الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وثبت صدر هذا البيت في شرح التسهيل هكذا:
(وما المدّعي صِدْقَ المؤاخاةِ كائنًا)
وأما البيت الثالث فشاهد على أعمال اسم فاعل (زال)، وهذا البيت أنشده ثعلبٌ في أماليه للحسن بن مُطَير الأسدي، وبعده:
(أُحِبُّك بَلْوى غَيْرَ أنْ لا يَسُرُّني
…
وإنْ كان بَلْوى أنني لكِ مُبْغِضُ)
(فيا ليتني أقْرَضْتُ جَلْدًا صبَابةً
…
وأقرضني صَبْرًا عن الشَّوْقِ مُقْرِضُ)
وفيها أبيات أخر تركتها.
وقد تداخل في البيت ثلاثة نواسخ، فإن قوله:(أحبك) خبرُ (زائلاً) و (زائلاً) بما اتصل به خبر ليس، وليس بما اتصل به خبر أنْ المخففة من الثقيلة، لا الناصبة، لأنها لا توصل بالجامد.
مسألة [65]
يجوز توسُّط خبر ليس، خلافًا لابن درستويه
، ولنا قوله تعالى:
{لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا} في قراءة حمزة وحفص، بنصب (البرّ)، وقول الشاعر:[الطويل].
(أليسَ عظيمًا أن تُلِم مُلمِّةٌ
…
وليس علينا في الخطوب مُعولُ)
وقول الآخر: [الطويل].
(سَلي إنْ جَهَلْتِ الناسَ عنا وعنهم
…
فليس سواءً عالمٌ وجَهولُ)
وهذا البيت من قصيدة للجلاج الحارثي، وقيل للسموأل بن عادياء اليهودي.
والشرط معترض بين (سلي) ومفعوله. و (سلي الناس) دليل الجواب لا نفسه على الأصح، لأن الشرط له الصدر فلا يتقدمه شيء مما في خبره، ومفعول (جهلت) محذوف، أي: سيرتَنا، وإن كان المعنى: إن كنت ذاتَ جَهْلٍ فلا مفعول، وصح الإخبار بـ (سواء) عن اثنين لأنه في الأصل مصدر (ستوى) فحذف زائدًا، ومثله: {سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ
تُنذِرْهُمْ}، وقد أخبر به عن الجماعة في {لَيْسُوا سَوَاء} .
أما قول الناظم: أنهم لم يثنوا (سواء) استغناء بتثنية (سي) فلو صحّ لم يستعملوه للاثنين، بل كانوا يأتون في موضعه بسببين، ثم ماذا يقول في استغنائهم عن جمعه، وقد سُمِعَتْ تثنيته كقوله:[الطويل].
(فيا رَب إنْ لم تقسِم الحب بيننا
…
سواءين فاجعلني على حُبها جَلْدأ)
والقصيد: /113/
(إذا المرء لم يدنس من اللؤم عرضه
…
فكل رداء يرتديه جميل)
(وإن هو لم يحمل على النفس ضيمها
…
فليس إلى حسن الثناء سبيل)
(تعيرنا أنا قليل عديدنا .... فقلت لها إن الكرام قليل)
(وما ضرنا أنا قليل وجارنا
…
عزيز وجار الأكثرين ذليل)
(وإنا لقوم ما نرى القتل سبه
…
إذا ما رأته عامر وسلول)
(يقرب حب الموت آجالنا لنا
…
وتكرهه آجالهم فتطول)
(وما مات منا سيد حتف أنفه
…
ولا طل منا حيث كان قتيل)
(تسيل على حد الظبات نفوسنا
…
وليس على غير السيوف تسيل)
(إذا سيد منا خلا قام سيد
…
قؤول لما قال الكرام فعول)
(وما أخمدت نار لنا دون طارق
…
ولا ذمنا في النازلين نزيل)
(وأيامنا مشهورةٌ في عدونا
…
لها غرر معلومة وحجول)
(أسيافنا في كل شرق ومغرب
…
بها من قراع الدارعين فلول)
(سلي ........... البيت)
وتركت منها أبياتًا. يقول: إذ برئ عرض الإنسان من اللؤم فلا يبالي بعد ذلك. وعامر بن صعصعة من قيس عيلان، وسلول: حيُّ من عامر، وهو ابنه لصلبه. ويقال: سلول أخو عامر بن صعصعة، وهو حي منسوب إلى اللؤم.
ومن ثم قال عامر بن الطفيل حين أصابته الغدة بدعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أغدة /114/ كغدة البعير، وموتًا في بيت سلولية» .
و (حتف) مصدر لمات، لأن الموت والحتف واحد، ونسب هُلْكَهُ إلى أنفه، لأن الأنف مخرج النَّفْس، وأول من قال:(مات حتف أنفه)، رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن هنا رجحوا أن القصيدة ليست للسموأل، والذين أثبتوها رووا (في فراشه) بدل (حتف أنفه).
و (طُلّ) بالضم، أُهْدِرَ فلم يُدرَك بثأره، و (ظُبَة السيف) حده ومَضْربه، و (النفوس) هنا الدماء، و (خلا) ذهب، و (أخمدت النار) سكن لهبها وبقي جمرها، فإن أطفئت البتة، قيل: هَمَدَتْ، و (الأيام) أيام الحروب، وضرب بالغرر والحجول مثلاً لشهرتها، لأن أشهر الخيل ما كان أغر محجلاً، و (الحجال) جمع حجل، بكسر فسكون، وهو القيد شُبِّه به بياض التحجيل لأنه يحل في اليد والرجل محل القيد، و (الدارعون) لابسو الدروع، و (الفلول) التكسُّر وأحدها: فل.