الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قَالَ سَعِيدٌ: فَقُلْنَا لِقَتَادَةَ: مَا هَاتَانِ السَّكْتَتَانِ؟ قَالَ: إِذَا دَخَلَ فِي صَلَاتِهِ، وَإِذَا فَرَغَ مِنْ الْقِرَاءَةِ.
ثُمَّ قَالَ بَعْدُ: وَإِذَا قَرَأَ {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ} .
قَالَ: وَكَانَ يُعْجِبُهُمْ إِذَا فَرَغَ مِنْ الْقِرَاءَةِ، أَنْ يَسْكُتَ حَتَّى يَتَرَادَّ إِلَيْهِ نَفَسُهُ.
845 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدِ بْنِ خِدَاشٍ، وَعَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ إِشْكَابَ، قَالَا: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ يُونُسَ، عَنْ الْحَسَنِ، قَالَ:
قَالَ سَمُرَةُ: حَفِظْتُ سَكْتَتَيْنِ فِي الصَّلَاةِ، سَكْتَةً قَبْلَ الْقِرَاءَةِ وَسَكْتَةً عِنْدَ الرُّكُوعِ. فَأَنْكَرَ ذَلِكَ عَلَيْهِ عِمْرَانُ بْنُ الْحُصَيْنِ، فَكَتَبُوا إِلَى الْمَدِينَةِ إِلَى أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، فَصَدَّقَ سَمُرَةَ (1).
13 - بَابٌ: إِذَا قَرَأَ الْإِمَامُ فَأَنْصِتُوا
846 -
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الْأَحْمَرُ، عَنْ ابْنِ عَجْلَانِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ
عن أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّمَا جُعِلَ الْإِمَامُ لِيُؤْتَمَّ بِهِ، فَإِذَا كَبَّرَ فَكَبِّرُوا، وَإِذَا قَرَأَ فَأَنْصِتُوا، وَإِذَا قَالَ (2):
= وأخرجه أيضًا (777) و (778) من طريقين عن الحسن البصري، به. لكن جعل السكتة الثانية بعد الفراغ من القراءة قبل الركوع.
وهو في "مسند أحمد"(20081)، و"صحيح ابن حبان"(1807). وانظر ما بعده.
ويشهد للسكتة الأولى حديث أبي هريرة عند البخاري (744)، ومسلم (598).
(1)
رجاله ثقات. وانظر الحديث السالف قبله.
(2)
في (س): قرأ.
{غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ} فَقُولُوا: آمِينَ، وَإِذَا رَكَعَ فَارْكَعُوا، وَإِذَا قَالَ: سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، فَقُولُوا: اللَّهُمَّ رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ، وَإِذَا سَجَدَ فَاسْجُدُوا، وَإِذَا صَلَّى جَالِسًا فَصَلُّوا جُلُوسًا (1) " (2).
847 -
حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى الْقَطَّانُ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي غَلَّابٍ، عَنْ حِطَّانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الرَّقَاشِيِّ
(1) في المطبوع: جلوسًا أجمعين.
(2)
حديث صحيح، وهذا إسناد قوي من أجل ابن عجلان -وهو محمَّد- لكنه متابع.
وأخرجه أبو داود (604)، والنسائي 2/ 141 - 142 من طريق أبي خالد الأحمر، بهذا الإسناد. قال أبو داود: هذه الزيادة: "وإذا قرأ فأنصتوا" ليست بمحفوظة، الوهم عندنا من أبي خالد. فجعل الوهم من أبي خالد، مع أنه تابعه عليها محمَّد بن سعد الأنصاري عند النسائي 2/ 142، ولهذا قال النسائي في "الكبرى" (996): لا نعلم أحدًا تابع ابن عجلان على قوله: "وإذا قرأ فأنصتوا". فجعل التفرد من ابن عجلان لا من أبي خالد، وهو الصحيح. وقد صحح هذه الزيادة الأئمة مسلم والطبري والمنذري وابن حجر.
وهو في "مسند أحمد"(8889).
وأخرجه مسلم (415)، وأبو داود (603) من طرق عن أبي صالح، به، دون الزيادة المذكورة.
