الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
1336 -
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ ثَابِتٍ الْجَحْدَرِيُّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنْ الْقَعْقَاعِ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "رَحِمَ اللَّهُ رَجُلًا قَامَ مِنْ اللَّيْلِ فَصَلَّى وَأَيْقَظَ امْرَأَتَهُ فَصَلَّتْ، فَإِنْ أَبَتْ رَشَّ فِي وَجْهِهَا الْمَاءَ، رَحِمَ اللَّهُ امْرَأَةً قَامَتْ مِنْ اللَّيْلِ فَصَلَّتْ وَأَيْقَظَتْ زَوْجَهَا فَصَلَّى، فَإِنْ أَبَى رَشَّتْ فِي وَجْهِهِ الْمَاءَ"(1).
176 - بَابٌ فِي حُسْنِ الصَّوْتِ بِالْقُرْآنِ
1337 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بَشِيرِ بْنِ ذَكْوَانَ الدِّمَشْقِيُّ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا أَبُو رَافِعٍ، عَنْ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ السَّائِبِ، قَالَ:
قَدِمَ عَلَيْنَا سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ، وَقَدْ كُفَّ بَصَرُهُ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَقَالَ: مَنْ أَنْتَ؟ فَأَخْبَرْتُهُ، فَقَالَ: مَرْحَبًا بِابْنِ أَخِي، بَلَغَنِي أَنَّكَ حَسَنُ الصَّوْتِ بِالْقُرْآنِ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "إِنَّ هَذَا
= وأخرجه أبو داود (1309) و (1451)، والنسائي في "الكبرى"(1312) و (11342) من طريق عُبيد الله بن موسى، عن شيبان، بهذا الإسناد.
وهو في "صحيح ابن حبان"(2568) و (2569).
وأخرجه أبو داود (1309) عن ابن كثير، عن سفيان الثوري، عن مسعر، عن علي بن الأقمر، عن الأغر، عن أبي سعيد موقوفًا.
(1)
إسناده قوي. ابن عجلان: هو محمَّد.
وأخرجه أبو داود (1308) و (1450)، والنسائي 3/ 205 من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد.
وهو في "مسند أحمد"(7410)، و"صحيح ابن حبان"(2567).
الْقُرْآنَ نَزَلَ بِحُزْنٍ، فَإِذَا قَرَأْتُمُوهُ فَابْكُوا، فَإِنْ لَمْ تَبْكُوا فَتَبَاكَوْا، وَتَغَنَّوْا بِهِ، فَمَنْ لَمْ يَتَغَنَّ بِهِ فَلَيْسَ مِنَّا" (1).
(1) إسناده ضعيف لضعف أبي رافع: واسمه إسماعيل بن رافع بن عويمر الأنصاري. ابن أبي مليكة: هو عبد الله بن عبيد الله.
وأخرجه أبو يعلى (689)، والآجري في "أخلاق أهل القرآن"(85)، والبيهقي 10/ 231 من طريق أبي رافع، بهذا الإسناد.
وأخرجه مختصرًا أبو داود (1469) و (1470) من طريقين عن ابن أبي مليكة، عن عبد الله -أو عبيد الله- بن أبي نهيك، عن سعد بن أبي وقاص رفعه:"ليس منا من لم يتغن بالقرآن"، وهو في "مسند أحمد"(1476)، و"صحيح ابن حبان"(120). وابن أبي نهيك لم يرو عنه غير ابن أبي مليكة، لكن وثقه النسائي والعجلي، وذكره ابن حبان في "الثقات".
ولهذه القطعة من الحديث شاهد من حديث أبي هريرة عند البخاري (7527).
وسيأتي برقم (4196) مختصرًا بقصة التباكي عند القراءة.
والتغني بالقرآن، قال الخطابي في "معالم السُّنن": هذا يتأول على وجوه: أحدها: تحسين الصوت، والوجه الثاني: الاستغناء بالقرآن عن غيره، وإليه ذهب سفيان بن عيينة، ويقال: تغنَّى الرجل، بمعنى استغنى، قال الأعشى:
وكنتُ امرَأً زَمَنًا بالعراقِ
…
عفيفَ المُناخِ طويل التَّغَن
أي: الاستغناء.
وفيه وجه ثالث، قاله ابن الأعرابي صاحبنا، أخبرني إبراهيم بن فارس قال: سألتُ ابن الأعرابي عن هذا، فقال: إن العرب كانت تتغنى بالركبان إذا ركبت الإبل، وإذا جلست في الأفنية، وعلى أكثر أحوالها، فلما نزل القرآن أحب النبي صلى الله عليه وسلم أن يكون القرآن هِجيراهم مكان التغني بالركبان.
