الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قَالَ ابْنُ مَاجَهْ: حَدِيثُ عَائِشَةَ أَقْوَى.
30 - بَابُ مَا جَاءَ فِي الْأَوْقَاتِ الَّتِي لَا يُصَلَّى فِيهَا عَلَى الْمَيِّتِ وَلَا يُدْفَنُ
1519 -
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدّثَنَا وَكِيعٌ (ح)
وَحَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ رَافِعٍ، حَدّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ جَمِيعًا عَنْ مُوسَى ابْنِ عَلِيِّ بْنِ رَبَاحٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ:
سَمِعْتُ عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ الْجُهَنِيَّ يَقُولُ: ثَلَاثُ سَاعَاتٍ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَنْهَانَا أَنْ نُصَلِّيَ فِيهِنَّ أَوْ نَقْبِرَ فِيهِنَّ مَوْتَانَا: حِينَ تَطْلُعُ الشَّمْسُ بَازِغَةً، وَحِينَ يَقُومُ قَائِمُ الظَّهِيرَةِ حَتَّى تَمِيلَ الشَّمْسُ، وَحِينَ تَضَيَّفُ لِلْغُرُوبِ حَتَّى تَغْرُبَ (1).
1520 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، أَخبَرنَا يَحْيَى بْنُ الْيَمَانِ، عَنْ مِنْهَالِ ابْنِ خَلِيفَةَ، عَنْ عَطَاءٍ
= وأخرجه أبو داود (3189) من طريق فليح بن سليمان، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (973)(99) و (100)، والترمذي (1054)، والنسائي 4/ 68 من طريق عبد الواحد بن حمزة، عن عباد بن عبد الله، به.
وأخرجه أبو داود (3190) من طريق أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن عائشة.
وهو في "مسند أحمد"(24498)، و"صحيح ابن حبان"(3065) و (3066).
(1)
إسناده صحيح.
وأخرجه مسلم (831)، وأبو داود (3192)، والترمذي (1051)، والنسائي 1/ 275 - 276 و 277 و 4/ 82 من طرق عن موسى بن عُلي، بهذا الإسناد.
وهو في "مسند أحمد"(17377)، و"صحيح ابن حبان"(1546) و (1551).
عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَدْخَلَ رَجُلًا قَبْرَهُ لَيْلًا، وَأَسْرَجَ فِي قَبْرِهِ (1).
1521 -
حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَوْدِي، حَدّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ يَزِيدَ الْمَكِّي، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ
عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لَا تَدْفِنُوا مَوْتَاكُمْ بِاللَّيْلِ إِلَّا أَنْ تُضْطَرُّوا"(2).
(1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف المنهال بن خيفة.
وأخرجه الترمذي (1079) عن أبي كريب ومحمد بن عمرو السوّاق، عن يحيى ابن اليمان، بهذا الإسناد، إلا أنه زاد حجاج بن أرطأة بين المنهال وبين عطاء. وزاد في المتن: فأخذه من قِبَل القبلة، وقال:"رحمك الله إن كنتَ لأؤاهًا تلَاّءَ للقرآن" وكبَّر عليه أربعًا. وقال الترمذي: حديث حسن.
وله شاهد من حديث جابر عند أبي داود (3164)، وفي إسناده محمَّد بن مسلم الطائفي، وفي حفظه شيء.
وآخر من حديث أبي ذر عند الحاكم 1/ 368، وفي سنده رجل لم يُسَمَّ.
(2)
إسناده ضعيف جدًا، إبراهيم بن يزيد المكي متروك.
لكن أخرج مسلم (943)، وأبو داود (3148)، والنسائي 4/ 33 و 82 من طريق ابن جريج قال: أخبرني أبو الزبير أنه سمع جابرًا يحدث أن النبي صلى الله عليه وسلم خطب يومًا، فذكر رجلًا من أصحابه قُبِضَ، فكُفِّن في كفن غير طائل، وقُبِر ليلَا، فزجر النبي صلى الله عليه وسلم أن يُقبَر الرجل بالليل حتى يُصلى عليه، إلا أن يضطر إنسان إلى ذلك، وقال النبي صلى الله عليه وسلم:"إذا كَفن أحدكم أخاه فليُحسن كَفَنَه" واللفظ لمسلم. وهو في "مسند أحمد"(14145)، و"صحيح ابن حبان"(3034).
