الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
رَأَيْتُ أَبَا رَافِعٍ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، رَأَى الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ وَهُوَ يُصَلِّي، وَقَدْ عَقَصَ شَعْرَهُ، فَأَطْلَقَهُ -أَوْ نَهَى عَنْهُ- وَقَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يُصَلِّيَ الرَّجُلُ وَهُوَ عَاقِصٌ شَعَرَهُ (1).
68 - بَابُ الْخُشُوعِ فِي الصَّلَاةِ
1043 -
حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا طَلْحَةُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ يُونُسَ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ
عَنْ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لَا تَرْفَعُوا أَبْصَارَكُمْ إِلَى السَّمَاءِ أَنْ تَلْتَمِعَ" يَعْنِي فِي الصَّلَاةِ (2).
(1) صحيح لغيره، وهذا الإسناد قد اختلف فيه على مخول -وهو ابن راشد الحناظ- كما بيناه في "مسند أحمد"(23856). وأبو سعد جزم المزي أنه شرحبيل ابن سعد وهو ضعيف، وقد تعقَّبه الحافظ ابن حجر في "النكت الظراف" في جزمه هذا، فقال: فيه نظر.
وأخرجه أبو داود (646)، والترمذي (385) من طريق سعيد بن أبي سعيد المقبري -وكنيته أبو سعد- عن أبيه، عن أبي رافع. وهذا سند حسن في المتابعات والشواهد، وصححه ابن حبان (2279).
ويشهد له حديث ابن عباس عند مسلم (492) وغيره.
قوله: "عاقص شعره" أي: جمع الشعر وسط رأسه أو لف ذوائبه حول رأسه كفعل النساء، وقيل: هو إدخال أطراف الشعر في أصوله. قاله السندي.
(2)
حديث صحيح. طلحة بن يحيى وإن كان ضعيفًا، قد توبع.
وأخرجه ابن حبان (2281)، والطبراني (13139) من طريق سليمان بن بلال، عن يونس بن يزيد الأيلي، بهذا الإسناد.
قوله: "تلتمع" أي: لئلا تُختلَس وتُختطَف بسرعة. قاله السندي.
1044 -
حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَهْضَمِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ
عن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمًا بِأَصْحَابِهِ، فَلَمَّا قَضَى الصَّلَاةَ أَقْبَلَ عَلَى الْقَوْمِ بِوَجْهِهِ فَقَالَ:"مَا بَالُ أَقْوَامٍ يَرْفَعُونَ أَبْصَارَهُمْ إِلَى السَّمَاءِ؟! " حَتَّى اشْتَدَّ قَوْلُهُ فِي ذَلِكَ: "لَيَنْتَهُنَّ عَنْ ذَلِكَ أَوْ لَيَخْطَفَنَّ اللَّهُ أَبْصَارَهُمْ"(1).
1045 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ الْمُسَيَّبِ بْنِ رَافِعٍ، عَنْ تَمِيمِ بْنِ طَرَفَةَ
عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"لَيَنْتَهِيَنَّ أَقْوَامٌ يَرْفَعُونَ أَبْصَارَهُمْ إِلَى السَّمَاءِ، أَوْ لَا تَرْجِعُ أَبْصَارُهُمْ"(2).
1046 -
حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ مَسْعَدَةَ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ خَلَّادٍ قَالَا: حَدَّثَنَا نُوحُ بْنُ قَيْسٍ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي الْجَوْزَاءِ
عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كَانَتْ امْرَأَةٌ تُصَلِّي خَلْفَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، حَسْنَاءُ مِنْ أَحْسَنِ النَّاسِ، فَكَانَ بَعْضُ الْقَوْمِ يَسْتَقْدِمُ فِي الصَّفِّ الْأَوَّلِ لِئَلَّا يَرَاهَا، وَيَسْتَأْخِرُ بَعْضُهُمْ حَتَّى يَكُونَ فِي الصَّفِّ الْمُؤَخَّرِ،
(1) إسناده صحيح. سعيد: هو ابن أبي عروبة.
وأخرجه البخاري (750)، وأبو داود (913)، والنسائي 3/ 7 من طريق سعيد ابن أبي عروبة، بهذا الإسناد.
وهو في "مسند أحمد"(12065)، و"صحيح ابن حبان"(2284).
(2)
إسناده صحيح. عبد الرحمن: هو ابن مهدي، وسفيان: هو الثوري.
وأخرجه مسلم (428)، وأبو داود (912) من طريق الأعمش، بهذا الإسناد.
وهو في "مسند أحمد"(20837).
فَإِذَا رَكَعَ قَالَ هَكَذَا؛ يَنْظُرُ مِنْ تَحْتِ إِبْطِهِ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ:{وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنْكُمْ وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَأْخِرِينَ} [الحجر: 24] فِي شَأْنِهَا (1).
(1) إسناده ضعيف ومتنه منكر، عمرو بن مالك -وهو النُّكري- لا يؤثر توثيقُه عن غير ابن حبان، فقد ذكره في "الثقات" وقال: يخطئ ويغرب، وقال الحافظ في "التقريب": صدوق له أوهام، وأخطأ الذهبي في "الميزان" و "الضعفاء" فوثق عمرو ابن مالك مع أنه ذكره في "الكاشف" ولم يوثقه، وإنما اقتصر على قوله: وُثق، وهو يُطلق هذه اللفظة عادةً على من انفرد ابن حبان بتوثيقه.
وقد وقع لنا وهم في "تحرير التقريب" فقلنا في ترجمته استدراكًا على الحافظ ابن حجر: بل صدوق حسن الحديث، اعتمادًا على توثيق الذهبي في "الميزان" 3/ 286.
وأخرجه الترمذي (3387)، والنسائي 2/ 118 من طريق نوح بن قيس، بهذا الإسناد.
وهو في "المسند"(2783)، و"صحيح ابن حبان"(401)، قال شعيب: وقد كنت حسنته في "صحيح ابن حبان"، فليستدرك من هنا.
وقال الحافظ ابن كثير في "تفسيره" 4/ 450 بعد أن أورده: وهذا الحديث فيه نكارة شديدة وقد رواه عبد الرزاق في "تفسيره" 2/ 348 عن جعفر بن سليمان، عن عمرو بن مالك أنه سمع أبا الجوزاء يقول في قوله تعالى:{وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنْكُمْ} في الصفوف في الصلاة {وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَأْخِرِينَ} [الحجر: 24] فالظاهر أنه من كلام أبي الجوزاء فقط، ليس فيه لابن عباس ذكر، وقد قال الترمذي: هذا أشبه من رواية نوح بن قيس.
وجاء في تفسير الآية عند ابن كثير 4/ 449 - 450 ما نصه: قال ابن عباس رضي الله عنهما: المستقدمون: كل من هلك من لدن آدم عليه السلام، والمستأخرون: من هو حي، ومن سيأتي إلى يوم القيامة.
وروي نحوه عن عكرمة ومجاهد والضحاك وقتادة ومحمد بن كعب والشعبي، وهو اختيار ابن جرير الطبري 14/ 16 - 17.