وقال الحافظ في "الفتح" 9/ 72: والذي يتحصَّل من الأدلة أن حسن الصوت بالقرآن مطلوب، فإن لم يكن حسنا فليحسنه ما استطاع كما قال ابن أبي مليكة أحد رواة الحديث، وقد أخرج ذلك عنه أبو داود بإسناد صحيح. =
1338 -
حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ عُثْمَانَ الدِّمَشْقِيُّ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا حَنْظَلَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ، أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ سَابِطٍ الْجُمَحِيَّ يُحَدِّثُ
عَنْ عَائِشَةَ، زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَتْ: أَبْطَأْتُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَيْلَةً بَعْدَ الْعِشَاءِ، ثُمَّ جِئْتُ، فَقَالَ:"أَيْنَ كُنْتِ؟ " قُلْتُ: كُنْتُ أَسْمِعُ قِرَاءَةَ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِكَ لَمْ أَسْمَعْ مِثْلَ قِرَاءَتِهِ وَصَوْتِهِ مِنْ أَحَدٍ، قَالَتْ: فَقَامَ وَقُمْتُ مَعَهُ حَتَّى اسْتَمَعَ لَهُ، ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَيَّ، فَقَالَ:"هَذَا سَالِمٌ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ، الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي جَعَلَ فِي أُمَّتِي مِثْلَ هَذَا"(1).
= ومن جملة تحسينه أن يراعي فيه قوانين النغَم، فإن الحسن الصوت يزداد حسنًا بذلك، وإن خرج عنها أثر ذلك في حسنه، وغيرُ الحسن ربما انجبر بمراعاتها ما لم يخرج عن شرط الأداء المعتبر عند أهل القرآن، فإن خرج عنها لم يفِ تحسين الصوت بقبح الأداء.
(1)
حديث حسن، وهذا إسناد رجاله ثقات إلا أن عبد الرحمن بن سابط كثير الإرسال، لكنه متابع.
وأخرجه محمَّد بن نصر المروزي في "قيام الليل"(153)، والحاكم 3/ 225، وأبو نعيم في "الحلية" 1/ 371، والبيهقي في "الشعب"(2148) من طريق الوليد ابن مسلم، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد (25320)، والفاكهي في "أخبار مكة"(1729) من طريق ابن نمير، حدثنا حنظلة، عن ابن سابط، عن عائشة.
وأخرجه ابن المبارك في "الجهاد"(120) عن حنظلة بن أبي سفيان، عن ابن سابط: أن عائشة
…
، وقال الحافظ في ترجمة سالم من "الإصابة": ابنُ المبارك أحفظُ، لكن له شاهد أخرجه البزار عن الفضل بن سهل، عن الوليد بن صالح، عن أبي أسامة، عن ابن جريج، عن ابن أبي مليكة، عن عائشة، بالمتن دون القصة، ولفظه: قالت: سمع النبي صلى الله عليه وسلم سالمًا مولى أبي حذيفة يقرأ من الليل، فقال:"الحمد لله الذي جعل في أمتي مثله". ورجاله ثقات. قلنا: هو عند البزار (2694 - كشف الأستار) وفيه عنعنة ابن جريج، وهو مدلس.
1339 -
حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ مُعَاذٍ الضَّرِيرُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الْمَدَنِيُّ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْمَاعِيل بْنِ مُجَمِّعٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ
عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ مِنْ أَحْسَنِ النَّاسِ صَوْتًا بِالْقُرْآنِ، الَّذِي إِذَا سَمِعْتُمُوهُ يَقْرَأُ، حَسِبْتُمُوهُ يَخْشَى اللَّهَ"(1).
1340 -
حَدَّثَنَا رَاشِدُ بْنُ سَعِيدِ الرَّمْلِيُّ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ مَيْسَرَةَ مَوْلَى فَضَالَةَ
(1) حسن لغيره إن شاء الله، وهذا إسناد ضعيف لضعف عبد الله بن جعفر وإبراهيم بن إسماعيل بن مجمع.
وفي الباب عن طاووس مرسلًا عند ابن المبارك في "الزهد"(113)، وابن أبي شيبة 10/ 464، والدارمي (3489)، وإسناد الدارمي إلى طاووس صحيح.
ووصله أبو نعيم في "تاريخ أصبهان" 2/ 90 من طريق إسماعيل بن عمرو البجلي، عن مسعر بن كدام، عن عبد الكريم بن مالك الجزري، عن طاووس، عن ابن عباس مرفوعًا. وإسماعيل البجلي ضعيف كما في "الجرح والتعديل"، وقد خالفه جعفر بن عون عند الدارمي (3489) فرواه عن مسعر، بهذا الإسناد إلى طاووس مرسلًا.
ووصله أيضًا محمَّد بن نصر المروزي في "قيام الليل"(152) من طريق أبي بكر مرزوق الباهلي، عن عاصم الأحول، عن طاووس، عن ابن عمر. وأبو بكر الباهلي متكلم فيه.
وروي من طريق آخر عن ابن عمر: أخرجه الطبراني في "الأوسط"(2074) و (6205)، والروياني في "مسنده"(1415) من طريق حميد بن حماد بن خوار، عن مسعر بن كدام، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر. وحميد بن حماد ضعيف.