قوله: "حتى يصلى عليه": ضبطها النووي في "شرح مسلم" 7/ 11 بفتح اللام بالبناء للمفعول، والمراد: حتى يُصلِّي عليه جماعة المسلمين، وضبطت مجوَّدة في إحدى نسخ "مسند أحمد" بكسر اللام بالبناء للفاعل، وكذلك ضبطها ابن حجر في "فتح الباري" 3/ 208، فقال: مضبوط بكسر اللام، والمراد: حتى يُصلي عليه النبي صلى الله عليه وسلم. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= واختلف أهل العلم في الدفن ليلًا: فكره الحسن البصري ذلك إلا لضرورة، ومما يستدل له به حديث جابر هذا، والصحيح أن النهي في هذا الحديث ليس هو من طريق منع الدفن ليلًا على إطلاقه، وإنما هو لعلة، وقد قيل في تعليله: إن الدفن نهارًا يحضره كثير من الناس، ويصلون علبه، ولا يحضره في الليل إلا أفراد قليلون، فيفوته كثرة دعاء المسلمين المرغب فيه، وقيل: إنه لإرادة رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يصلي على جميع موتى المسلمين، لما يكون لهم في ذلك من الفضل والخير بصلاته عليهم، وقيل: إن سبب ذلك أن قومًا كانوا يسيئون أكفان موتاهم، فيدفنونهم ليلًا، لئلا تَبِين رداءة الكفن. والعلتان الأخيرتان بيَّنتان في الحديث، والظاهر أن النبي صلى الله عليه وسلم قد قصدهما معًا كما ذكر الطحاوي والقاضي عياض.
وذهب عامة أهل العلم إلى إباحة الدفن ليلًا، وأجابوا عن حديث جابر بما ذكرنا من التعليل، واستدلوا أيضًا بحديث أبي هريرة- الذي أخرجه أحمد (9037) -: أن إنسانًا كان يَقُمُّ المسجد أسودَ، فمات -أو ماتت-، ففقدها النبي صلى الله عليه وسلم فقال:"ما فعل الإنسان الذي كان يقم المسجد؟ " فقيل له: مات، قال:"فهلا آذنتموني به" فقالوا: إنه كان ليلًا. قال: "فدلوني على قبرها" فأتى القبر فصلى عليها. ومثله حديث أنس عند أحمد (12517)، وحديث ابن عباس عند البخاري (1340)، وأحمد (1962).
ولم ينكر النبي صلى الله عليه وسلم في هذه الأحاديث دفنهم بالليل، بل كان إنكاره لعدم إعلامه بأمرهم.
واستدلوا أيضًا بما رواه أبو داود (3164)، والطحاوي 1/ 513 عن جابر قال: رأى ناس نارًا في المقبرة، فأتوها، فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم في القبر، وإذا هو يقول:"ناولوني صاحبكم" فإذا هو الرجل الذي كان يرفع صوته بالذكر. وإسناده حسن.
واستدلوا بحديث عائشة الذي أخرجه أحمد (24333) قالت: ما علمنا بدفن رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى سمعنا صوت المساحي من آخر الليل ليلة الأربعاء. ومعلوم أن دفنه صلى الله عليه وسلم كان بحضرة أصحابه، ولم يُؤثَر عن أحد منهم إنكارُ ذلك.
واستدلوا بآثار ثابتة عن الصحابة أنهم دفنوا ليلًا. انظر "شرح معاني الآثار" 1/ 513 - 515، و"فتح الباري" 3/ 207 - 208، و"المغني" 3/ 503 - 504، و"شرح مسلم" 7/ 11 - 12.