدرة في تسويغ الابتداء بالنكرة كالصفة المذكورة

- ‌مسألة [51]يجب تأخير الخبر إذا استوى الجزءان تعريفًا وتنكيرًا

- ‌مسألة [52]إذا لابس المبتدأ ضميرًا عائدًا على بعض الخبر لزم تقدم الخبر

- ‌مسألة [53]يجوز حذف المبتدأ لدليل

- ‌مسألة [54]يجوز حذف الخبر لدليل

- ‌مسألة [55]إذا أُخبر بمصدر مُبْدلٍ من اللفظ بفعله وجب حذف المبتدأ

- ‌مسألة [56]

- ‌مسألة [57]

- ‌مسألة [58]يجب حذف الخبر إذا كان المبتدأ قد عُطِفَ عليه اسم بواو هي نصّ في المعيّة

- ‌مسألة [59]منع الفراء وقوع الجملة الحالية السادة مسد خبر المبتدأ فعليةً

- ‌مسألة [60]المبتدأ نوعان، أحدهما أن يكون متعددًا مُخْبَرًا عن أجزائه، فيجب في خبره أمران: التعدد والعَطْفُ بالواو

- ‌شواهد باب كان وأخواتها

- ‌مسألة [61]اختلف في (ليس)، فقال الجزولي: هي للنفي مطلقًا، وقال الجمهور: هي لنفي الحال

- ‌مسألة [62]إنما تستعمل زال وأخواتها ناقصة بعد نفي أو نهي أو دعاء

- ‌مسألة [63]قد يكون النافي مقدرًا

- ‌مسألة [64]ما تصرف من كان وأخواتها فحكمه حكمها

- ‌مسألة [65]يجوز توسُّط خبر ليس، خلافًا لابن درستويه

- ‌مسألة [66]يجوز توسط خبر (دام) خلافًا لابن معطٍ

- ‌مسألة [67]من استعمال (كان) تامة

- ‌مسألة [68]من استعمال (بات) تامة

- ‌مسألة [69]لا يلي كان أو إحدى أخواتها ما ليس بظرف أو مجرور من معمول خبرها

- ‌مسألة [70]لا يزاد من الأفعال بقياس إلا (كان) بشرط كونها بلفظ الماضي، ووقوعها بين (ما) التعجبية وخبرها

- ‌مسألة [71]يكثر حذف كان واسمهما وبقاء خبرها بعد (أن ولو) الشرطيتين، ويقل مع غيرها، ويجب حذفها وحدها بعد أما بفتح الهمزة

- ‌مسألة [72]يختص مضارع كان ناقصةً وتامة بجواز حذف نونه تخفيفًا، إن كان مجزومًا ولم يتصل به ضمير نصب ولا ساكن

- ‌مسألة [73]زال وأخواتها لانتفاء ما بَعْدَها، ويدخل عليها النفي، فيصيرُ الكلام إيجابيًا، فيمتنع اقتران كل من معموليها بألا، إذ شرط الاستثناء المفرغ أن لا يكون الكلام إيجابيًا

- ‌مسألة [74]إذا اجتمعت نكرة ومَعْرفة، فالمعرفةُ الاسم والنكرة الخبر

- ‌شواهد الفصل المعقود لما ولات وأن المشبهَّات بـ"ليس

- ‌مسألة [75]يبطل عملُ ما الحجازية إنْ تقدَّمَ خبرُها

- ‌مسألة [76]زَعَمَ ابن مالك وابنُه أنّ (ما) قد تُعمَلُ مَعَ تقدُّم خبرها

- ‌مسألة [77]قد تدخلُ الباءُ الزائدةُ على خبر كان المنفية

- ‌مسألة [78]إعمال لا النافية عمل ليس قليل وكثير

- ‌مسألة [79]يقل إعمال (إن) النافية عمل ليس، وذكر أنه لغة أهل العالية

- ‌شواهد باب أفعال المقاربة

- ‌مسألة [80]ربما جاء خبر (عسى وكاد) اسما مفردا

- ‌مسألة [81]ندر ورود خبر (جعل) جملة اسمية

- ‌مسألة [82]الغالب اقتران الفعل بعد عسى وأوشك بأن

- ‌مسألة [83]الغالب تجرد خبر كاد وكرب من أن، وربما اقترنا بها ولم يحفظ سيبويه في خبر كرب إلا التجرد