وأخرجه البخاري (722)، ومسلم (414) من طريق همام بن منبه، والبخاري (734)، ومسلم (414) من طريق عبد الرحمن بن هرمز الأعرج، ومسلم (417) من طريق أبي يونس مولى أبي هريرة، ومسلم (416) من طريق أبي علقمة بنحوه مختصرًا، ثلاثتهم عن أبي هريرة. دون الزيادة المذكورة.
وهو في "مسند أحمد"(8156) و (8502)، و "صحيح ابن حبان"(2107) و (2115).
وسيأتي برقم (1239)، وبنحوه مختصرًا برقم (960).
عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِذَا قَرَأَ الْإِمَامُ فَأَنْصِتُوا، فَإِذَا كَانَ عِنْدَ الْقَعْدَةِ فَلْيَكُنْ أَوَّلَ ذِكْرِ أَحَدِكُمْ التَّشَهُّدُ"(1).
848 -
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَهِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ ابْنِ أُكَيْمَةَ قَالَ:
سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: صَلَّى رسول الله صلى الله عليه وسلم بِأَصْحَابِهِ صَلَاةً، نَظُنُّ أَنَّهَا الصُّبْحُ، فَقَالَ:"هَلْ قَرَأَ مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ؟ " قَالَ رَجُلٌ: أَنَا. قَالَ: "إِنِّي أَقُولُ: مَا لِي أُنَازَعُ الْقُرْآنَ! "(2).
(1) إسناده صحيح. جرير: هو ابن عبد الحميد، وسليمان التيمي: هو ابن طَرْخان، وقتادة: هو ابن دِعامة، وأبو غلآب: هو يونس بن جبير.
وأخرجه مسلم (404)، وأبو داود (973) من طريقين عن سليمان التيمي، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (19723). وقال أبو داود: قوله: "وأنصتوا" ليس بمحفوظ، لم يجئ به إلا سليمان التيمي في هذا الحديث. وكذلك أعله الدارقطني في "العلل" 7/ 254 تفرد سليمان التيمي به. قلنا: بل تابعه عمر بن عامر السلمي، فقد أخرجه البزار (3060)، وابن عدي في ترجمة سالم بن نوح من "الكامل" 3/ 1184، والبيهقي 2/ 156 من طريق محمَّد بن يحيى القُطَعي، عن سالم بن نوح العطار، عن عمر بن عامر، عن قتادة، به. وقرن عمر بن عامر بسعيد بن أبي عروبة عند البزار وابن عدي. وقال ابن عدي: وهذا قد رواه أيضًا عن قتادة سليمانُ التيمي، وهو به أشهر من رواية سالم عن عمر ابن عامر وابن أبي عروبة. قلنا: والقطعي ثقة، وسالم وعمر صدوقان. أما ابن أبي عروبة فقد ذكره الدارقطني فيمن خالف التيمي، ولم يذكر الزيادة، فلعله اختلف عليه فيه، أو أن سالم بن نوح حمل رواية سعيد على رواية عمر. واللْه أعلم.
وسيأتي حديث التشهد مطولًا برقم (901) ونخرجه هناك.
(2)
إسناده صحيح. ابن أُكيمة: هو عمارة، وقيل غير ذلك.
وأخرجه أبو داود (826) و (827)، والترمذي (312)، والنسائي 2/ 140 - 141 من طريق ابن شهاب الزهري، به.
وهو في "مسند أحمد"(7270)، و"صحيح ابن حبان"(1843).
849 -
حَدَّثَنَا جَمِيلُ بْنُ الْحَسَنِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ ابْنِ أُكَيْمَةَ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَذَكَرَ نَحْوَهُ. وَزَادَ فِيهِ: قَالَ: فَسَكَتُوا بَعْدُ فِيمَا جَهَرَ فِيهِ الْإِمَامُ (1).
850 -
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ الْحَسَنِ ابْنِ صَالِحٍ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ
عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ كَانَ لَهُ إِمَامٌ، فَإن قِرَاءَةُ الْإِمَامِ لَهُ قِرَاءَةٌ"(2).
(1) حديث صحيح. وهذا إسناد ضعيف لضعف جميل بن الحسن، ولكنه متابع كما في الرواية السالفة قبل.
