الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عَنْ أَمِّ سَلَمَةَ، عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:"كَسْرُ عَظْمِ الْمَيِّتِ كَكَسْرِ عَظْمِ الْحَيِّ فِي الْإِثْمِ"(1).
64 - بَابُ مَا جَاءَ فِي ذِكْرِ مَرَضِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
-
1618 -
حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ أَبِي سَهْلٍ، حَدّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ الزُّهْرِي، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ:
سَأَلْتُ عَائِشَةَ فَقُلْتُ: أَيْ أُمَّهْ، أَخْبِرِينِي عَنْ مَرَضِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. قَالَتْ: اشْتَكَى فَعَلَقَ يَنْفُثُ، فَجَعَلْنَا نُشَبِّهُ نَفْثَهُ نفث آكِلِ الزَّبِيبِ، وَكَانَ يَدُورُ عَلَى نِسَائِهِ، فَلَمَّا ثَقُلَ اسْتَأْذَنَهُنَّ أَنْ يَكُونَ فِي بَيْتِ عَائِشَةَ وَأَنْ (2) يَدُرْنَ عَلَيْهِ.
قَالَتْ: فَدَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ بَيْنَ رَجُلَيْنِ وَرِجْلَاهُ تَخُطَّانِ بِالْأَرْضِ، أَحَدُهُمَا الْعَبَّاسُ.
فَحَدَّثْتُ بِهِ ابْنَ عَبَّاسٍ فَقَالَ: أَتَدْرِي مَنْ الرَّجُلُ الَّذِي لَمْ تُسَمِّهِ عَائِشَةُ؟ هُوَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ (3).
(1) قال البوصيري: هذا إسناد فيه عبد الله بن زياد مجهول، ولعله عبد الله بن زياد بن سمعان المدني أحد المتروكين، فإنه في طبقته، وقال ابن حجر في "التقريب": مجهول يحتمل أن يكون هو الذي قبله، أي: عبد الله بن زياد البحراني البصري، وهو مجهول أيضًا. أم أبي عبيدة: هي زينب بنت أبي سلمة ربيبة النبي صلى الله عليه وسلم.
وانظر ما قبله.
(2)
في أصولنا الخطية: "أن" بإسقاط الواو.
(3)
إسناده صحيح. الزهري: هو محمَّد بن مسلم، وعبيد الله بن عبد الله: هو ابن عتبة بن مسعود. =
1619 -
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ مُسْلِمٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ
عن عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَتَعَوَّذُ بِهَؤُلَاءِ الْكَلِمَاتِ: أَذْهِبْ الْبَاسْ، رَبَّ النَّاسْ، وَاشْفِ أَنْتَ الشَّافِي، لَا شِفَاءَ إِلَّا شِفَاؤُكَ، شِفَاءً لَا يُغَادِرُ سَقَمًا". فَلَمَّا ثَقُلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ أَخَذْتُ بِيَدِهِ فَجَعَلْتُ أَمْسَحُهُ وَأَقُولُهَا، فَنَزَعَ يَدَهُ مِنْ يَدِي، ثُمَّ قَالَ: "اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي وَأَلْحِقْنِي بِالرَّفِيقِ الْأَعْلَى". قَالَتْ: فَكَانَ هَذَا آخِرَ مَا سَمِعْتُ مِنْ كَلَامِهِ صلى الله عليه وسلم (1).
= وأخرجه مطولًا ومختصرًا البخاري (198)، ومسلم (418)، والنسائي 2/ 101 - 102 من طريقين عن عبيد الله، به.
وهو في "مسند أحمد"(5141) و (24061) و (24103)، و"صحيح ابن حبان"(2116) و (6588).
قولها: "نَفْثَ آكل الزبيب": أي: حين يرمي بالبذر بفيه. قاله السندي:
(1)
إسناده صحيح. أبو معاوية: هو محمَّد بن خازم الضرير، والأعمش: هو سليمان بن مهران، ومسلم: هو ابن صبيح أبو الضحى، ومسروق: هو ابن الأجدع الهمداني.
وأخرجه بشطريه مسلم (2191) من طريق الأعمش، بهذا الإسناد.
وأخرجه كذلك النسائي في "الكبرى"(15787) من طريق ابن أبي مليكة، عن عائشة.