- ‌مسألة [84]

- ‌شواهد باب إن وأخواتها

- ‌مسألة [85]يجب استدامة كسر إن إذا وقعت في أول خبر اسم عين

- ‌مسألة [86]يجوز فتح (أن) وكسرها إذا وقعت بعد إذا الفجائية، أو بعد فعل قسم ولا لام بعدها

- ‌مسألة [87]إذا وقعت (إن) بعد (أما) الخفيفة، فإن قدرت حرفاً للاستفتاح، كسرت إن كما تكسر بعد (ألا)

- ‌مسألة [88]يجب فتح (أن) إذا حلت محل المفرد، كما إذا جرت بحرف أو إضافة

- ‌مسألة [89]تدخل لام الابتداء على خبر إن المكسورة، مفرداً كان أو جملة فعلية أو اسمية

- ‌مسألة [90]لا تدخل اللام على الخبر المنفي

- ‌مسألة [91]ندر دخول اللام الزائدة في خبر أن المفتوحة

- ‌مسألة [92]يجوز في (ليتما) الإعمال لبقاء اختصاصها بالجمل الاسمية

- ‌مسألة [93]يجوز نصب المعطوف على أسماء هذه الحروف/ 191 / قبل مجئ الخبر، وبعده

- ‌مسألة [94]إذا استكملت أن وإن ولكن أسماءهن وأخبارهن، ثم جئ باسم هو في المعنى معطوف على أسمائهن

- ‌مسألة [95]لا يجيز بصري أن ترفع الاسم بعد العاطف قبل مجئ الخبر

- ‌مسألة [96]إذا خففت إن المسكورة فأهملت، وهو القياس، وجبت اللام

- ‌مسألة [97]إذا دخلت إن المكسورة المخففة على فعل فحقه أن يكون ناسخا، وقد يكون غير ناسخ

- ‌مسألة [98]إذا خففت أن المفتوحة وجب بقاء عملها، وحذف اسمها، وكونه ضميرا وكون خبرها جملة، وقد يذكر اسمها في الضرورة، فيجوز حينئذ كون خبرها مفردا وكونه جملة

- ‌مسألة [99]خبر أن المفتوحة المخففة أما جملة اسمية قدم مبتدؤها

- ‌مسألة [100]تخفف كأن فيبقى عملها وجوبا كما في أن، ويغلب فيها ما يجب في أن من حذف اسمها، وكون خبرها جملة

- ‌شواهد باب لا التي لنفي الجنس

- ‌مسألة [101]إذا ولي لا النافية للجنس نكرةً مفردةٌ، أي غير مضافة، ولا مشبهة بالمضاف، بُنيت على ما تنتصبُ به لو كانتْ معربةً

- ‌مسألة [102]قد يتناول العلم بواحد من المسميين به فيصير نكرة، فيدخل عليه لا التبرئة

- ‌مسألة [103]

- ‌مسألة [104]إذا عطفت على اسم (لا) ، ولم تكررها جاز في المعطوف الرفعُ

- ‌مسألة [105]تدخل الهمزة على لا التبرئة فيبقى أحكام اسمها وخبرها وأحكام توابع اسمها، وأكثر ذلك والاستفهام للتوبيخ

- ‌مسألة [106]يجبُ ذكرُ الخبرِ إذا كانَ غيرَ معلومٍ

- ‌شواهد باب ظنّ وأخواتها

- ‌مسألة [107]مِنْ تعدِّي (رأى) بمعنى (علم)

- ‌مسألة [108]لـ «درى» استعمالان، أغلبهما أن يتعدى بالباء

- ‌مسألة [109]لـ «تعلَّم» التي بمعنى (اعلم) استعمالان أغلبهما أن تتعدى إلى أن وصلتها

