الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
جَدُّ فُلَانٍ فِي الْإِبِلِ، وَقَالَ آخَرُ: جَدُّ فُلَانٍ فِي الْغَنَمِ، وَقَالَ آخَرُ: جَدُّ فُلَانٍ فِي الرَّقِيقِ. فَلَمَّا قَضَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم صَلَاتَهُ، وَرَفَعَ رَأْسَهُ مِنْ آخِرِ الرَّكْعَةِ، قَالَ:"اللَّهُمَّ رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ، مِلْءَ السَّمَاوَاتِ، وَمِلْءَ الْأَرْضِ، وَمِلْءَ مَا شِئْتَ مِنْ شَيْءٍ بَعْدُ، اللَّهُمَّ لَا مَانِعَ لِمَا أَعْطَيْتَ، وَلَا مُعْطِيَ لِمَا مَنَعْتَ، وَلَا يَنْفَعُ ذَا الْجَدِّ مِنْكَ الْجَدُّ".وَطَوَّلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم صَوْتَهُ بِـ"الْجَدِّ"، أي: لِيَعْلَمُوا أَنَّهُ لَيْسَ كَمَا يَقُولُونَ (1).
19 - بَابُ السُّجُودِ
880 -
حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْأَصَمِّ، عَنْ عَمِّهِ يَزِيدَ بْنِ الْأَصَمِّ
عَنْ مَيْمُونَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا سَجَدَ جَافَى يَدَيْهِ، فَلَوْ أَنَّ بَهْمَةً أَرَادَتْ أَنْ تَمُرَّ بَيْنَ يَدَيْهِ لَمَرَّتْ (2).
(1) إسناده ضعيف لسوء حفظ شريك وجهالة أبي عمر: وهو المَنْبِهي.
وأخرجه أبو يعلى في "مسنده"(882) عن إسماعيل بن موسى، بهذا الإسناد.
ويشهد لقوله صلى الله عليه وسلم: "اللهم ربنا لك الحمد .. ولا ينفع ذا الجد منك الجد" بعد ما يرفع رأسه من الركوع حديث علي عند مسلم (478).
وحديث أبي سعيد الخدري عنده أيضًا (477).
قو له: "الحدود" أي: الحظوظ.
وقوله: "لا ينفع ذا الجد منك الجد" أي: لا ينفع ذا الاجتهاد منك اجتهاده، إنما ينفعه وينجيه رحمتُك. وانظر "شرح صحيح مسلم" للإمام النووي رحمه الله 4/ 196.
(2)
حديث صحيح، هشام بن عمار متابع، وباقي رجاله ثقات.
وأخرجه مسلم (496)، وأبو داود (898)، والنسائي 2/ 213 من طرق عن سفيان، بهذا الإسناد. =
881 -
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ عبدِ اللَّهِ بْنِ عبيدِ اللَّهِ (1) بْنِ أَقْرَمَ الْخُزَاعِيِّ
عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كُنْتُ مَعَ أَبِي بِالْقَاعِ مِنْ نَمِرَةَ، فَمَرَّ بِنَا رَكْبٌ فَأَنَاخُوا بِنَاحِيَةِ الطَّرِيقِ، فَقَالَ لِي أَبِي: كُنْ فِي بَهْمِكَ حَتَّى آتِيَ هَؤُلَاءِ الْقَوْمَ فَأُسَائِلَهُمْ، قَالَ: فَخَرَجَ، وَجِئْتُ -يَعْنِي دَنَوْتُ- فَإِذَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَحَضَرْتُ الصَّلَاةَ فَصَلَّيْتُ مَعَهُمْ، فَكُنْتُ أَنْظُرُ إِلَى عُفْرَتَيْ إِبْطَيْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كُلَّمَا سَجَدَ (2).
= وهو في "مسند أحمد"(26809).
