الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[بَاب الْوَصِيَّةِ بِالثُّلُثِ]
2708 -
حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ وَالْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ الْمَرْوَزِيُّ وَسَهْلٌ قَالُوا حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ الزُّهْرِيِّ عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ «مَرِضْتُ عَامَ الْفَتْحِ حَتَّى أَشْفَيْتُ عَلَى الْمَوْتِ فَعَادَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقُلْتُ أَيْ رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ لِي مَالًا كَثِيرًا وَلَيْسَ يَرِثُنِي إِلَّا ابْنَةٌ لِي أَفَأَتَصَدَّقُ بِثُلُثَيْ مَالِي قَالَ لَا قُلْتُ فَالشَّطْرُ قَالَ لَا قُلْتُ فَالثُّلُثُ قَالَ الثُّلُثُ وَالثُّلُثُ كَثِيرٌ أَنْ تَذَرَ وَرَثَتَكَ أَغْنِيَاءَ خَيْرٌ مِنْ أَنْ تَذَرَهُمْ عَالَةً يَتَكَفَّفُونَ النَّاسَ»
ــ
قَوْلُهُ: (حَتَّى أَشْفَيْتُ عَلَى الْمَوْتِ) أَيْ: قَارَبْتُ فِيهِ الْمَوْتَ قَالَهُ عَلَى زَعْمِهِ يَوْمَئِذٍ قَوْلُهُ: (وَلَيْسَ يَرِثُنِي) أَيْ: لَيْسَ أَحَدٌ يَرِثُنِي (إِلَّا ابْنَتِي) قِيلَ: الْمُرَادُ أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِ الْفَرَائِضِ، أَوْ مِنَ الْوَلَدِ، أَوْ مِنَ النِّسَاءِ، أَوْ مِمَّنْ يَخَافُ عَلَيْهِ الضَّيَاعَ، وَإِلَّا فَقَدْ كَانَ لَهُ عَصَبَاتٌ وَهُوَ الْمُوَافِقُ لِقَوْلِهِ إِنْ تَتْرُكْ وَرَثَتَكَ قَوْلُهُ:(فَالشَّطْرُ) أَيِ: النِّصْفُ (الثُّلُثُ كَثِيرٌ) أَيْ: كَافٍ فِي الْمَطْلُوبِ، أَوْ هُوَ كَثِيرٌ - أَيْضًا - وَالنُّقْصَانُ عَنْهُ أَوْلَى وَإِلَى الثَّانِيَةِ مَالَ كَثِيرٌ. (أَنْ تَتْرُكَ) بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ مِنْ قَبِيلِ {وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ} [البقرة: 184] وَجُوِّزَ الْكَسْرُ عَلَى أَنَّهَا شَرْطِيَّةٌ وَخَيْرٌ - بِتَقْدِيرِ فَهُوَ خَيْرٌ - جَوَابُهَا وَحَذْفُ الْفَاءِ مَعَ الْمُبْتَدَأِ مِمَّا جَوَّزَهُ الْبَعْضُ وَإِنْ مَنَعَهُ الْأَكْثَرُ. (عَالَةً) فُقَرَاءَ جَمْعُ عَائِلٍ (يَتَكَفَّفُونَ النَّاسَ) أَيْ: يَسْأَلُونَهُمْ بِأَكُفِّهِمْ.
2709 -
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عَمْرٍو عَنْ عَطَاءٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ «قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِنَّ اللَّهَ تَصَدَّقَ عَلَيْكُمْ عِنْدَ وَفَاتِكُمْ بِثُلُثِ أَمْوَالِكُمْ زِيَادَةً لَكُمْ فِي أَعْمَالِكُمْ»
ــ
قَوْلُهُ: (تَصَدَّقَ عَلَيْكُمْ) أَيْ: جَعَلَ لَكُمْ وَأَعْطَى لَكُمْ أَنْ تَتَصَرَّفُوا فِيهَا، وَإِنْ لَمْ تَرْضَ الْوَرَثَةُ، فِي الزَّوَائِدِ فِي إِسْنَادِهِ طَلْحَةُ بْنُ عَمْرٍو الْحَضْرَمِيُّ ضَعَّفَهُ غَيْرُ وَاحِدٍ.
2710 -
حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ مُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى أَنْبَأَنَا مُبَارَكُ بْنُ حَسَّانَ عَنْ نَافِعٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ قَالَ «قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَا ابْنَ آدَمَ اثْنَتَانِ لَمْ تَكُنْ لَكَ وَاحِدَةٌ مِنْهُمَا جَعَلْتُ لَكَ نَصِيبًا مِنْ مَالِكَ حِينَ أَخَذْتُ بِكَظَمِكَ لِأُطَهِّرَكَ بِهِ وَأُزَكِّيَكَ وَصَلَاةُ عِبَادِي عَلَيْكَ بَعْدَ انْقِضَاءِ أَجَلِكَ»
ــ
قَوْلُهُ: (لَمْ تَكُنْ لَكَ وَاحِدَةٌ مِنْهَا) أَيْ: لَا تَسْتَحِقُّهُ إِلَّا بِرَحْمَتِهِ تَعَالَى؛ إِذِ الْمَالُ لِلْحَيَاةِ فَإِذَا جَاءَ الْمَوْتُ يَنْبَغِي أَنْ يَنْتَقِلَ كُلُّهُ إِلَى غَيْرِهِ، لَكِنَّهُ - تَعَالَى - أَبْقَى لَهُ التَّصَرُّفَ فِي الثُّلُثِ. (وَصَلَاةُ الْمُصَلِّينَ) عَلَى الْجِنَازَةِ لَهُمْ لَا لِلْمَيِّتِ، فَيَنْبَغِي أَنْ لَا يَنْتَفِعَ بِهَا {وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى} [النجم: 39] لَكِنَّهُ تَعَالَى بِمَنِّهِ جَعَلَهَا نَافِعَةً لَهُ كَأَنَّهَا بِمَنْزِلَةِ مَا سَعَى (بِكَظَمِكَ) الْغَيْظَ، الْكَظَمُ بِفَتْحَتَيْنِ وَإِعْجَامِ