وهو في "مسند أحمد"(24182)، وانظر "صحيح ابن حبان"(2962).
وأخرج الشطر الأول مفردًا البخاري (5675) و (5743)، ومسلم (2191)، والنسائي في "الكبرى"(7466 - 7468) و (10783 - 10786) و (10788) من طريقين عن مسروق، به.
وأخرجه بنحوه البخاري (5744)، ومسلم (2191)(49) من طريق هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة. =
1620 -
حَدَّثَنَا أَبُو مَرْوَانَ الْعُثْمَانِي، حَدّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُرْوَةَ
عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "مَا مِنْ نَبِيٍّ يَمْرَضُ إِلَّا خُيِّرَ بَيْنَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ"، قَالَتْ: فَلَمَّا كَانَ مَرَضُهُ الَّذِي قُبِضَ فِيهِ أَخَذَتْهُ بُحَّةٌ فَسَمِعْتُهُ؛ يَقُولُ: {مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ} [النساء: 69] فَعَلِمْتُ أَنَّهُ خُيِّرَ (1).
1621 -
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ زَكَرِيَّا، عَنْ فِرَاسٍ، عَنْ عَامِرٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ
عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: اجْتَمَعْنَ نِسَاءُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَلَمْ تُغَادِرْ مِنْهُنَّ امْرَأَةٌ، فَجَاءَتْ فَاطِمَةُ كَأَنَّ مِشْيَتَهَا مِشْيَةُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:
= وهو في "صحيح ابن حبان"(2970)، وسيأتي عند المصنف برقم (3520).
واختياره صلى الله عليه وسلم الرفيقَ الأعلى أخرجه البخاري (4440) و (5674)، ومسلم (2444)، والترمذي (3803)، والنسائي في "الكبرى"(7065) و (7067) و (7068) و (10868 - 10870) من طرق عن عائشة.
وانظر "صحيح ابن حبان"(6591) و (6617) و (7116).
(1)
إسناده صحيح. أبو مروان العثماني، هو محمَّد بن عثمان الأموي، وسعد: هو ابن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف.
وأخرجه البخاري (4435) و (4586)، ومسلم (2444)(86)، والنسائي في "الكبرى"(10867) من طريق سعد بن إبراهيم، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (4437) و (4463) و (6348) و (6905)، ومسلم (2444)(87) من طريق الزهري، عن عروة وسعيد بن المسيب ورجال من أهل العلم، عن عائشة. إلا أن رواية البخاري في الموضع الأول عن عروة وحده، وفي الموضع الثاني عن سعيد ورجال دون ذكر عروة.
وهو في "مسند أحمد"(25433)، و"صحيح ابن حبان"(6592).
"مَرْحَبًا بِابْنَتِي" ثُمَّ أَجْلَسَهَا عَنْ شِمَالِهِ، ثُمَّ إِنَّهُ أَسَرَّ إِلَيْهَا حَدِيثًا، فَبَكَتْ فَاطِمَةُ، ثُمَّ إِنَّهُ سَارَّهَا، فَضَحِكَتْ أَيْضًا، فَقُلْتُ لَهَا: مَا يُبْكِيكِ؟ قَالَتْ: مَا كُنْتُ لِأُفْشِيَ سِرَّ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقُلْتُ: مَا رَأَيْتُ كَالْيَوْمِ فَرَحًا أَقْرَبَ مِنْ حُزْنٍ، فَقُلْتُ لَهَا حِينَ بَكَتْ: أَخَصَّكِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِحَدِيثٍ دُونَنَا ثُمَّ تَبْكِينَ؟ وَسَأَلْتُهَا عَمَّا قَالَ، فَقَالَتْ: مَا كُنْتُ لِأُفْشِيَ سِرَّ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، حَتَّى إِذَا قُبِضَ سَأَلْتُهَا عَمَّا قَالَ، فَقَالَتْ: إِنَّهُ كَانَ يُحَدِّثُنِي أَنَّ جِبْرَائِيلَ كَانَ يُعَارِضُهُ بِالْقُرْآنِ فِي كُلِّ عَامٍ مَرَّةً، وَأَنَّهُ عَارَضَهُ بِهِ الْعَامَ مَرَّتَيْنِ، "وَلَا أُرَانِي إِلَّا قَدْ حَضَرَ أَجَلِي، وَأَنَّكِ أَوَّلُ أَهْلِي لُحُوقًا بِي، وَنِعْمَ السَّلَفُ أَنَا لَكِ" فَبَكَيْتُ، ثُمَّ إِنَّهُ سَارَّنِي فَقَالَ:"أَلَا تَرْضَيْنَ أَنْ تَكُونِي سَيِّدَةَ نِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ" أَوْ "نِسَاءِ هَذِهِ الْأُمَّةِ؟ " فَضَحِكْتُ لِذَلِكَ (1).