- ‌مسألة [110]لـ «زعم» استعمالان

- ‌مسألة [111]اختلف في تعدَّي (ألفي) إلى اثنين، فمنعَهُ قومٌ

- ‌مسألة [112]اخْتلِفَ في تعدِّي (عدَّ) بمعنى اعتقد إلى مفعولين فمنعه قومً

- ‌مسألة [113]تُستعمل (حسب) القلبيةُ متعديةً إلى اثنين بمعنى (ظَنَّ)

- ‌مسألة [114]تستعمل (خال) بالوجهين

- ‌مسألة [115]مِنْ تَعَدَّى (حجا) إلى مفعولين

- ‌مسألة [116]مِنْ تَعَدي (هَبْ) بمعنى (اعتقد) إلى مفعولين

- ‌مسألة [117]مما يتعدَّى إلى اثنين الأفعالُ الدالَّة على التصيير والتحويل

- ‌مسألة [118]يجوزُ إلغاء الفعلِ القلبي المتصرف بمساواة أن توسط

- ‌مسألة [119]إذا تقدَّم الفعل القلبي على مفعوليه لم يَجُزَّ إلغاؤه، وموهم ذلك محمول على جعل المفعول الأول ضميرَ شأنٍ محذوفاً، والجملة المذكورة مفعولاً ثانياً، أو على أنَّ الفعلَ معلَّقٌ بلام ابتداء مقدَّرة، كما تعلْق بها مظهره

- ‌مسألة [120]من معلّقات الفعل القلبي لام الابتداء

- ‌مسألة [121]

- ‌مسألة [122]

- ‌مسألة [123]أجرتْ سليمُ القولَ مجرى الظنِّ مطلقاً

- ‌شواهد أعلم وأرى

- ‌مسألة [124]مما يتعدَّى إلى ثلاثة: نبأ، وأنبأ، وخبر، وأخبر، وحدث

- ‌شواهد باب الفاعل

- ‌مسألة [125]مِنَ العربِ مَنْ يلحقُ الفعلَ المسندَ إلى الاثنين، أو الجماعة ألفاً، وواوًا، ونونًا دالة على حال الفاعل الآتي ذكره

- ‌مسألة [126]يجوزُ اضمارُ الفعلِ وحدَهُ إذا استلزمه ما قبله، أو أجيب به نفي أو استفهام، ظاهر أو مقدر

- ‌مسألة [127]يجوز في الكلام حذفُ تاءِ التأنيث من الفعلِ الماضي المسندِ إلى مؤنثٍ حقيقي

- ‌مسألة [128]اتفقوا على وجوب تأخير المحصور فيه بإنَّما، مرفوعًا كان أو منصوبًا، ليتَّضحَ بذلك المحصور فيه من غيره، واختلفوا في المحصور فيه بإلَّا

- ‌مسألة [129]أجاز الأخفش وابن جني وأبو عبد الله الطوال أن يعود ضمير من الفاعل المقدّم على المفعول المؤخّر

- ‌شواهد باب النائب عن المفعول

- ‌مسألة [130]

- ‌مسألة [131]أجاز الكوفيون والأخفش إسناد فعل المفعول إلى غير المفعول به مع وجوده

- ‌شواهد باب الاشتغال

- ‌مسألة [132]إذا كان الاسم السابق على الفعل الناصب لضميره واقعًا بعد أداة مختصة بالفعل وجب نصبه

- ‌مسألة [133]

- ‌شواهد باب تعدي الفعل ولزومه

- ‌مسألة [134]إذا كان في العامل المتعدّي بالحرف. ثم حذف الجار توسعًا نصب المجرور

- ‌مسألة [135]يجوز اسقاط الجار قياسًا من أنْ وأَنَّ

- ‌شواهد باب التنازع

- ‌مسألة [136]

- ‌مسألة [137]

الفصل: ‌مسألة [105]تدخل الهمزة على لا التبرئة فيبقى أحكام اسمها وخبرها وأحكام توابع اسمها، وأكثر ذلك والاستفهام للتوبيخ

قولهِ تعالى: {إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ} [النساء:140] وإذاً منتصبة بها في مثل من معنى المماثلة سواء قدرت مثلاً صفة، أو خبراً أو منتصباً بالخبر الذي تضمره إذا قدرت مثلاً صفة، وأفراد ضمير (ارتدى وتأزرا) بمنزلة الإفراد في قوله تعالى:{وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انفَضُّوا إِلَيْهَا} [الجمعة:11].

