الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قولك: أعجبني ضرب زيد وعمرو، عطفاً لموضع زيد، إذ موضعه رفع، ومن في قوله: من جار، للبيان، فتتعلق بمحذوف تقديره على سمعان الحاصل من الجيران، أو حاصلاً من الجيران. انتهى.
قال الصاغاني في "العباب": وسمعان كعمران، والعامة تفتح، قال: يا لعنة الله .. البيت، ولعنة: مبتدأ، وعلى سمعان: خبر، ومن جار: تمييز، كأنه قال: على سمعان جاراً. انتهى.
الباب الثاني
أنشد في انقسام الجملة إلى اسمية وفعلية، وهو الإنشاد العاشر بعد الستمائة:
(610)
فبينا نحن نرقبه أتانا
…
معلق وفضة وزناد راع
على أن تعيين كون البيت جملة اسمية أو فعلية متوقفة على بينا، فإن كان ألفها لكف الإضافة، فجملة البيت اسمية، وإن كانت ألف الإشباع، وبين مضافة إلى الجملة الاسمية بعدها، فتكون ظرفاً لأتانا، فيكون رتبتها التأخير، فالمصدر في الحقيقة عاملها، فيكون البيت جملة فعلية، والبيت أورده سيبويه في "باب اسم الفاعل، الذي يعمل عمل فعله" من أوائل "الكتاب". قال ابن خلف: الشاهد فيه أنه نصب زناد راع بفعل مضمر، كأنه قال: ويعلق زناد راع، ومعلقاً زناد
راع، ورواية أبي الحسن:"وزناد راع" عطفاً على الموضع، وبينا: ظرف المفاجأة مضاف للجملة بعده، وعامله أتانا، ونرقبه، ننظره، والوفضة: الكنانة، وأراد بالوفضة شيئاً يصنع مثل الخريطة والجعبة، تكون مع الفقراء والرعاة، يجعلون فيه أزوادهم، وزعموا أن أهل الصفة، رضي الله تعالى عنهم، كانت معهم وفاض، والزناد: الخشبة التي يقدح بها النار، وروى أبو الحسن بعده:
ومزودة ومرتحلاً قلوصاً
…
وأثواباً تشبه بالرقاع
انتهى.
وقال الأعلم: الشاهد فيه نصب زناد حملاً على موضع الوفضة، لأن المعنى: يعلق وفضة وزناد راع. انتهى.
وأورده الفراء عند قوله تعالى: (وجَعَلَ اللَّيلَ سَكَنًا والشَّمْسَ والْقَمَرَ)[الأنعام /96]، قال: الليل في موضع نصب في المعنى، فرد الشمس والقمر على معناه، أنشدني بعضهم:
وبينا نحن ننظره أتانا
…
معلق شكوة وزناد راع
وقال ابن جني في "المحتسب" في سورة الحج في قراءة الحسن: (وَلُؤْلُؤًا) قال: هو محمول على فعل يدل عليه قوله: (يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ)[الحج/ 23]. أي: ويؤتون لؤلؤاً، ويلبسون، ومثله قول الآخر: بينا نحن نرقبه .. إلى آخره، فكأنه قال: وحاملاً زناد راع، ومعلقاً زناد راع، وهو كثير. انتهى.