وهذه الزيادة التي أشار إليها المصنف من كلام الزهري كما صححه البخاري في "التاريخ الكبير" 9/ 38، والخطيب في "الفصل للوصل للمدرج في النقل " 1/ 292، ونقل الحافظ في "التلخيص" 1/ 231 اتفاق أبي داود ويعقوب بن سفيان والذهلي والخطابي وغيرهم على ذلك. وانظر "القراءة خلف الإمام" للبيهقي ص 141 - 143.
(2)
إسناده ضعيف لضعف جابر -وهو الجُعفي-، وأبو الزبير- وهو محمَّد بن مسلم بن تدرُسَ المكي- لم يصرح بسماعه من جابر.
وأخرجه عبد بن حميد (1050)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 217، والدارقطني (1253) و (1254)، وابن عدي 2/ 542 و 6/ 2107، والبيهقي في "القراءة خلف الإمام"(343) و (344) و (345) و (395) من طرق عن جابر بن يزيد الجعفي، به، وقرن الطحاوي في أحد المواضع عنده والدارقطني في الموضع الأول وابن عدي في الموضع الثاني والبيهقي في الموضعين الثاني والثالث بجابر الجعفي ليث بن أبي سليم، وهو ضعيف كذلك سيئ الحفظ. قال ابن عدي: وهذا معروف بجابر الجعفي عن أبي الزبير، يرويه عنه الحسن بن صالح، إلا أن إسحاق بن منصور السَّلولي ويحيى بن أبي بكير رويا عن الحسن بن صالح، عن ليث وجابر فجمعا بينهما. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وأخرجه الدارقطني (1501)، والطبراني في "الأوسط"(7899)، والبيهقي في "القراءة"(346) من طريق سهل بن العباس المروزي، عن إسماعيل ابن علية، عن أيوب، والبيهقي (347) و (348) من طريق ابن لهيعة، كلاهما عن أبي الزبير، عن جابر. وسهل بن العباس قال الدارقطني: متروك. وابن لهيعة -وهو عبد الله- سيئ الحفظ.
وأخرج نحوه الطحاوي 1/ 228، والدارقطني (1241)، والبيهقي في "القراءة"(349) من طريق يحيى بن سلام، عن مالك، عن وهب بن كيسان، عن جابر بن عبد الله، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"كل صلاة لا يقرأ فيها بأم الكتاب فهي خداج، إلا أن يكون وراء إمام" قال الدارقطني: يحيى بن سلام ضعيف، والصواب موقوف.
قلنا: هو في "الموطأ" 1/ 84 عن وهب بن كيسان، عن جابر موقوفًا. وإسناده صحيح.
وأخرجه أبو حنيفة في "مسنده" ص 307، ومن طريفه أبو يوسف القاضي في كتاب "الآثار"(113)، ومحمد بن الحسن في "موطئه"(117)، والطحاوي 1/ 217، والدارقطني (1233) و (1234)، والبيهقي في "السُّنن" 2/ 159، وفي "القراءة"(334) و (335) عن موسى بن أبي عائشة، عن عبد الله بن شداد بن الهاد، عن جابر.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 376 عن شريك النخعي وجرير بن عبد الحميد، ومحمد بن الحسن في "موطئه"(124) عن إسرائيل بن يونس، والطحاوي 1/ 217 من طريق أبي أحمد الزبيري، عن سفيان الثوري، وابن عدي 7/ 2477 من طريق جرير بن عبد الحميد وسفيان بن عيينة وشعبة، والبيهقي في "السُّنن" 2/ 160، وفي "القراءة"(336) و (337) من طريق عبد الله بن المبارك عن سفيان وشعبة وأبي حنيفة، سبعتهم عن موسى بن أبي عائشة، عن عبد الله بن شداد مرسلًا.
وقال البيهقي في "معرفة السُّنن والآثار"(916): أخبرنا أبو عبد الله الحافظ (وهو الحاكم) قال: سمعتُ سلمة بن محمَّد الفقيه يقول: سألت أبا موسى الرازي الحافظ عن الحديث المروي عن النبي صلى الله عليه وسلم:"من كان له إمام فقراءة الإمام له قراءة" فقال: لم يصح فيه عندنا عن النبي صلى الله عليه وسلم شيء، إنما اعتمد مشايخنا فيه على الروايات عن علي وعبد الله بن مسعود والصحابة. قال أبو عبد الله: أعجبني هذا لما سمعتُه، فإن أبا موسى أحفظ مَن رأينا من أصحاب الرأي على أديم الأرض. =