1622 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، حَدّثَنَا مُصْعَبُ بْنُ الْمِقْدَامِ، حَدّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ، قَالَ:
(1) إسناده صحيح. زكريا: هو ابن أبي زائدة، وفراس: هو ابن يحيى الهمداني، وعامر: هو ابن شراحيل الشعبي، ومسروق: هو ابن الأجدع.
وأخرجه مطولًا ومختصرًا البخاري (3623) و (6286)، ومسلم (2450)(98) و (99)، والنسائي في "الكبرى"(7041) و (8310) و (8463) و (8464) من طريق فراس، بهذا الإسناد.
وأخرجه كذلك البخاري (3625) و (3715) و (4433)، ومسلم (2450)(97)، والنسائي في "الكبرى"(8308) و (8309) من طريق عروة بن الزبير، وأبو داود (5217)، والترمذي (4210) من طريق المنهال بن عمرو، كلاهما عن عائشة.
وهو في "مسند أحمد"(24483) و (26413)، و"صحيح ابن حبان"(6953).
قَالَتْ عَائِشَةُ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَشَدَّ عَلَيْهِ الْوَجَعُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم (1).
1623 -
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدّثَنَا لَيْثُ ابْنُ سَعْدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ سَرْجِسَ، عَنْ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ
عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يَمُوتُ وَعِنْدَهُ قَدَحٌ فِيهِ مَاءٌ، فَيُدْخِلُ يَدَهُ فِي الْقَدَحِ، ثُمَّ يَمْسَحُ وَجْهَهُ بِالْمَاءِ، ثُمَّ يَقُولُ:"اللَّهُمَّ أَعِنِّي عَلَى سَكَرَاتِ الْمَوْتِ"(2).
1624 -
حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ الزُّهْرِيِّ
سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: آخِرُ نَظْرَةٍ نَظَرْتُهَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، كَشْفُ السِّتَارَةِ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ، فَنَظَرْتُ إِلَى وَجْهِهِ كَأَنَّهُ وَرَقَةُ
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل مصعب بن المقدام. سفيان: هو الثوري، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وشقيق: هو ابن سلمة، ومسروق: هو ابن الأجدع.
وأخرجه البخاري (5646)، ومسلم (2570)، والترمذي (2560)، والنسائي في "الكبرى"(7050) و (7442) من طرق عن الأعمش، بهذا الإسناد.
وهو في "مسند أحمد"(25398)، و"صحيح ابن حبان"(2918).
(2)
إسناده ضعيف لجهالة موسى بن سرجس. وقد وهم ابن ماجه هنا في قوله: "يزيد بن أبي حبيب" وصوابه: يزيد بن الهاد، كذا رواه أصحاب الليث عنه، وهو في "مصنف ابن أبي شيبة" 10/ 258 عن يزيد، غير منسوب. كذا قال الحافظ ابن حجر في "النكت الظراف"(17556).
وأخرجه الترمذي (1000)، والنسائي في "الكبرى"(7064) و (10866) من طريقين عن الليث بن سعد، عن ابن الهاد، بهذا الإسناد.
وهو في "مسند أحمد"(24356).
مُصْحَفٍ، وَالنَّاسُ خَلْفَ أَبِي بَكْرٍ فِي الصَّلَاةِ، فَأَرَادَ أَنْ يَتَحَرَّكَ فَأَشَارَ إِلَيْهِ أَنْ اثْبُتْ، وَأَلْقَى السِّجْفَ، وَمَاتَ في آخِرِ ذَلِكَ الْيَوْمِ (1).
