الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المتقدم بهذا من هذا الوجه، وإن لم يكن في البيت تقديم الحال عن صاحبها، وقد تقدم شرحه في الإنشاد الثالث والستين بعد الثلاثمائة.
وأنشد بعده، وهو الإنشاد الواحد والثلاثون بعد الستمائة:
(631)
ليت وهل ينفع شيئاً ليت
…
ليت شباباً بوع فاشتريت
على أن جملة: "وهل ينفع شيئاً ليت" معترضة بين المؤكد والمؤكد، فإن "ليت"الثالثة مؤكدة "لليت" الأولى، وأما "ليت" الثانية فهي كلمة أريد بها لفظها، ولهذا وقعت فاعلة لينفع، ورفعت لفظاً، وشيئاً: مفعول ينفع، والاستفهام إنكاري بمعنى النفي، وحسن هذا التأكيد للفصل بالجملة الاعتراضية بينهما، لأن غير حروف الإيجاب إذا لم يكن معموداً على شيء، اعتمد عليه ما قبله، ولم يقع بينهما فاصل بحرف عطف، لا يجوز توكيدها، فيخرج بقيد غير حروف الإيجاب نحو: لا لا، ونعم نعم، فإنه يجوز، وبقولنا:"لم يكن معموداً" قول الشاعر:
ليتني ليتني توفيت هذا
وبقولنا: "لم يقع بينهما فاصل بحرف عطف" قول الآخر:
"ليت شعري هل ثم هل آتينهم
فقول الشاعر:
ولا للما بهم أبداً دواء
وقوله: ليت شباباً بوع .. أصله: بيع، مجهول باع، بضم فكسر، والقياس كسر أوله لتسلم الياء، لكن بعض العرب يحذف الكسر، فتنقلب الياء واواً.
قالا لعيني: قائله رؤبة بن العجاج، ويقال: أنشده الكسائي، ولم يعزه إلى أحد، وأنشد قبله:
ما لي إذا أجذبها صأيت
…
أكبر قد عالني أم بيت؟
أجذبها، أي: الدلو، وروي:"أنزعها"، وصأيت بالصاد المهملة والهمزة، أي: صحت. وأراد بالبيت المرأة. انتهى. ولم أره في ديوان رؤبة، والله أعلم.
وأنشد بعده:
وما أدري وسوف إخال أدري
…
أقوم آل حصن أم نساء
وتقدم شرحه في الإنشاد الخمسين.
وأنشد بعده:
أخالد قد والله أوطأت عشوة
تمامه:
وما قائل المعروف فينا يعنف
وتقدم شرحه أيضاً في الإنشاد الثالث والثمانين بعد المائتين.