الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الْوَبَالَ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِحَقِيقَةِ الْحَالِ.
4171 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ حَدَّثَنَا الْفُضَيْلُ بْنُ سُلَيْمَانَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ حَدَّثَنِي عُثْمَانُ بْنُ جُبَيْرٍ مَوْلَى أَبِي أَيُّوبَ عَنْ أَبِي أَيُّوبَ قَالَ «جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ عَلِّمْنِي وَأَوْجِزْ قَالَ إِذَا قُمْتَ فِي صَلَاتِكَ فَصَلِّ صَلَاةَ مُوَدِّعٍ وَلَا تَكَلَّمْ بِكَلَامٍ تَعْتَذِرُ مِنْهُ وَأَجْمِعْ الْيَأْسَ عَمَّا فِي أَيْدِي النَّاسِ»
ــ
قَوْلُهُ: (وَأَوْجِزْ) أَيِ: اقْتَصِرْ عَلَى خُلَاصَةِ الْأَمْرِ لِيَكُونَ أَسْهَلَ لِلضَّبْطِ، أَوْ أَدِّ ذَلِكَ الْعِلْمَ الْمَطْلُوبَ بِكَلَامٍ مُخْتَصَرٍ، الْمُوجَزُ لَفْظٌ جَامِعٌ لِلْعِلْمِ الْكَثِيرِ مَعْنًى (مُوَدِّعٌ) اسْمُ فَاعِلٍ مِنَ التَّوْدِيعِ، أَيْ: كُنْ كَأَنَّكَ تُصَلِّي آخِرَ صَلَاتَكَ (تَعْتَذِرُ مِنْهُ) يَحْتَاجُ مِنْهُ إِلَى الِاعْتِذَارِ (وَأَجْمِعْ) أَيِ: اعْتَقِدْ وَاعْزِمْ وَاحْكُمْ فِي قَلْبِكَ، وَفِي الزَّوَائِدِ إِسْنَادُهُ ضَعِيفٌ وَعُثْمَانُ بْنُ جُبَيْرٍ قَالَ الذَّهَبِيُّ فِي الطَّبَقَاتِ مَجْهُولٌ وَذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ، وَقَالَ الْبُخَارِيُّ وَأَبُو حَاتِمٍ رَوَى عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ أَبِي أَيُّوبٍ قُلْتُ، لَكِنْ كَوْنُ الْحَدِيثِ مِنْ أَوْجَزِ الْكَلِمَاتِ وَأَجْمَعِهَا لِلْحِكْمَةِ يَدُلُّ عَلَى قُرْبِهِ إِلَى الثُّبُوتِ فَلْيُتَأَمَّلْ.
4172 -
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ عَنْ أَوْسِ بْنِ خَالِدٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ «قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَثَلُ الَّذِي يَجْلِسُ يَسْمَعُ الْحِكْمَةَ ثُمَّ لَا يُحَدِّثُ عَنْ صَاحِبِهِ إِلَّا بِشَرِّ مَا يَسْمَعُ كَمَثَلِ رَجُلٍ أَتَى رَاعِيًا فَقَالَ يَا رَاعِي أَجْزِرْنِي شَاةً مِنْ غَنَمِكَ قَالَ اذْهَبْ فَخُذْ بِأُذُنِ خَيْرِهَا فَذَهَبَ فَأَخَذَ بِأُذُنِ كَلْبِ الْغَنَمِ» قَالَ أَبُو الْحَسَنِ بْنُ سَلَمَةَ حَدَّثَنَاهُ إِسْمَعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا مُوسَى حَدَّثَنَا حَمَّادٌ فَذَكَرَ نَحْوَهُ وَقَالَ فِيهِ بِأُذُنِ خَيْرِهَا شَاةً
ــ
قَوْلُهُ: (إِلَّا بِشَرِّ مَا يَسْمَعُ) أَيْ أَنَّ صَاحِبَ الْحِكْمَةِ لَا يَخْلُو عَنْ سَهْوٍ وَنِسْيَانٍ وَخَطَأٍ فَالنَّاقِلُ إِذَا لَمْ يَنْقُلْ عَنْهُ إِلَّا مَا جَرَى فِيهِ شَيْءٌ مِنَ الْمَذْكُورَاتِ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ هَذَا الْآتِي إِلَى الرَّاعِي (أَجْزِرْنِي) بِجِيمٍ وَزَايٍ مُعْجَمَةٍ وَرَاءٍ مُهْمَلَةٍ مِنْ أَجْزَرْتُ إِذَا أَعْطَيْتُهُ شَاةً يَذْبَحَهَا، وَقَالَ السُّيُوطِيُّ: شَاةً تَصْلُحُ لِلذَّبْحِ، وَفِي الزَّوَائِدِ هَذَا إِسْنَادُهُ ضَعِيفٌ مِنَ الطَّرَفَيْنِ؛ لِأَنَّ مَدَارَ الْإِسْنَادِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ وَهُوَ ضَعِيفٌ.