قوله: "بهمة" هي واحدة البَهْم، وهي أولاد الغنم من الذكور والإناث، قال مجنون ليلى:
صغيرين نرعى البَهمَ يا ليتَ أننا
…
إلى اليوم لم نَكبَرْ ولم تكبرِ البَهمُ
(1)
هكذا في (ذ) ومطبوعة محمَّد فؤاد عبد الباقي، ونسخة خطية من "مصنف ابن أبي شيبة"، وهكذا كانت في (س)، ثم صححت بالقلم إلى: عبيد الله بن عبد الله، وفي (م): عبد الله بن عبد الله. وسيأتي في آخر الحديث أن الناس يقولون: عبيد الله بن عبد الله. وهو الصواب في اسمه كما في "تهذيب الكمال" وفروعه.
(2)
إسناده صحيح. وكيع: هو ابن الجراح.
وهو في "مصنف ابن أبي شيبة" 1/ 257 - 258، وأخرجه الترمذي (274)، والنسائي 2/ 213 من طريق داود بن قيس، بهذا الإسناد.
وهو في "مسند أحمد"(16401).
قوله: "نمرة" اسم مكان قرب عرفة.
والبَهْم: أولاد الغنم.
والعفرة، بضم العين المهملة وفتحها، وسكون الفاء: بياضى غير خالص، كلون
وجه الأرض، أراد منبت الشعر من الإبطين بمخالطة بياض الجلد سواد الشعر، والمراد
أنه كان يجافي عضديه عن الإبطين حتى يرى مَن خلفه عفرة إبطيه. قاله السندي.
قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: يَقُولُ النَّاسُ: عبيدُ اللَّهِ بْنُ عبدِ اللَّهِ (1).
881م- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، وَصَفْوَانُ ابْنُ عِيسَى، وَأَبُو دَاوُدَ، قَالُوا: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ قَيْسٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ابْنِ أَقْرَمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، نَحْوَهُ (2).
882 -
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْخَلَّالُ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخبرنَا شَرِيكٌ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ كُلَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ
عَنْ وَائِلِ بْنِ حُجْرٍ، قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم إِذَا سَجَدَ وَضَعَ رُكْبَتَيْهِ قَبْلَ يَدَيْهِ، وَإِذَا قَامَ مِنْ السُّجُودِ رَفَعَ يَدَيْهِ قَبْلَ رُكْبَتَيْهِ (3).
(1) هكذا في نسخا الخطية الثلاث، وفي المطبوع: عبد الله بن عبيد الله.
(2)
إسناده صحيح. أبو داود: هو سليمان بن داود الطيالسي.
وانظر تخريجه فيما قبله.
(3)
حديث حسن إن شاء الله، شريك -وهو ابن عبد الله القاضي- سيئ الحفظ، لكنه لم ينفرد به، وكليب والد عاصم صدوق، وباقي رجال هذا الإسناد ثقات.
وأخرجه أبو داود (838)، والترمذي (268)، والنسائي 2/ 206 و 234 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حديث حسن غريب، وصححه ابن خزيمة (626) و (629)، وابن حبان (1912)، والحاكم 1/ 226، ولم يتعقبه الذهبي.
وأخرج أبو داود (839) من طريق همام، عن محمَّد بن جحادة، عن عبد الجبار بن وائل، عن أبيه، أن النبي صلى الله عليه وسلم، فذكر حديث الصلاة، قال: فلما سجد وقعتا ركبتاه إلى الأرض قبل أن تقع كفاه. وهذا إسناد رجاله ثقات إلا أن عبد الجبار توفي أبوه وهو صغير فلم يسمع منه، فهو منقطع.
وقال أبو داود بإثره: قال همام: وحدثنا شقيق قال: حدثني عاصم بن كليب، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، بمثل هذا. وفي حديث أحدهما- وأكبر علمي أنه في حديث محمَّد بن جحادة-: وإذا نهض نهض على ركبتيه واعتمد على فخذه. =
883 -
حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ مُعَاذٍ الضَّرِيرُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، وَحَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ طَاوُسٍ
عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:"أُمِرْتُ أَنْ أَسْجُدَ عَلَى سَبْعَةِ أَعْظُمٍ"(1).
