الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقد يحرم الله الفتى وهو عاقل
…
ويعطي الفتى مالاً وليس له عقل
وثقة ابن معين، وقال ابن المديني: قتة أمه، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال: كان شاعراً. انتهى.
وأنشد بعده:
ولبس عباءة وتقر عيني
…
أحب إلي من لبس الشفوف
وتقدم شرحه في الإنشاد الثاني والعشرين بعد الأربعمائة.
وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثاني والثمانون بعد الخمسمائة:
(582)
لا تنه عن خلق وتأتي مثله
على أن تأتي منصوب بأن مضمرة بعد واو العطف، قال سيبويه: واعلم أن الواو، وإن جرت هذا المجرى، فإن معناها ومعنى الفاء مختلفان، ألا ترى الأخطل قال:
لا تنه عن خلق وتأتي مثله
…
عار عليك إذا فعلت عظيم
فلو دخلت الفاء هنا، لأفسدت المعنى، وإنما أراد لا تجمعن النهي، والإتيان، فصار "تأتي" على إضمار أن. انتهى.
ويجوز رفعه على أنه خبر مبتدأ محذوف أي: وأنت تأتي، وعار خبر مبتدأ
محذوف، أي: هو عار، وعظيم صفته، والجملة دليل جواب إذا، ومعنى البيت من قوله سبحانه وتعالى:(أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ)[البقرة/ 44] والبيت وجد في عدة قصائد، ومن ثم اختلف في قائله، فسيبويه نسبه إلى الأخطل، ولم أره في شعره، ونسبه أبو عبيد القاسم ابن سلام في "أمثاله" والأمدي في "المؤتلف والمختلف" والأصبهاني في "الأغاني" إلى المتوكل بن عبد الله الليثي الكناني، وكذلك الزمخشري نسبه إليه في أمثاله، وأنشد قبله هذين البيتين:
ابدأ بنفسك فانهها عن غيرها
…
إذا انتهت عنه فأنت حكيم
فهناك تعدل إن وعظت ويقتدى
…
بالقول منك وينفع التعليم
والمتوكل الليثي من شعراء الإسلام. وهو من أهل الكوفة، ومدح معاوية وابنه يزيد، وقال اللخمي في شرح أبيات "الجمل": الصحيح أنه لأبي الأسود الدؤلي، فإن صح ما ذكره أنه للمتوكل، فإنما أخذ البيت من شعر أبي الأسود، والشعراء كثيراً ما تفعل ذلك. وأولها:
حسدوا الفتى أن لم ينالوا سعيه
…
فالقوم أعداء له وخصوم
كضرائر الحسناء قلن لوجهها
…
حسداً وبغياً: إنه لدميم
وهي طويلة أوردناها في الشاهد الواحد والسبعين بعد الستمائة من شواهد الرضي وترجمة أبي الأسود تقدمت في الإنشاد السابع والعشرين بعد الثلاثمائة.