[باب الْبَرَاءَةُ مِنْ الْكِبْرِ وَالتَّوَاضُعُ]
4173 -
حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ ح وَحَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ الرَّقِّيُّ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَسْلَمَةَ جَمِيعًا عَنْ الْأَعْمَشِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَلْقَمَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ «قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ مِنْ كِبْرٍ وَلَا يَدْخُلُ النَّارَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ مِنْ إِيمَانٍ»
ــ
قَوْلُهُ: (مِنْ كِبْرٍ) بِكَسْرِ الْكَافِ وَسُكُونِ الْبَاءِ ظَاهِرُهُ يُوَافِقُ ظَاهِرَ قَوْلِهِ تَعَالَى: {تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ} [القصص: 83] وَلَعَلَّ الْمُرَادَ لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ أَوَّلًا، وَالْمُرَادُ بِالثَّانِي لَا يَخْلُدُ فِي النَّارِ، وَقِيلَ: الْمُرَادُ
بِالْكِبْرِ التَّرَفُّعُ وَالتَّأَبِّي عَنْ قَبُولِ الْحَقِّ وَالْإِيمَانِ فَيَكُونُ كُفْرًا فَلِذَا قُوبِلَ بِالْإِيمَانِ، أَوِ الْمُرَادُ أَنَّ مَنْ دَخَلَ الْجَنَّةَ يَخْرُجُ عَنْ قَلْبِهِ الْكِبْرُ لِقَوْلِهِ تَعَالَى:{وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ} [الأعراف: 43] وَقِيلَ: يَحْتَمِلُ أَنَّهُ مُبَالَغَةٌ فِي التَّيْسِيرِ عَلَى الْإِيمَانِ وَالتَّشْدِيدِ عَلَى الْكُفْرِ.
4174 -
حَدَّثَنَا هَنَّادُ بْنُ السَّرِيِّ حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ عَنْ الْأَغَرِّ أَبِي مُسْلِمٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ «قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ اللَّهُ سُبْحَانَهُ الْكِبْرِيَاءُ رِدَائِي وَالْعَظَمَةُ إِزَارِي مَنْ نَازَعَنِي وَاحِدًا مِنْهُمَا أَلْقَيْتُهُ فِي جَهَنَّمَ»
ــ
قَوْلُهُ: (الْكِبْرِيَاءُ. . . إِلَخْ) ضَرَبَ مَثَلًا فِي انْفِرَادِهِ بِصِفَةِ الْعَظَمَةِ وَالْكِبْرِيَاءِ، أَيْ: لَيْسَا كَسَائِرِ الصِّفَاتِ الَّتِي قَدْ يَتَّصِفُ بِهَا غَيْرُهُ تَعَالَى مَجَازًا كَالْكَرَمِ وَالرَّحْمَةِ كَمَا لَا يُشَارِكُ فِي إِزَارِ أَحَدٍ وَرِدَائِهِ غَيْرُهُ، ظَاهِرُ الْحَدِيثِ يُعْطِي الْفَرْقَ بَيْنَهُمَا وَيَظْهَرُ مِنْ كُتُبِ اللُّغَةِ أَنَّهُ لَا فَرْقَ فَتَوَقَّفَ فِيهِ بَعْضُهُمْ وَفَرَّقَ آخَرُونَ فَقِيلَ: الْكِبْرِيَاءُ كَوْنُهُ مُتَكَبِّرًا