884 -
حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ
= وأخرجه في "المراسيل"(42) عن يزيد بن خالد، عن عفان، عن همام، عن شقيق أبي ليث، به. وهو مرسل، وشقيق لم يرو عنه غير همام.
وانظر لزاما التعليق على "صحيح ابن حبان"(1912)، و"زاد المعاد" 1/ 222 - 231.
قال الخطابي في "معالم السُّنن": اختلف الناسُ في هذا، فذهب أكثر العلماء إلى وضع الركبتين قبل اليدين، وهذا أرفق بالمصلي وأحسن في الشكل وفي رأي العين. وقال مالك: يضع يديه قبل ركبتيه، وكذلك قال الأوزاعي. وانظر "المجموع" للنووي 3/ 421، وفيه أن ابن المنذر حكى القول الأول عن عمر بن الخطاب والنخعي ومسلم بن بشار وسفيان الثوري وأحمد وإسحاق وأصحاب الرأي، قال: وبه أقول.
(1)
إسناده صحيح. أبو عوانة: هو الوضاح اليشكري.
وأخرجه البخاري (809)، ومسلم (490)(227) و (228)، وأبو داود (889) و (890)، والترمذي (272)، والنسائي 2/ 208 و 215 و 216 من طرق عن عمرو ابن دينار، بهذا الإسناد.
وهو في "مسند أحمد"(1927)، و"صحيح ابن حبان"(1923).
وعندهم زيادة: "ولا أكفَّ شعرًا ولا ثوبًا" وستأتي هذه الزيادة وحدها عند المصنف برقم (1040) بهذا الإسناد نفسه.
وانظر ما بعده.
عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "أُمِرْتُ أَنْ أَسْجُدَ عَلَى سَبْعٍ، وَلَا أَكُفَّ شَعَرًا وَلَا ثَوْبًا"(1).
قَالَ ابْنُ طَاوُسٍ: فَكَانَ أَبِي يَقُولُ: الْيَدَيْنِ وَالرُّكْبَتَيْنِ وَالْقَدَمَيْنِ، وَكَانَ يَعُدُّ الْجَبْهَةَ وَالْأَنْفَ وَاحِدًا.
885 -
حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ كَاسِبٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْهَادِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ
عَنْ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:"إِذَا سَجَدَ الْعَبْدُ سَجَدَ مَعَهُ سَبْعَةُ آرَابٍ: وَجْهُهُ وَكَفَّاهُ وَرُكْبَتَاهُ وَقَدَمَاهُ"(2).
886 -
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ رَاشِدٍ، عَنْ الْحَسَنِ
(1) حديث صحيح، هشام بن عمار متابع، وباقي رجاله ثقات. سفيان: هو ابن عيينة، وابن طاووس: هو عبد الله.
وأخرجه البخاري (812)، ومسلم (490)(229 - 231) من طريق ابن طاووس، بهذا الإسناد.
وهو في "مسند أحمد"(1940)، و"صحيح ابن حبان"(1924).
وانظر ما قبله.
(2)
حديث صحيح، يعقوب بن حميد بن كاسب- وإن كان ضعيفًا- متابَع.
وأخرجه مسلم (491)، وأبو داود (891)، والترمذي (271)، والنسائي 208/ 2 و210 من طريقين عن يزيد بن الهاد، بهذا الإسناد.
وهو في "مسند أحمد"(1764)، و"صحيح ابن حبان"(1921).
قوله: "سجد معه سبعة آراب" آراب كآداب، أي: أعضاء، والمراد الأمر، أي: ليسجد معه سبعة أعضاء، أو الإخبار، أي: فليضع هذه الأعضاء على وجهها، وليُظهر فيها آثار الخشوع لكونها ساجدة. قاله السندي.