1625 -
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، حَدّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ صَالِحٍ أَبِي الْخَلِيلِ، عَنْ سَفِينَةَ
عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ فِي مَرَضِهِ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ: "الصَّلَاةَ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ"، فَمَا زَالَ يَقُولُهَا حَتَّى مَا يُفِيص بِهَا لِسَانُهُ (2).
(1) حديث صحيح، هشام بن عمار متابع، وباقي رجاله ثقات.
وأخرجه البخاري (680)، ومسلم (419)، والنسائي 4/ 7 من طرق عن الزهري، به.
وأخرجه بنحوه البخاري (681)، ومسلم (419)(501) من طريق عبد العزيز ابن صهيب، عن أنس.
وهو في "مسند أحمد"(12072)، و"صحيح ابن حبان"(6620) و (6875).
والصلاة المذكورة هي صلاة الفجر كما في بعض الروايات.
قوله: "كأنه ورقة مصحف"، قال النووي في "شرح مسلم": عبارة عن الجمال البارع، وحُسن البشرة، وصفاء الوجه واستنارته. وفي المصحف ثلاث لغات: ضم الميم وكسرها وفتحها.
و"السَّجف" بفتح السين وكسرها: السِّتر.
(2)
صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، فإن صالحًا أبا الخليل -وهو ابن أبي مريم- لم يسمع من سفينة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم. همام: هو ابن يحيى العَوذي.
وأخرجه النسائي في "الكبرى"(7603) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي أيضًا (7060) و (7061) من طريقين عن قتادة، عن سفينة، به، بإسقاط صالح أبي الخليل. =
1626 -
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدّثَنَا إِسْمَاعِيلُ ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ الْأَسْوَدِ، قَالَ:
ذَكَرُوا عِنْدَ عَائِشَةَ أَنَّ عَلِيًّا كَانَ وَصِيًّا، فَقَالَتْ: مَتَى أَوْصَى إِلَيْهِ؟! فَلَقَدْ كُنْتُ مُسْنِدَتَهُ إِلَى صَدْرِي، أَوْ إِلَى حَجْرِي، فَدَعَا بِطَسْتٍ، فَلَقَدْ انْخَنَثَ فِي حِجْرِي فَمَاتَ وَمَا شَعَرْتُ بِهِ، فَمَتَى أَوْصَى صلى الله عليه وسلم؟! (1)
= وأخرجه أيضًا (7062) من طريق شيبان -وهو ابن عبد الرحمن التميمي- عن قتادة، حُاثنا عن سفنية، به.
وهو في "مسند أحمد"(26483)، و"شرح مشكل الآثار"(3203).
ورواه سليمان التيمي عن قتادة عن أنس، وسيأتي من هذا الطريق عند المصنف برقم (2697). ووهَّم هذه الرواية أبو حاتم وأبو زرعة الرازيان.
وله شاهد من حديث علي سيأتي عند المصنف برقم (2698)، وإسناده حسن.
قوله: "الصلاة" بالنصب، بتقدير: أقيموها، أو راعوها واحفظوها.
"وما ملكت أيمانكم" يحتمل أن المراد به الزكاة، فإنها المقارنة للصلاة في القرآن، أو مراعاة المماليك، فإن هذا العنوان هو الغالب فيهم.
"ما يُفيص": من الإفاصة، بالصاد المهملة، أي: ما يقدر على الإفصاح بها.
(1)
إسناده صحيح. ابن عون: هو عبد الله البصري، وإبراهيم: هو ابن يزيد النخعي، والأسود: هو ابن يزيد النخعي.
وأخرجه البخاري (2741)، ومسلم (1636)، والنسائي 1/ 32 و 6/ 240 - 241 و241 من طرق عن ابن عون، بهذا الإسناد.
وهو في "مسند أحمد"(24039)، و "صحيح ابن حبان"(6603).
قوله: "انخَنَثَ"، قال السندي في حاشيته على "المسند": بنونين بينهما حاء معجمة، وبعد الثانية ثاء مثلثة، أي: انكسر وانثنى لاسترخاء أعضائه عند الموت، ولا يخفى أن هذا لا يمنع الوصية قبل ذلك، ولا يقتضي أنه مات فجاة، بحيث لا يمكن منه الوصية ولا تتصور، كيف وقد عُلِم أنه صلى الله عليه وسلم عَلِمَ بقُرب أجله قبل المرض، =