وأخرجه أبو نجم في "تاريخ أصبهان" 2/ 58 من طريق يحيى بن عثمان بن صالح المصري، عن أبيه، عن ابن لهيعة، عن يزيد بن يزيد بن جابر، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة مرفوعًا. ويحيى بن عثمان متكلم فيه، وابن لهيعة سيئ الحفظ.
ورواه ابن المبارك في "الزهد"(114) عن يونس بن يزيد الأيلي، عن الزهري بلاغًا عن النبي صلى الله عليه وسلم. وهذا إسناد صحيح إلى الزهري.
عَنْ فَضَالَةَ بْنِ عُبَيْدٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لَلَّهُ أَشَدُّ أَذَنًا إِلَى الرَّجُلِ الْحَسَنِ الصَّوْتِ بِالْقُرْآنِ يَجْهَرُ بِهِ مِنْ صَاحِبِ الْقَيْنَةِ إِلَى قَيْنَتِهِ"(1).
1341 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخبرنا مُحَمَّدُ ابْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْمَسْجِدَ فَسَمِعَ قِرَاءَةَ رَجُلٍ، فَقَالَ:"مَنْ هَذَا؟ " فَقِيلَ: هذا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ قَيْسٍ، فَقَالَ:"لَقَدْ أُوتِيَ هَذَا مِنْ مَزَامِيرِ آلِ دَاوُدَ"(2).
(1) إسناده ضعيف لجهالة ميسرة مولى فضالة. الأوزاعي: هو عبد الرحمن بن عمرو.
وأخرجه أحمد (23956)، والبخاري في "التاريخ الكبير" 7/ 124، ومحمد بن نصر المروزي في "قيام الليل"(148)، وابن حبان (754)، والطبراني 18/ (772)، والبيهقي 10/ 230، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 17/ ورقة 462 من طرق عن الوليد بن مسلم، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد (23947)، والحاكم 1/ 570 - 571 من طريق الوليد بن مسلم، عن الأوزاعي، عن إسماعيل بن عبيد الله، عن فضالة. فأسقط ميسرة من الإسناد.
وأخرجه البخاري في "التاريخ" 7/ 124، وأبو عبيد في "فضائل القرآن" ص 161 - 162، والآجري في "أخلاق أهل القرآن"(80)، والحاكم 1/ 570 - 571، والبيهقي 10/ 230، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 17/ ورقة 462 من طرق عن الأوزاعي، به، بإسقاط ميسرة.
قلنا: ويغني عنه حديث أبي هريرة عند البخاري (5023)، ومسلم (792) مرفوعًا:"ما أَذِنَ اللهُ لشيء ما أذِنَ لنبي أن يتغنى بالقرآن". أي: ما استمع لشيء مسموع كاستماعه لنبي يحسن صوته بالقرآن، والأذَن: الاستماع.
(2)
حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل محمَّد بن عمرو بن علقمة، وقد توبع. عبد الله بن قيس: هو أبو موسى الأشعري رضي الله عنه. =
1342 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ طَلْحَةَ الْيَامِيَّ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ ابْنَ عَوْسَجَةَ، قَالَ:
سَمِعْتُ الْبَرَاءَ بْنَ عَازِبٍ يُحَدِّثُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "زَيِّنُوا الْقُرْآنَ بِأَصْوَاتِكُمْ"(1).
= وأخرجه النسائي 2/ 180 من طريق عمرو بن الحارث، عن الزهري، عن أبي سلمة، به.
وهو في "مسند أحمد"(9806)، و"صحيح ابن حبان"(7196).
وفي الباب عن عائشة عند النسائي 2/ 180 - 181 و181، وعن أبي موسى نفسه عند البخاري (5048)، ومسلم (793)(236)، وعن بريدة عند مسلم (793)(235).
قوله: "من مزامير آل داود" قال السندي: جمع مِزمار-بكسر الميم- وهو آلة اللهو، ويُطلَق على الصوت الحسن، وهو المراد ها هنا، ولفظه "آل" مقحمة، والمراد: أُعطي صوتا حسنًا في قراءة القرآن من أنواع الأصوات والنغمات الحسنة التي كانت لداود عليه السلام في قراءة الزَّبور، وكان إليه المنتهى في حُسْن الصوت بالقراءة.
(1)
إسناده صحيح. طلحة اليامي: هو ابن مُصرّف.
وأخرجه أبو داود (1468)، والنسائي 2/ 179 و 179 - 180 من طريقين عن طلحة اليامي، بهذا الإسناد.
وعلقه البخاري في "صحيحه" كتاب التوحيد، فقال: باب قول النبي صلى الله عليه وسلم "الماهر بالقرآن مع سفرة الكرام البررة، وزيِّنوا القرآن بأصواتكم".
وهو في "مسند أحمد"(18494)، و"صحيح ابن حبان"(749).
قوله: "زينوا القرآن بأصواتكم" قال السندي: أي: بتحسين أصواتكم عند القراءة، فإن الكلام الحسن يزيد حسنًا وزينة بالصوت الحسن، وهذا مُشاهَد. ولما رأى بعضهم أن القرآن أعظم من أن يحسِّن بالصوت، بل الصوت أحقُّ بأن يُحسَّن =