وروى ابن الأنباري:

(إذا ما ارتدَى بالمجدِ ثُمَّ تأزَّرا)

رواية سيبوية أولى، لأن الائتزار قبل الارتداء، والواو تأتي لغير الترتيب بخلاف ثُمّ.

‌مسألة [105]

تدخل الهمزة على لا التبرئة فيبقى أحكام اسمها وخبرها وأحكام توابع اسمها، وأكثر ذلك والاستفهام للتوبيخ

، كقوله:[البسيط].

(ألا طِعانَ ولا فرسانَ عاديةً

إلّا تجشُّؤُكم حَوْلَ التنانير)

أو إنكار، كقوله [البسيط].

(إلَا ارعواء لِمَنْ ولّتُ شَبيبتهُ

وآذنَتْ بمشيبٍ بعدَهُ هَرمُ)

ص: 414

ويأتي الاستفهام على حقيقةِ كقولهِ: [البسيط].

(ألا اصطبار لسلمى أم لها جَلَدً

إذا ألاقي ما لاقاه أمثالي)

ولقلتِه لم يطلعْ عليهِ الجزولي فانكرَ وجودَهُ.

وقد ترد (الا) بجملتها لأحد ثلاثة معانٍ /232/، أحدها: التمني، فتخصُّ أيضاً بالجملةِ الاسمية، وتعمل عمل لا، لكن تعطي حكم ليت في أنَها لا تُلْغَي وإنّ تكررَتْ، وأنّه لا يجوزُ مراعاةُ محلِ اسمِها من الابتداءِ، ومن ذلك قوله:[الطويل].

(الا عُمْرَ وَلَّي مستطاعٌ رجوعهُ

فيرأبَ ما أثأتْ يدُ الغَفَلاتِ)

وقول قوم منهم الشارح: إنَّ المفيدَ للتمنِّي سهوٌ، ويلزم منه كون التمنِّي جملةَ النفي، فيكون معنى قولك: ألا ما أتمنَّى عدم الماء، وهو عكس المراد.

الثاني: العرض، فتختص بالجملة الفعلية، نحو:{أَلا تُقَاتِلُونَ قَوْمًا نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ} [التوبة:13]، وقد يكون الفعل مقدَّراً كقوله:[الوافر].

(ألا رجلاً جزاهُ اللهُ خيراً

يَدُلُّ على مُحصِّلةٍ تَبيتُ)

ص: 415

أي: ألا تروني رجلاً؟

والثالث: التنبيه والاستفتاح، فيدخل على الجملتين، نحو:{أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ} [يونس:62]، {أَلا يَوْمَ يَاتِيهِمْ لَيْسَ مَصْرُوفًا عَنْهُمْ} [هود:8].

أما البيت الأول فإنه لحسان بن ثابت الأنصاري من كلمة يهجو فيها، الحارث بن كعب النجاشي، وقبلَهُ:

(حار بن كعب الا أحلام تزجُركم

عنَّا وأنتم من الجُوفِ الجماخيرِ)

(لا بأسَ بالقومِ من طولٍ ومن عظمٍ

جسم البغالِ وأحلام العصافيرِ)

وبعده: /233/.

(كأنَّكم خُشُبً جُوفً اسافلُه

مثقبٌ نفخت فيه الأعاصير)

(لا ينفع الطول من نوكِ الرجال ولا .... يهدي الالهُ سبيلَ المعشرِ البورِ)

حذف حرف النداء من حارث، ورخَّمه، وجمع الحلم، وهو العقل. وقوله:(عنّا) أي عن هجائنا، وذلك إنَّ النجاشي الشاعر هجا بني النجار من الأنصار، فشكو ذلك لحسان فقال هذه الأبيات، ثم قال: القوها على صبيان المكاتب، ففعلوا، فبلغ ذلك بني عبد المدان، فأوثقوا النجاشي، وأتوا به إلى حسان، وحكَّموه فيه، فأمر الناس فحضروا، وجلسَ على

ص: 416

سريرهِ، واحقره موثقاً، فنظر إليه ملياً ثم قال لابنه عبدِ الرحمن: هاتِ الدراهمَ التي بقيتْ من صِلَةِ معاوية، وائتني ببغلةٍ، ففعلَ، ففلّ وثاقَهُ وأعطاه الدراهمَ، واركبَهُ البغلةَ، فشكرَهُ الناسُ.

