الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[باب الْأَمَلِ وَالْأَجَلِ]
4231 -
حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ بَكْرُ بْنُ خَلَفٍ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ خَلَّادٍ الْبَاهِلِيُّ قَالَا حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ أَبِي يَعْلَى عَنْ الرَّبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ «عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ خَطَّ خَطًّا مُرَبَّعًا وَخَطًّا وَسَطَ الْخَطِّ الْمُرَبَّعِ وَخُطُوطًا إِلَى جَانِبِ الْخَطِّ الَّذِي وَسَطَ الْخَطِّ الْمُرَبَّعِ وَخَطًّا خَارِجًا مِنْ الْخَطِّ الْمُرَبَّعِ فَقَالَ أَتَدْرُونَ مَا هَذَا قَالُوا اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ هَذَا الْإِنْسَانُ الْخَطُّ الْأَوْسَطُ وَهَذِهِ الْخُطُوطُ إِلَى جَنْبِهِ الْأَعْرَاضُ تَنْهَشُهُ أَوْ تَنْهَسُهُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَإِنْ أَخْطَأَهُ هَذَا أَصَابَهُ هَذَا وَالْخَطُّ الْمُرَبَّعُ الْأَجَلُ الْمُحِيطُ وَالْخَطُّ الْخَارِجُ الْأَمَلُ»
ــ
قَوْلُهُ: (الْأَعْرَاضُ) أَيِ: الْأُمُورُ الَّتِي تَعْرِضُهُ مِنَ الْأَمْرَاضِ وَالْأَحْوَالِ الْمُتَغَيِّرَةِ وَالْآفَاتِ (تَنْهَشُهُ، أَوْ تَنْهَسُهُ) أَحَدُهُمَا بِالشِّينِ الْمُعْجَمَةِ وَالثَّانِي بِالْمُهْمَلَةِ وَمَعْنَاهُمَا قَرِيبٌ، بَلْ وَاحِدٌ وَهُوَ الْأَخْذُ بِالْأَسْنَانِ وَالْمَقْصُودُ مِنَ الْحَدِيثِ التَّعَجُّبُ مِنْ حَالِ الْإِنْسَانِ وَأَنَّهُ لَا يَفُوتُ الْأَجَلَ لِكَوْنِهِ مُحِيطًا بِهِ مِنَ الْجَوَانِبِ كُلِّهَا وَأَنَّهُ مَعْرُوضٌ لِلْإِعْرَاضِ قَبْلَ ذَلِكَ وَمَعَ ذَلِكَ يُؤَمِّلُ أَمَلًا قَدْ جَاوَزَ أَجَلَهُ.
4232 -
حَدَّثَنَا إِسْحَقُ بْنُ مَنْصُورٍ حَدَّثَنَا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ أَنْبَأَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ قَالَ سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ «قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم هَذَا ابْنُ آدَمَ وَهَذَا أَجَلُهُ عِنْدَ قَفَاهُ وَبَسَطَ يَدَهُ أَمَامَهُ ثُمَّ قَالَ وَثَمَّ أَمَلُهُ»
ــ
قَوْلُهُ: (أَمَامَهُ) أَيْ: قُدَّامَ الْقَفَا وَالْحَاصِلُ أَنَّ أَجَلَهُ لَقَرِيبٌ وَأَنَّ أَمَلَهُ لَطَوِيلٌ.
4233 -
حَدَّثَنَا أَبُو مَرْوَانَ مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ الْعُثْمَانِيُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ عَنْ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ «إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ قَلْبُ الشَّيْخِ شَابٌّ فِي حُبِّ اثْنَتَيْنِ فِي حُبِّ الْحَيَاةِ وَكَثْرَةِ الْمَالِ»
ــ
قَوْلُهُ: (شَابَ) أَيْ: حَرِيصٌ قَوِيٌّ فِي حُبِّهِمَا (فِي حُبِّ الْحَيَاةِ) هَذَا يَعُمُّ غَالِبَ الشُّيُوخِ؛ لِأَنَّ الصَّالِحَ مِنْهُمْ قَدْ جَرَّبَ نَفْعَ الْحَيَاةِ فِي الْآخِرَةِ فَهُوَ يُرِيدُهَا لِذَلِكَ وَغَيْرُهُ لَا يُرِيدُ فِرَاقَ الدُّنْيَا بَعْدَ أَنِ اسْتَأْنَسَ بِهَا مُدَّةً مَدِيدَةً (وَكَثْرَةِ الْمَالِ) هَذَا لِغَيْرِ الزَّاهِدِينَ فَإِنَّ الشَّيْخَ مِنْهُمْ مُجَرِّبٌ مَنَافِعَ الْمَالِ فِي أَوْقَاتِ الْحَاجَةِ، وَأَيْضًا يَصِيرُ فِي مَعْرِضِ الْحَاجَةِ إِلَيْهِ؛ لِأَنَّهُ يَحْتَاجُ إِلَى الْخِدْمَةِ وَلَا تَتَيَسَّرُ فِي الْعَادَةِ إِلَّا بِالْمَالِ فَلِذَلِكَ يُحِبُّهُ حُبًّا شَدِيدًا، وَفِي الزَّوَائِدِ طَرِيقُ ابْنِ مَاجَهْ صَحِيحٌ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ.
4234 -
حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ مُعَاذٍ الضَّرِيرُ حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ قَالَ «قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَهْرَمُ ابْنُ آدَمَ وَيَشِبُّ مِنْهُ اثْنَتَانِ الْحِرْصُ عَلَى الْمَالِ وَالْحِرْصُ عَلَى الْعُمُرِ»
ــ
قَوْلُهُ: (يَهْرَمُ) كَيَفْرَحُ بِفَتْحَتَيْنِ وَهُوَ أَقْصَى الْكِبَرِ (وَيَشِبُّ) مِنْ بَابِ ضَرَبَ.
4235 -
حَدَّثَنَا أَبُو مَرْوَانَ الْعُثْمَانِيُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ عَنْ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ لَوْ أَنَّ لِابْنِ آدَمَ وَادِيَيْنِ مِنْ مَالٍ لَأَحَبَّ أَنْ يَكُونَ مَعَهُمَا ثَالِثٌ وَلَا يَمْلَأُ نَفْسَهُ إِلَّا التُّرَابُ وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَى مَنْ تَابَ»
ــ
قَوْلُهُ: (لَأَحَبَّ أَنْ يَكُونَ مَعَهُمَا ثَالِثٌ) أَيْ أَنَّ حِرْصَهُ لَا يَنْقَطِعُ إِلَى حَدٍّ مِنَ الْمَالِ، وَإِنَّمَا يَقْطَعُهُ الْمَوْتُ إِلَّا مَنْ وَفَّقَهُ اللَّهُ تَعَالَى، وَفِي