فِي ذَاتِهِ اسْتَكْبَرَهُ غَيْرُهُ أَمْ لَا، وَالْعَظَمَةُ كَوْنُهُ يَسْتَعْظِمُهُ غَيْرُهُ فَالْكِبْرِيَاءُ صِفَةٌ ذَاتِيَّةٌ وَهِيَ أَرْفَعُ مِنَ الْعَظَمَةِ لِكَوْنِهَا إِضَافِيَّةٌ فَشُبِّهَتْ بِالرِّدَاءِ الَّذِي هُوَ أَرْفَعُ مِنَ الْإِزَارِ، وَقِيلَ: لَا الْعَظَمَةُ بِاعْتِبَارِ كَوْنِ الذَّاتِ لَا يُدْرَكُ كُنْهُهُ وَالْكِبْرِيَاءُ بِاعْتِبَارِ التَّرَفُّعِ عَلَى الْغَيْرِ فَشَبَّهَ الْعَظَمَةَ بِالْإِزَارِ الَّذِي هُوَ لَازِمٌ لَا بُدَّ مِنْهُ وَالثَّانِي بِالرِّدَاءِ الَّذِي فِيهِ زِيَادَةُ التَّزَيُّنِ وَالتَّرَفُّعِ.
4175 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ وَهَارُونُ بْنُ إِسْحَقَ قَالَا حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ الْمُحَارِبِيُّ عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ «قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ اللَّهُ سُبْحَانَهُ الْكِبْرِيَاءُ رِدَائِي وَالْعَظَمَةُ إِزَارِي فَمَنْ نَازَعَنِي وَاحِدًا مِنْهُمَا أَلْقَيْتُهُ فِي النَّارِ»
ــ
قَوْلُهُ: (عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: يَقُولُ اللَّهُ الْكِبْرِيَاءُ رِدَائِي. . . إِلَخْ) وَفِي الزَّوَائِدِ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ إِلَّا أَنَّ عَطَاءَ بْنَ السَّائِبِ اخْتَلَطَ وَالْمُحَارِبِيُّ هَلْ رَوَى عَنْهُ قَبْلَ الِاخْتِلَاطِ أَوْ بَعْدَهُ.
4176 -
حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ أَنَّ دَرَّاجًا حَدَّثَهُ عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ «عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ مَنْ يَتَوَاضَعُ لِلَّهِ سُبْحَانَهُ دَرَجَةً يَرْفَعُهُ اللَّهُ بِهِ دَرَجَةً وَمَنْ يَتَكَبَّرُ عَلَى اللَّهِ دَرَجَةً يَضَعُهُ اللَّهُ بِهِ دَرَجَةً حَتَّى يَجْعَلَهُ فِي أَسْفَلِ السَّافِلِينَ»
ــ
قَوْلُهُ: (مَنْ يَتَوَاضَعْ) يَحْتَمِلُ أَنْ تَكُونَ مَنْ شَرْطِيَّةً أَوْ مَوْصُولَةً، أَيْ: يَنْزِلُ عَنْ دَرَجَتِهِ فِي الْكَلَامِ، أَوِ الْجُلُوسِ إِلَى مَا دُونَهُ (عَلَى اللَّهِ) أَيْ: عَلَى خِلَافِ مُقْتَضَى أَمْرِهِ وَرِضَاهُ تَابِعًا فِي ذَلِكَ هَوَاهُ، وَفِي الزَّوَائِدِ هَذَا إِسْنَادُهُ ضَعِيفٌ وَدَرَّاجُ بْنُ سَمْعَانَ أَبُو السَّمْحِ الْمِصْرِيُّ وَإِنْ وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ فَقَدْ قَالَ أَبُو دَاوُدَ وَغَيْرُهُ مُسْتَقِيمٌ