الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[باب قَتْلِ ذِي الطُّفْيَتَيْنِ]
3534 -
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ «أَمَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِقَتْلِ ذِي الطُّفْيَتَيْنِ فَإِنَّهُ يَلْتَمِسُ الْبَصَرَ وَيُصِيبُ الْحَبَلَ يَعْنِي حَيَّةً خَبِيثَةً»
ــ
قَوْلُهُ: (بِقَتْلِ ذِي الطُّفْيَتَيْنِ) هُوَ بِضَمِّ الطَّاءِ وَسُكُونِ الْفَاءِ هُمَا الْخَيْطَانِ الْأَبْيَضَانِ عَلَى ظَهْرِ الْحَيَّةِ وَالْأَبْتَرُ هُوَ الَّذِي لَا ذَنَبَ لَهُ، أَوْ قَصِيرُ الذَّنَبِ (وَالْحَبَلُ) بِفَتْحَتَيْنِ مَصْدَرٌ أُطْلِقَ عَلَى الْمَحْمُولِ، قِيلَ: مَعْنَى يَلْتَمِسَانِ الْبَصَرَ أَنَّهُمَا إِذَا نَظَرَا إِلَى إِنْسَانٍ ذَهَبَ بَصَرُهُ بِالْخَاصِّيَّةِ فِيهِمَا وَكَذَا قَوْلُهُ: وَيُسْقِطَانِ الْحَبَلَ بِالْخَاصِّيَّةِ أَيْضًا، وَقِيلَ: إِنَّهُمَا يَقْصِدَانِ الْبَصَرَ بِالسُّمِّ.
3535 -
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ السَّرْحِ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنِي يُونُسُ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ سَالِمٍ عَنْ أَبِيهِ «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ اقْتُلُوا الْحَيَّاتِ وَاقْتُلُوا ذَا الطُّفْيَتَيْنِ وَالْأَبْتَرَ فَإِنَّهُمَا يَلْتَمِسَانِ الْبَصَرَ وَيُسْقِطَانِ الْحَبَلَ»
[باب مَنْ كَانَ يُعْجِبُهُ الْفَأْلُ وَيَكْرَهُ الطِّيَرَةَ]
3536 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ حَدَّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ «كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُعْجِبُهُ الْفَأْلُ الْحَسَنُ وَيَكْرَهُ الطِّيَرَةَ»
ــ
قَوْلُهُ: (يُعْجِبُهُ الْفَأْلُ الْحَسَنُ) الْفَأْلُ بِالْهَمْزَةِ وَقَدْ تُخَفَّفُ بِقَلْبِهَا أَلِفًا وَهُوَ الْأَشْهُرُ عَلَى الْأَلْسِنَةِ وَهُوَ عَامٌّ فِيمَا يَسُرُّ وَيُسِيءُ؛ وَلِذَلِكَ قُيِّدَ بِالْحَسَنِ تَخْصِيصًا لَهُ بِالْقِسْمِ الْأَوَّلِ وَذَلِكَ بِأَنْ يَسْمَعَ الْمَرِيضُ يَا سَالِمُ فَيَرْجُو الْبُرْءَ وَنَحْوَ ذَلِكَ (وَيَكْرَهُ الطِّيَرَةَ) هِيَ بِكَسْرٍ فَفَتْحٍ وَقَدْ تُسَكَّنُ، التَّشَاؤُمُ بِالشَّيْءِ فَهُوَ مَخْصُوصٌ بِمَا يُسِيءُ، وَفِي الزَّوَائِدِ: إِسْنَادُهُ صَحِيحٌ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ.
3537 -
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ أَنْبَأَنَا شُعْبَةُ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ قَالَ «قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لَا عَدْوَى وَلَا طِيَرَةَ وَأُحِبُّ الْفَأْلَ الصَّالِحَ»
ــ
قَوْلُهُ: (لَا عَدْوَى) الْعَدْوَىمُجَاوَزَةُ الْعِلَّةِ مِنْ صَاحِبِهَا إِلَى غَيْرِهِ بِالْمُجَاوَرَةِ وَالْقُرْبِ، وَهَذَا الْكَلَامُ يَحْتَمِلُ أَنَّ الْمُرَادَ بِهِ نَفْيُ ذَلِكَ وَإِبْطَالُهُ مِنْ أَصْلِهِ وَمَعْنَى فَمَنْ أَعْدَى الْأَوَّلَ، أَيْ: إِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ ابْتَدَأَ ذَلِكَ فِي الثَّانِي كَمَا ابْتَدَأَ فِي الْأَوَّلِ، وَعَلَى هَذَا فَمَا جَاءَ مِنَ الْأَمْرِ بِالْفِرَارِ مِنَ الْمَجْذُومِ وَنَحْوِهِ فَهُوَ مِنْ بَابِ سَدِّ الذَّرِيعَةِ لِئَلَّا يَتَّفِقَ لِشَخْصٍ يُخَالِطُ مَرِيضًا فَيَمْرَضُ مِثْلَ مَرَضِهِ بِتَقْدِيرِ اللَّهِ تَعَالَى ابْتِدَاءً لَا بِالْعَدْوَى الْمَنْفِيَّةِ فَيَظُنُّ أَنَّ ذَلِكَ بِسَبَبِ مُخَالَطَتِهِ فَيَعْتَقِدُ صِحَّةَ الْعَدْوَى فَيَقَعُ فِي الْحَرَجِ وَيَحْتَمِلُ أَنَّ الْمُرَادَ نَفْيُ التَّأْثِيرِ وَبَيَانُ أَنَّ مُجَاوَرَةَ الْمَرِيضِ مِنَ الْأَسْبَابِ الْعَادِيَّةِ لَا هِيَ مُؤَثِّرَةٌ بِطَبْعِهَا كَمَا يَعْتَقِدُهُ أَهْلُ الطَّبِيعَةِ، وَعَلَى هَذَا