و (الجُوف) جمع أجوف، كالسُود جمع أسود، وهو الواسع الجوف. و (الجماخير (جمع جمخور، وهو العظيم الجسم، القليل العقل والقوة.

وأفرد في البيت الثاني الجسم، وجمع الحلم، وكان القياس العكس، لأن وضع الجسم للواحد، والحلم للجنس، ويجمع كل منهما على أفعال وفعول، قال الله تعالى:{تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ} [المنافقون:4]، {أَمْ تَامُرُهُمْ أَحْلامُهُمْ} [الطور:32] ، وقال الشاعر: /234 (204) / [البسيط].

(هل من حلومٍ لأقوامٍ فتنذرهم

ما جَرَّبَ الدهرُ مَنْ عضِّي وتضريسي)

وقال الآخر: [الوافر].

(ولكني بُليتُ بوصلِ قومٍ

لهم لحمٌ ومنكرةً جُسومُ)

(وروي أنَّ بني عبد المدان

كانوا يفتخرون بعظم أجسامهم)

حتى قال فيهم حسان هذا الشعر، فتركوا ذلك، ثم إنهم قالوا لما

ص: 417

رضي عنهم: أفسدت علينا أجسادنا، فقال:[الوافر].

(وقد كنَّا تقولُ إذا أتيْنَا

لذي حسبٍ يُعَدُّ وذي بيانِ)

(كأنَّك أيه المُعطَى بيانً

وجسماً من بني عبدِ المدانِ)

فعادوا إلى الافتخار بذلك.

ويروي: ولا فرسانَ.

و (عادية) بالمهملة من العدوان، وبالمعجمة من الغدو مقابل الرواح. و (تجشؤكم) بالجيم، من الجشأ: نفس المعدة، وبالحاء المهملة، من الانحشاء.

والاستثناء منقطعُ. والمعنى: ألا طعان عندكم، ولا فرسان فيكم يعدون على أعدائهم، أي لستم بأهلِ حرب، وإنّما أنتم أهلُ أكلٍ وشربٍ، كما قال الآخر:[الكامل].

(إنّي رأيتُ من المكارم حسبكم

أنْ تلبسوا خزَّ الثيابِ وتشبحوا)

وقوله: /235 (205) / [البسيط].

(دَعِ المكارم لا ترحلْ لبُغْيَتها

وأقعد فإنَّكَ أنتَ الطاعمُ الكاسي)

و (الأعاصير) بالرفع على الأقواء، و (البور) جمع بائر، وهو الهالك.

وأما البيت الثاني: فالارعواء: الانكفاف، مصدر ارعوى عن الشيء،

ص: 418

أي: الانكفاف عن القبيح. و (لمن) خبر. و (أذنت) عطف على (ولَّت) فلا موضع له. ومعناه: أنذرت. وجملة (بعده هرم) صفة لشيب.

وأما البيت الثالث فأمْ فيه متصلةً معادلةً للهمزة، عاطفة اسمية مثبته على مثلها منفية.

والمعنى: ليت شعري إذا لاقيت ما لاقاه أمثالي من الموت، أينبغي الصبرُ عن هذه المرأة أم يثبت لها. وكنَّى عن الموت بما ذكر تسليةً لها.

وأما البيت الرابع فقوله: (الا) كلمة واحدة للتمني، كما قدمنا، و (عمر) اسمها، و (ولَّى) صفته، و (مستطاع رجوعه) اسمية قدم خبرها، والاسمية كالفعلية في الوصفية، وموضوعهما النصب. فإن قلت: أما يجوز أن يكونَ محلهُما الرفعُ. أو كون الاسمية خبراً، أو كون (مستطاع) صفة على الموضع، أو خبراً، و (رجوعه) مرفوع به على الوجهين.

قلتُ: أمَّا عند سيبوية فلا، لأنَّه لا يُجيزَ مراعاةَ محلِ اسمِها اجراءً /236 (206) / لها مجرى ليت، وليس لها عنده خبر لا لفظاً ولا تقديراً، وأن نحو: الا. ما، كلام تام محمول على معناه، وهو: أتتمنى ما، وعلى هذا فهو كلام مركب من اسم وحرف كما في: يا زيد، عند أبي علي. وأما عند المازني والمبرّد فيجوز، لأنَّهما يجريانهما مجرى (الا) التي للإنكار والتوبيخ سواء.

ص: 419

وقوله: (فيرأب) منصوب في جواب التمنّي، مثل: فأفور. يقال: رأبه يرأبه، بالفتح فيهما، إذا أصلحه، وأصله من: رَأَيْتُ الإناء إذا شَعبته، والمحفوظ في البيت: يرأب، مبنياً للفاعل، ويحسن بناؤه للمفعول. و (أثأت) بالمثلثة: أفسدت منقول بالهمزة من (ثأى، يثأى) بالفتح، فسد. واستعار للغفلات يدا كما استعارها زهير للشمال في قوله:[الكامل].

([وغداةَ ريحٍ قد وزعْتُ وقِرَّةٍ]

إذا أصبحْت بيد الشَّمالِ زِمامُها)

وأما البيت الخامس ففي (رجلاً) ثلاث روايات، أحدها: الرفع، وبه جَزَمَ الجوهري، ووجهه أن يكون فاعلاً بفعلٍ محذوف يفسِّرُهُ (يدل).

والثانية: الجر على إضمار (من) وفيه ضعف، لأعمال الجار محذوفاً، ويزيده ضعفاً كونهُ زائداً، ونظيره في الضعيف قوله:

([فلم أرَ مِثْلَها خُباسةَ واحِدٍ]

ونَهْنَهْتُ نفسي بعدَما كِدتُ أفْعَلَهُ)

ص: 420

على قول سيبويه: إنَّ التقدير: أن أفعلَهُ، لأن (أن) ، وإن كانت غير زائدة، لكنَّ دخولَها في خبرِ (كاد) قليلٌ.

والثالثة /237 (207) /: النصب وهي المشهورة، فقال الخليل وسيبوية:(ألا) للعرض والفعل مقدَّر، أي: ألا تروني رجلاً.

وقال يونس: (ألا) للتمني، و (رجلاً) اسمها، ونُوَّنَ للضرورة وقال بعضهم: منصوب بمضمره يفسره (جزى) ، وعلى هذا فألا للاستفتاح لا للعرض، إذ لا يدخل حرف العرض على فعل طلبي.

وقوله: (محصِلة) بكسر الصاد، أي امرأة تحصل الذهب من تراب المعدن، وتخلصه منه. وقوله:(تبيت) قال الأعلم: تبيت تفعل ذلك، أو للفاحشة. وقال السيرافي: إنما الرواية (تبيث) بالثاء المثلثة، من الاستباثة، وهي الاستخراج، أي: تستخرج الذهب من ترابه انتهى.

وكلامهُما كلامُ مَنْ لم يقفْ على ما بعد البيت، وهو:

(تُرجِّل لمّتى وتَقُّمُ بيتي

وأعطيها الإتاوةَ إنْ رضيَّتُ)

فالقافية تاه مثناة. و (ترجل

إلى آخره) خبر بات، والبيت متعلق بما قبله، وفي الشعر تضمين، وهو من العيوب كما مرَّ. والبيتوتة للترجيل، والقم كما ذكر لا لشيء آخر وأيضاً فالمعروف في الفعل الثلاثي المعبَّر به عن البحث عن الشيء. وباث عنه يبوث بوثاً، بالواو، لا باث يبيث، بالياء. و

ص: 421